التيار السلفى «يتصدع»: منشقون يعلنون إنشاء دعوة سلفية بالجيزة موازية لـ«الإسكندرية».. و«النور»: مجرد تحركات قبل الانتخابات

التيار السلفى «يتصدع»: منشقون يعلنون إنشاء دعوة سلفية بالجيزة موازية لـ«الإسكندرية».. و«النور»: مجرد تحركات قبل الانتخابات
تصاعدت حدة الانشقاقات داخل التيار السلفى، وأعلنت الدعوة السلفية بالجيزة، المنشقة عن الدعوة الأم بالإسكندرية، عن التنسيق مع السلفيين فى القاهرة والجيزة والقليوبية لإنشاء كيان دعوى لهم يتسع بعد ذلك ليكون مرجعية شرعية لحزب الوطن تحت التأسيس، الذين أعلنوا الانضمام إليه بعد خروجهم من «النور».
وكشف محمد الكردى، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالجيزة، وأمين حزب الوطن بالمحافظة، عن وجود تنسيق بين الدعوة السلفية فى الجيزة والقاهرة والقليوبية لإنشاء كيان موازٍ للدعوة السلفية بالإسكندرية، وقال لـ«الوطن»: «سنسعى جاهدين لنضم باقى المحافظات لضم جميع السلفيين فى هيكل إدارى».
وفيما يخص وضع المرأة على قوائم حزب الوطن أوضح «الكردى» أن المرأة مرحب بها فى الحزب، ويجب تفعيل دورها فى العمل السياسى، وأضاف: «لدينا كوادر نسائية مؤهلة، وستكون الكفاءة هى المعيار الحقيقى لاختيار المرشحات، سواء كانت منتقبة أو دون نقاب؛ لأنه لا يوجد فى القانون ما يمنع المنتقبات من الترشح للانتخابات البرلمانية، ووضع صورة لامرأة منتقبة بنقابها أو وضع وردة أمر لا نجد فيه غضاضة».
وأشار إلى أن حزب الوطن سيتقدم رسمياً إلى لجنة شئون الأحزاب خلال 10 أيام.
وعن تحالف «الوطن الحر» فى الانتخابات المقبلة، قال «الكردى»: «التحالف مفتوح لكل الأحزاب الإسلامية، وما زلنا فى تفاوض مع حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، من أجل خوض الانتخابات فى قائمة واحدة».
فى المقابل، قال المهندس عمرو مكى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، التابع للدعوة السلفية بالإسكندرية، إن محاولة إنشاء كيان موازٍ للدعوة السلفية لن يقلل من شعبية حزب النور أو الدعوة السلفية بالإسكندرية؛ لأن جذورها متأصلة فى العمل منذ أكثر من 40 عاماً.
وأضاف: «لن يكون الكيان الدعوى الجديد فى قوة الدعوة السلفية؛ لأن معظم السلفيين فى مصر يدينون بالولاء لرموزها ويعترفون بذلك، كما أن مقرها موجود بالإسكندرية تكريماً لأعضاء مجلس أمنائها الذين أنشأوها فى سبعينات القرن الماضى».
وتابع «مكى»: «إنشاء كيان موازٍ للدعوة السلفية لا يمثل مشكلة لنا، وهى مجرد تحركات قبيل الانتخابات البرلمانية، ولن تخصم من الدعوة السلفية والنور؛ لأن لهما قواعد شعبية كبيرة فى جميع المحافظات ومتأصلة منذ أكثر من 40 عاماً»، مؤكداً أن القاعدة الشعبية للدعوة السلفية وحزب النور فى زيادة، خصوصاً أنهما مقبولان اجتماعياً على مستوى البلاد، ولن يؤثر حزب جديد كوّنه بعض المنشقين عنهما فى شعبيتهما.
على جانب آخر، انتقدت الجبهة السلفية بعض الدعاة الذين نسبوا صفة «الانحطاط اللفظى» للرسول (صلى الله عليه وسلم) فى إشارة إلى تصريحات للشيخ عبدالله بدر، قال فيها إن «النبى وأبابكر الصديق كانا يسبان من يستحق».
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة: «بعض الناس يتزعمون إطلاق موضة العنف والانحطاط اللفظى، ويؤصلون ذلك بنسبته إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام، وأجاز إطلاق الألفاظ الشديدة للرد على أهل الباطل». مضيفاً: «إلى هؤلاء أقول: إن ما ذهبتم إليه لا فقه فيه، ومحصلته أمران؛ الأول: إسقاط هيبة مقام النبى الأعظم من قلوب الناس، والثانى: فتح الباب للغة الشوارع البذيئة أن تسود بين الناس لتسير على ألسنة أهل العلم بدعوى كونها أصلاً شرعياً».
وأوضح «سعيد» أن الصحابة كانوا فى بيئة كل ألفاظها من هذا القبيل، إلى أن علمهم النبى (صلى الله عليه وسلم) عفة اللسان، والتنزه عن شين ألفاظ الجاهلية وأخلاقها، وإذا كان صدر منهم مثل ذلك، فهو «نذر يسير» لا تكاد تجد له إلا مثالاً أو اثنين يدندن حولهما دعاة البذاءة، وهو استثناء يثبت الأصل النزيه الكريم، كما لم تستنكره عقول الناس فى بيئتهم لما ذكرت. متابعاً: «محاولات نسب البذاءات إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) والصحابة فى حقيقتها دعوى لإسقاط التيار الإسلامى من أعين الناس وقلوبهم وإفقاده الهدف الأساسى، وهو إتمام مكارم الأخلاق».
وانتقد الشيخ ياسر برهامى، النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، فى فتوى له على موقع صوت السلف، «نسبة السب إلى الله أو نبيه»، قائلاً: «أعوذ بالله -تعالى- أن نصف الله -سبحانه- بما لم يرد فى كتاب الله ولا سنة رسوله، خصوصاً ما ظاهره النقص، فلا يجوز أن يوصف الرب بأنه يسب أو يشتم، بل هذا من الصد عن سبيل الله ليس من الدعوة إلى الله فى شىء مع كونه من الكذب».
وأوضح برهامى أن ما ذكره الله فى القرآن الكريم من قوله: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً) ونحوه، إنما هو من قبيل ضرب المثل، وتبيين صفة الكفار للناس، مضيفاً: «فهلا قلتم مثل ما قال ربنا: (كَمَثَلِ)، فتقولون: مثلهم كمثل كذا، وليس ما تقولون».
كان عبدالله بدر قد حاول الدفاع عن نفسه بعد الاتهامات التى وجهت إليه بسب الفنانة إلهام شاهين قائلاً: «الرسول الذى نهانا عن السب واللعن، دخل عليه رجل فحدثه حديثاً أغضبه وعندما خرج سبه ولعنه». مستشهداً بجواز استخدام الألفاظ الخارجة فى الهجوم على المعارضين بالآية الكريمة (يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم).