الفرق بين شيوخ السعودية وشيوخ الفضائيات.. كالفرق بين الوضوء والتيمم

الفرق بين شيوخ السعودية وشيوخ الفضائيات.. كالفرق بين الوضوء والتيمم
ما بين شيوخ ينتمون لدول عربية شقيقة، يمدحون فى المصريين، ويسعون لتوحيد الصف ولم الشمل، للحفاظ على «أم الدنيا»، وبين شيوخ من أبناء هذا الوطن، يفرقون بين المصريين على أساس الدين والانتماء السياسى - فرق شاسع. المقارنة التى كان يصعب عقدها فى الماضى باتت نصب أعيننا الأيام الماضية، مع إلقاء اثنين من الشيوخ السعوديين لخطبتين عن مصر، وصلت إلى قلوب المصريين بسرعة البرق.
«من شاهد الأرض وأقطارها والناس أنواعاً وأجناسا، ولا رأى مصر وأهلها فما رأى الدنيا ولا الناسا.. هى أم البلاد وأم المجاهدين والعباد، قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت حضارتها للعرب والعجم».. قالها الشيخ السعودى محمد العريفى فى خطبة الجمعة الأسبوع الماضى، فى أحد المساجد بالسعودية، فارتفعت الهامات وشمخت الأنوف واعتز المصريون بوطنهم المهزوم، ولم يمضِ عليها سوى أيام قليلة حتى تحدث الداعية السعودى «عائض القرنى» عن مصر أيضاً فى خطبته بمسجد الحصرى بالقاهرة، مطالباً المصريين: «أغلقوا مدرسة الكره والبغضاء، وافتحوا جامعة الحب والإخاء، وابدأوا فى ثورة البناء».
الغريب أنه بالرغم من انقسام الشعب حول ما يقوله بعض الدعاة المصريين، فإن كلمات الدعاة السعوديين عن مصر لقيت استحسان الجميع باختلاف انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية، بل وتناقلها المصريون عبر موقعى «تويتر» و«فيس بوك»، وهو ما وصفته الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، بمقولة: «لا نبوة لنبى فى وطنه»، معتبرةً أن مواقف الدعاة غير المصريين تستوجب الشكر والتقدير فى كل الأحوال.
«أين شيوخنا من حب مصر؟»، سؤال وجهته آمنة نصير، فهى ترى أننا لا بد أن نلوم أنفسنا على تقصيرنا، خاصةً أن الشيوخ فى مصر لهم «عدة أوجه»، فنجد شيوخاً تقليديين مؤهلين ولكن ليس لديهم القدرة على الخروج عن القالب المميت، فيموتوا وتموت مصر وكلمة الحق معهم، وعلى العكس هناك شيوخ آخرون سيطروا على المشهد، بالرغم من أننا لا يجب أن نطلق عليهم شيوخاً، قائلة: «ليس كل من أطلق لحيته ولبس جلباباً واستطاع لىّ ذراع اللغة، قد أصبح عالماً وشيخاً»، مؤكدةً أن السباب والشتم والتكفير الذى يحدث فى بعض البرامج الدينية، نوع من «الضلال والتضليل»، موجهةً حديثها لدعاة الفضائيات الجدد.