الخصومات الثأرية وسرقة القضبان تهدد الآلاف من محصول القصب للتلف والنقل إلى المصانع بقنا
![الخصومات الثأرية وسرقة القضبان تهدد الآلاف من محصول القصب للتلف والنقل إلى المصانع بقنا](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/36395_660_65855570108ksbget.jpg)
"كثر التهديد والوعيد من قِبل مزارعي القصب بمحافظة قنا ضد إدارة مصانع السكر والتكرير في المحافظة، بمنع توريد محصول القصب هذا العام لها، وذلك بسبب عدم تلبية مطالبهم، وزيادة سعر طن القصب إلى 400 جنيه، ولكن هناك مصيبة أكبر من ذلك تجعل محصول القصب مهدد بالتلف، وهي الخلافات الثأرية بين القرى التي تمتلك مساحات شاسعة وتربطها خطوط نقل مشتركة من طرق وخطوط سكة حديد، بالإضافة إلى سرقة قضبان الخطوط".
هكذا يقص عبد القادر محمد، أحد أكبر مزارعي القصب في قرية أبو دياب مركز دشنا، مشيرًا إلى أن حوض قرية أبو دياب تنتج أكثر من 200 ألف طن قصب خلال الموسم، لافتًا إلى أن تلك الكمية مهددة بالتلف بسبب ربط القرية بخلافة ثأرية حادة مع قرى العزب لم تنطفئ نارها وراح ضحيتها 4 أشخاص، موضحًا أن القرية الثانية لهم ضحيتان.
ويضيف كبير المزارعين: "المشكلة أن قريتنا الخط الوحيد الذي ينقل محصولنا عبر طريق يمر بالقرية التي تربطنا بها خلافة ثأرية "قرية العزب"، مؤكدًا أنهم أعلنوا في تهديدات مرسلة أنهم سيمنعوا محصولهم من النقل بالطرق الخاصة بهم، بالإضافة إلى تهالك خطوط السكة الحديد التابعة للمصنع سكر دشنا، الذي من المفترض أن يقوم المصنع بتأمين المحصول عبر القطارات الخاصة به المنتشرة في أنحاء القرى.
فيما أكد ناجح إبراهيم أحد المزاعين في قرية فاو، أن الخلافات الثأرية لن تنتهي وستكون العائق الأساسي في عدم نقل القصب بالجرارات أو خطوط النقل، لافتًا إلى أن مع كل موسم جديد تتجدد الخلافات بين القرى وذلك يهدد حياة الكثيرين من المواطنين التي تذهب أرواحهم ضحية التناحر، حتى أن بعض العائلات التي تربطها علاقة ثأر، تستأجر سائق غريب في كل موسم يقوم بقيادة الجرار الذي ينقل القصب، ولكن الأمر فشل، بسبب العائلات التي تمر عليها المحصول تحتجزه ويصبح غنيمة لهم.
ويشير الشيخ عبد الجواد عضو حزب البناء والتنمية بدشنا: "هناك عائق كبير آخر يمنع محصول القصب سرقة خطوط السكة الحديد الخاصة بالمصنع، بطرق القرى التي بينها خلافات ثأرية"، مشيرًا إلى أن الوسيلة الوحيدة لنقل القصب محطمة، وأن الجماعة الإسلامية أجرت حصرًا لتلك الخطوط ووجدت أكثر من 30 كيلو من شريط السكة الحديد مسروق من قِبل عصابات الجبل، لافتًا إلى أنه خلال الشهر الماضي تم تعامل الأهالي مع 15 شخصًا حاولوا سرقة سكة حديد ترعة "المرة"، وتم إلقاء القبض عليهم ومصرع اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الأهالي.
وطالب عبد الجواد إدارة المصانع بالقيام بإصلاح جميع الخطوط المسروقة وتجديدها، بالإضافة إلى تعيين خفراء تابعين للمصانع للتأمين نقل المحصول عبر القطارات، بينما هدد مزارعو مصانع السكر بتبوير مساحات القصب الشاسعة، حال عدم وجود حلول حقيقية لتأمين مرور القصب بالقرى التي تربطها خطوط سكة حديد تمر بها خلال هذا الموسم.
فيما أكد بسام محمد مهندس زراعي، أنه تعرض للقتل من قِبل قريتين خلال مباشرة عمله والتأكد من درجة حلاوة القصب قبل البدء في حصده خلال الشهر الحالي، لولا أن خرج من سيارة المصنع، وصاح "أنا المهندس بسام"، مؤكدًا أن تلك المناطق على ثلثي محصول القصب.
وقال محمد عز مدير مصنع سكر دشنا لـ"الوطن": "إن هناك عشرات الكيلومترات من خطوط السكة الحديد بالقرى تمت سرقتها من قِبل عصابات متخصصة في سرقة قضبان السكة الحديد، وتم عمل محاضر"، موضحًا أنه جاري إصلاح خطوط القصب وخاصة في القرى التي توجد بينها خصومة ثأرية، لافتًا إلى أنه تم تعيين خفراء لحراسة شريط السكة الحديد.