إخوان اليمن: «بوصلة المؤامرة» فى اتجاه إجبارى للتقسيم

08:23 م | السبت 23 أبريل 2016

بدأت جماعة الإخوان وجودها فى اليمن فى أربعينات القرن الماضى، باغتيال الإمام يحيى حميدالدين، وشاركوا فى ثورتى 1948 و1962، وسعى الإخوان للقفز على الدولة بعد انتهاء الحرب الأهلية فى السبعينات بالسيطرة على مفاصل الأمن والجيش.

وأسس الإخوان حزب الإصلاح (الذراع السياسية لهم)، ونما الحزب على ضفاف قبيلة الأحمر وأكناف حماية الشيخ عبدالله الأحمر أحد كبار قيادات قبيلة «الأحمر اليمنية»، وهم الرعاة القبليين للجماعة، وبفضله تحالف الإخوان مع الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح طوال فترات حكمه، وتقلد الإخوان فى تلك الفترة وزارات سيادية فى حكومات ائتلافية عديدة.

ظلت علاقة الإخوان بـ«صالح» متباينة، حتى بدأت رياح «الربيع العربى» تعصف باليمن، وخروج تظاهرات عارمة تطالب برحيل على عبدالله صالح، فركبوا موجتها، وذهبوا للتفاهم مع الحوثيين فى 2011 أثناء الثورة اليمنية لكن سرعان ما تراجعوا عن ذلك عندما سنحت لهم الفرصة للسيطرة على الدولة، وانقض تنظيم الإخوان على زمام السلطة فى اليمن ورسخ مكانته من خلال تجنيد الآلاف من عناصره فى أركان الدولة وفرض نفسه بوضع اليد كقوة على الأرض.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور رضا عبدالمجيد، المنشق عن صفوف جماعة الإخوان، لـ«الوطن»: الإخوان وراء حالات الانقلاب فى اليمن، كذلك يرعون الجماعات المتطرفة وعلى رأسهم قيادات القاعدة باليمن وأيمن الظواهرى، حتى القوات الشرعية الحالية تضم مجموعات من جماعات الإخوان وجماعات التطرف.

وتابع: ظلت أيديولوجية «الإخوان» هى السعى للقضاء على اليمن فهى جماعة متلونة تسعى للجلوس فى الخفاء مع الجميع فتشارك القاعدة فى اليمن وتتحاور مع الحوثيين وتجلس مع على عبدالله صالح وتساند السعودية فى حربها على الحوثيين، فالتلون والمتاجرة السياسية شأنهم شأن نظرائهم فى مشارق العالم العربى ومغاربه.

وتابع: الإخوان شكلوا فى ستينات القرن الماضى نواة لتجمعاتهم من مصر وهم عبدالمجيد الزندانى وعبده محمد المخلافى، وظلت تلك الحركة تتغلغل فى أوساط المجتمع اليمنى من خلال النشاط الدعوى بإنشاء دور القرآن والمدارس الدينية لتهيئة قاعدة عريضة داخل اليمن وتتحين الفرص أمام مشاهد الصراع والمحاولات الانقلابية من ضباط فى المؤسسة العسكرية، كما استغل الإخوان حالة الارتباك فى المشهد اليمنى بين التيارات السياسية ولبست عمامة الدين وبدعم من قبائل الأحمر من أجل إضفاء الصبغة الدينية على الثورة اليمنية.

وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، لـ«الوطن»: اليمن ظلت فترة طويلة تحكم بتحالف ثلاثى غير مكتوب بين على عبدالله صالح وحزبه وتركيبته القبلية المعقدة من جهة، واللواء محسن بن على الأحمر قائد الجيش، الذى ظل يحتفظ بأهم أسلحة وقوة الجيش بيده من جهة أخرى، ثم الشيخ عبدالله بن على الأحمر شيخ قبيلة حاشد ومؤسس حزب التجمع اليمنى للإصلاح، الذى ضم بشكل أساسى الإخوان المسلمين فى اليمن، فالإخوان أحد أسباب الصراع اليمنى الحالى بما قاموا به خلال فترة على عبدالله صالح وحتى التفاوضات التى قاموا بها بعد الثورة فلم يكن هناك أى مؤشرات لمصلحة الوطن.