الشباب: «كفر غطاطى بقت خضرا».. المسئول: «عاوزها مقلب زبالة»

07:36 م | السبت 23 أبريل 2016

من منطقة تعج بأكوام القمامة والروائح الكريهة إلى ساحة لممارسة الرياضة ومحو أمية المواطنين، هكذا حول عدد من شباب قرية كفر غطاطى بمركز كرداسة منطقة أسفل كوبرى الدائرى، بعد أن كانت ملجأً لعربات القمامة والكلاب الضالة وقُطّاع الطرق، وصارت ساحة خضراء مليئة بالألوان المبهجة، لكن الفرحة بالمشروع لم تدم طويلاً، إذ إنهم فوجئوا بقرار من الهيئة العامة للطرق والكبارى تخطرهم بهدم الساحة وإعادتها إلى سابق عهدها.

محمود بدوى، أحد شباب القرية، لم يجد مبرراً لقرار الهيئة، إذ إنه وزملاءه حصلوا على ترخيص من هيئة الإسكان والمجتمعات العمرانية منذ فترة طويلة باستغلال تلك المنطقة بدلاً من تركها ساحة للمخلفات: «بعد ما أخدنا الترخيص نضفنا المنطقة وشِلنا الزبالة وعملنا ملعب رياضى ودار مناسبات ومعرض للسلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة، وكمان خصصنا مكان لمحو أمية المواطنين، وبعد جهد 5 سنين جالنا رئيس الهيئة العامة للطرق وقال لنا اخلوا المكان، ولما قلنا له هاترجع زبالة تانى، قال لنا: أنا عاوزها مقلب زبالة».

رغبة شباب قرية كفر غطاطى فى إنشاء منطقة تعليمية وثقافية ورياضية، كان الهدف منه الاهتمام بقرابة 40 ألف نسمة وتنميتهم، حسبما قال «بدوى»: «فينا اللى متعلم تعليم جامعى ومتوسط وكمان صنايعية، ورغم اختلافنا كلنا بندور إزاى نطور قريتنا وننهض بيها، وبالفعل محينا أمية 90 واحد، وأوراقنا سليمة.. يبقى ليه نصحى من النوم نلاقى اللوادر هتهد المكان اللى شقينا فيه». {left_qoute_1}

نجاح الشباب ومبادرتهم فى تغيير ثقافة أهل قريتهم وتوعيتهم بضرورة التعليم وممارسة الرياضة، فضلاً عن مساعدة أصحاب الحالات الإنسانية، جعلت بعض الكيانات السياسية تحاول التقرب والتودد إليهم لاستخدام المشروع فى تحقيق أهدافهم، إلا أن الشباب رفضوا أن تختلط السياسة بأهداف المبادرة، وقرروا عدم استغلالهم: «مبادرتنا فازت فى مسابقة عملتها شركة (تى إى داتا) لأفضل المبادرات الاجتماعية، وأخدنا 600 ألف جنيه تم صرفها بالكامل على المدرسة الإعدادى الوحيدة فى القرية»، حسب «بدوى». من جانبه أكد إيهاب غطاطى، عضو مجلس النواب عن دائرة الهرم، أن هيئة الطرق والكبارى أصدرت قراراً بهدم جميع المنشآت الواقعة أسفل الكبارى حتى يتسنى لها عمل الصيانة اللازمة، لافتاً إلى أن وصلة الدائرى التى تمر بقرية «غطاطى» سيئة، وتحتاج إلى الصيانة بين الحين والآخر: «إحنا عملنا مذكرة للمحافظ ومجلس المدينة، وطالبنا باستثناء المشروع من قرار الإزالة، وهو وعدنا بالحل».