من «حساسين» إلى حذاء «ميسى»

لمصر رب يحميها، ونخبة تأكل فى لحمة وتتصارع على مصلحتها، وشعب منشغل عنها بالغرق فى مشاكل اقتصادية واجتماعية، ونواب شعب يهدرون وقتها، ووزراء ومسئولون يقسمون لها بما لا يفعلون، ويفعلون بها عكس ما يقسمون.

1- وطن يئن اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ويبحث عن بعض من الاستقرار وعلى ضفة نيله يقف أكبر رجل أعمال نجيب ساويرس متعاركاً مع رئيس البنك المركزى طارق عامر، وبدلاً من أن يجلس الأول مع الأخير على مائدة واحدة لتبادل الخبرات والبحث عن طريق لإغاثة الجنيه المصرى، وجدنا الاثنين وقد تحولا إلى صبيين يتبادلان العراك اللفظى عبر تصريحات مضادة فى الصحف والمواقع والفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، حتى بدت التصريحات بينهما معبرة عن معركة بين طفلين فى مدرسة لا بين رمزين فى وطن يحتاج إلى كامل تركيزهما.

2- نائب برلمانى وصل إلى مجلس النواب بأموال الضحك على عقول المصريين بتجارة الأعشاب، لعبة دجل تستغل أوجاع المصريين وأمراضهم، فجأة أصبح عضواً لمجلس النواب، لم نسمع له صوتاً ولم نر لهذا السعيد الحساسين أى فائدة تحت القبة، ثم فجأة وجدنا سعيد حساسين راكباً فوق فضائية، يقولون إنه يملكها ولم يسأله أحد من أين لك هذا؟، وإن لم نسأله من أين تأتى أموالك، فعلى الأقل لا بد أن نسأله كيف تعمل «حتة المهلبية» والألمظية الموجودة فى هذه الجمجمة، كيف يتجلى بداخلها العبث فينطلق «حساسين» لتهديد بان كى مون بالضرب من قبل بعض بلطجية كرداسة؟ كيف يتجلى الضعف العقلى فى تكوين «حساسين» ليدفعه أن يغضب على شاشات التليفزيون من شخص تعرض لـ«السيسى»، ولا يغضب «حساسين» من تعرُّض نفس الشخص للذات الإلهية وادعاء الألوهية.

مثل هذا «الحساسين» خطر على الصحة العامة بخرافات أعشابه، وخطر على الصحة العقلية للمصريين بخرافات تفكيره، وخطر على وقت المصريين بعبث ما يقدمه على شاشة تليفزيونه، وكان آخرها تلك التمثيلية السخيفة والرديئة التى كان سعيد حساسين بطلها مع غادة إبراهيم فى تدليل واعتراف جديد من حساسين أنه ما زال فى مستوى الكومبارس الناطق.

3- ترك الجميع أصل الأزمة فى قضية «إم بى سى مصر»، وكيف تتعمد القناة دوماً إهانة الشعب المصرى وتقديمه فى صورة غير صورته الحقيقية، وظهر ذلك جلياً فى إعلان الحلم الخاص بمصطفى الأغا، حيث ظهر يسير فى الشوارع ومن حوله المصريون يستجدونه المال لم يظهر مواطن من جنسية عربية أخرى يستجدى المال أو يستعطف الأغا باستثناء الجنسية المصرية، حتى المشهد الأخير من إعلان الحلم وهو إعلان لجائزة على مستوى الوطن العربى حينما ظهر فيها نماذج لمواطنين من دول عربية أخرى ظهروا باحترام.

ترك الكل هذا الأمر المتكرر يومياً وصبوا غضبهم على ليونيل ميسى، اللاعب الذى اتبع تقليداً عادياً بالتبرع بحذائه للعرض فى مزاد ينفق أمواله لصالح أعمال الخير، ولكن السيدة المذيعة لم تستطع أن تقاوم توجهات القناة التى أعادتها للنور مرة أخرى ولم تنجح فى السيطرة على رغبتها فى اتباع أسلوب الشحاتة، فأخرجت هذه اللوحة التى عرضت فيها الحذاء على الهواء بالشكل الذى سبب إهانة للجميع.