بوابة الصعيد.. بنى سويف الجديدة تختصر الزمن لتلحق بركب التطور

بوابة الصعيد.. بنى سويف الجديدة تختصر الزمن لتلحق بركب التطور

بوابة الصعيد.. بنى سويف الجديدة تختصر الزمن لتلحق بركب التطور

عندما تدخل من بوابة مدينة بنى سويف الجديدة على طريق «الجيش الجديد»، ستفاجأ بما لم تكُن تتوقعه فى هذه المدينة الصعيدية، ستجد أمامك مسطحات خضراء على جانبى الطريق هى «الحزام الأخضر» المحيط بها من جميع الجهات، ويمتد أمامك ميدان «الجيش» المصمّم على مساحة 13 ألف متر مربّع، والمشجّر بالنباتات والأشجار المتنوعة، مع ممرات لسير المواطنين بداخله بعيداً عن المناطق المزروعة، ومن خلفه ترى مبانى جامعة بنى سويف. فى مبنى جهاز تنمية مدينة بنى سويف الجديدة، التقينا المهندس نور الدين إسماعيل، رئيس الجهاز، الذى أكد أن بنى سويف كانت من أولى المدن التى تخلصت من أزمة الإسكان مبكراً، وتمكنت من توفير وحدات سكنية أكثر من عدد مَن لم يحصلوا على وحدات من قبل وتنطبق عليهم الشروط والقانون، وأضاف «إسماعيل»: «المساحة الإجمالية للمدينة 37.9 ألف فدان، منها 5486 فداناً كتله عمرانية تشمل مناطق سكنية وخدمية وصناعية وسياحية وترفيهية، ويبلغ عدد سكانها حالياً 185 ألف نسمة تقريباً، وحسب المخطَّط سيصل إلى 385 ألف نسمة بحول عام 2020». بعدها زرنا موقع الإسكان الاجتماعى، وعندما اقتربنا من الموقع وجدنا نافورة على شكل «زهرة اللوتس» بداخلها يواصل العمال التشطيبات النهائية تمهيداً لتشغيلها بعد تسليم الوحدات السكنية لمستحقيها، فى مشهد لم يكُن معتاداً فى مدن الصعيد التى تجاهلتها الأنظمة سنوات طويلة. فور دخولك من بوابة وحدات الإسكان الاجتماعى تجد طريقاً رئيسياً يمتد من أول المدينة حتى آخرها، ويتفرع منه شوارع جانبية متقاطعة بشكل يتيح للسكان حرية التنقل بالسيارات، بالإضافة إلى تجهيز أماكن لانتظار السيارات بعيداً عن أبواب العمارات التى تم تصميم المنطقة أمامها بشكل جمالى وزراعة الأشجار والزهور المختلفة. {left_qoute_1}

رئيس الجهاز أكد لـ«الوطن»: «عملنا ليلاً ونهاراً لإنشاء 4080 وحدة بمنطقة الـ77 فداناً، بالإضافة إلى 480 وحدة أمام جامعة النهضة، فى أقل من عامين، ويجرى حالياً تسكين المتعاقدين فيها، وجارٍ تنفيذ 1224 وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى».

وتتميز منطقة الإسكان الاجتماعى بمنطقة الـ77 فداناً باتساع شوارعها ونظافتها، والتنسيق الحضارى، فيها وكثرة المسطحات الخضراء والمظلات، وتزيين الطرق بأنواع مختلفة من الورود. وفى مقدمة المدينة نافورة على شكل زهرة اللوتس تُضاء ليلاً بألوان مبهجة.

الوحدات السكنية الجديدة التى شُيدت فى مجتمعات سكنية حضارية تشتمل على دور أرضى و5 طوابق متكررة يضم كل منها 4 شقق سكنية بمساحة 90 متراً مربعاً للشقة، وتتكون كل شقة من 3 غرف نوم وصالة وحمام، وروعى فى تصميم هذه التجمعات السكنية أن تشتمل على مناطق خدمية تخدم كل منها أعداداً محددة من السكان، وكل منطقة بها وحدات للخدمات ومحالّ تجارية ومخابز. وكشف رئيس الجهاز أن الوحدات المبنية خلال العامين الماضيين البالغ عددها 4080 وحدة إسكان اجتماعى، تعادل أكثر من 25% مما تم إنجازه فى 20 عاماً، الذى يبلغ 16 ألف وحدة، منذ إنشاء المدينة فى عام 1986، وهو إنجاز غير مسبوق. وأوضح «إسماعيل» أن الهدف من إنشاء المدينة هو مد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية وخلق مراكز حضارية متميزة ذات طابع عمرانى راقٍ ولائق فى مستوى الإسكان والخدمات والمرافق لتحقيق الاستقرار الاجتماعى والرخاء الاقتصادى، والحد من الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، وإقامة مناطق جذب مستحدثة خارج نطاق المدن والقرى القائمة لدعم الأنشطة الاستثمارية والاقتصاد القومى.

صناعياً، قال «إسماعيل»: «يبلغ عدد المصانع المنتجة 139 مصنعاً برأسمال مستثمر 663.69 مليون جنيه، بإنتاج سنوى 115 مليون جنيه، أتاحت 4341 فرصة عمل، ومن بين المصانع العاملة مصنع شركة (العرفة للملابس الجاهزة) ومصنع (الهياكل المعدنية) ومصنع (الخميرة الصينى)، ويبلغ عدد المصانع تحت الإنشاء 63 مصنعاً برأسمال مستثمر 14.69 مليون جنيه، بإنتاج سنوى 79.7 مليون جنيه، ستوفر 392 فرصة عمل، بالإضافة إلى منطقة الصناعات الخفيفة بمساحة إجمالية 317 ألف فدان، مقسّمة على نحو عدد 142 قطعة صناعية، وعدد 407 قطع بمنطقة ورش الشباب، ومنطقة الصناعات المتوسطة بمساحة إجمالية 942.7 فدان».

وحول الاستثمارات فى المدينة، قال «إسماعيل»: «بلغ إجمالى حجم الاستثمارات المنفّذة فى المدينة بداية أبريل الماضى فى قطاع الإسكان 763 مليون جنيه، بالإضافة إلى 282 مليون جنيه استثمارات فى المياه، واستثمرنا 401 مليون جنيه فى الصرف الصحى، و262 مليون جنيه فى الطرق، أما فى الكهرباء فوصلت الاستثمارات إلى 390 مليون جنيه، والاتصالات 49 مليون جنيه، والزراعة 12 مليون جنيه، والخدمات 179 مليون جنيه، ليكون إجمالى الاستثمار فى مشروعات المدينة حتى 31 مارس الماضى 2.339 مليار جنيه».

وبشأن المشروعات الخدمية للمواطنين، أكد رئيس الجهاز أنه «تم الانتهاء من تنفيذ الجامعة العمالية، و16 مدرسة، وجارٍ تنفيذ جامعتين حكوميتين، جامعة بنى سويف وجامعة الأزهر، بالإضافة إلى 3 مدارس تعليم أساسى، أما الخدمات الصحية فتم تنفيذ 6 مستشفيات و6 وحدات صحية وتم تسليمها لوزارة الصحة، ومركز إسعاف، وجارٍ تسليمه لوزارة الصحة، أما الخدمات الأمنية فلدينا مركز شرطة و5 نقاط إطفاء بالمدينة، وبخصوص الخدمات الاجتماعية نفذنا 11 حضانة إلى جانب حضانتين سيتم الانتهاء منهما قريباً، وفى الخدمات الدينية لدينا 8 مساجد وثلاث كنائس».

المهندس محمد يحيى، المدير التنفيذى لمشروع الإسكان الاجتماعى بمدينة بنى سويف الجديدة، أوضح أن «أكثر من 8 شركات شاركت فى أعمال بناء الإسكان الاجتماعى فى المدينة، مما أسهم فى توفير آلاف فرص العمل فى هذا الإنجاز».

وأشار «يحيى» إلى أنه سيتم إنشاء حديقة عامة لمدينة الإسكان الاجتماعى بها ملاعب على مساحة 200 متر بتكلفة 950 ألف جنيه، وحضانة على مساحة 500 متر بتكلفة مليون و55 ألف جنيه، وسوق تجارية على مساحة 1500 متر بتكلفة 4 ملايين جنيه، وجارٍ طرح المحلات بداخله على من يرغب فى تشغيلها، ووحدة صحية على مساحة 700 متر بتكلفة مليون و600 ألف جنيه، ومدرسة 10 آلاف متر مكونة من 33 فصلاً دراسياً بتكلفة 10 ملايين جنيه». وأضاف «يحيى»: «سننشئ موقفاً عمومياً داخل المدينة على مساحة 16 ألف متر، وسيتم الانتهاء منه شهر نوفمبر المقبل، فضلاً عن حرصنا على توصيل المرافق كافة للمدينة الجديدة، ضمن إعادة توزيع السكان، بعيداً عن الشريط الضيق لوادى النيل لتخفيف الضغط على مدينة بنى سويف الأم، وذلك بخلق مناطق صناعية ومراكز تعليمية الهدف منها زيادة الإنتاج وإيجاد فرص عمل للشباب مما يساعد على حلّ مشكلة البطالة والعمالة الزائدة».

 

 

 


مواضيع متعلقة