بروفايل| حسن عبد السلام.. مُبتكر الإبداعات المسرحية

02:49 م | الأحد 27 مارس 2016

"شيخ المخرجين المسرحين"، عشق المسرح، فوهبه حياته، واستلهم منه، وأبدع فيه، واستطاع أن يُصبح صاحب أكبر رصيد من المسرحيات في تاريخ المسرح المصري على مدار عمره الفني الذي تجاوز الستين عامًا، إنه المخرج حسن عبد السلام الذي كان بمثابة حلقة وصل بين الجيل القديم والحديث، واستطاع أن يبدع في كل العصور، فعاصر العظماء وواكب تطورات الأجيال.

"المبتكر المسرحي الأول" عبارة تليق بـ"عبد السلام" الذي لم يكتف بالكم العددي فقط في إخراج أكبر عدد من المسرحيات، ولكنه سعى لعمل بصمه مميزة له، فاستلهم من عشقه للمسرح أساليب مبتكرة، فكان أول من ابتدع الكوميديا السوداء الموسيقية بمسرحية "طبيخ الملائكة"، وأول من قدم الكوميديا الموسيقية في مصر بمسرحية "سيدتي الجميلة"، وهو أول من قدم المسرح الآسيوي في مصر بمسرحية "راشومون"، وأول من قدم الملحمة الشعبية في مهرجان دولي بمسرحية "أيوب المصري".

وُلد حسن عبد السلام، في 27 مارس 1927 في حوش قديم بالقرب من الأزهر والحسين بالقاهرة، ودرس في المدرسة الخديوية، وهي أول مدرسة ثانوية في مصر، وتزوج ثلاث مرات، الأولى والثالثة من خارج الوسط الفني، أما الزيجة الثانية كانت من الفنانة هدى سلطان، وأنجب فاطمة الزهراء ومصطفى.

منذ طفولته استحوذ الفن على قلبه وعقله، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949، ومثَّل في العديد من أفلام السينما، أبرزها "السكرية"، و"سيد درويش"، و"اعترافات امرأة"، كما ألَّف مسرحيتي "ابتسامة وراء قضبان، أنا وصاحبي في الكازوزة"، ولكنه اتجه في النهاية إلى الإخراج وأفنى فيه حياته.

تدرج حسن عبد السلام في الكثير من المناصب المتعلقة بحسه الفني منها مفتش للمسرح المدرسي بالتربية والتعليم، ثم مخرج ومشرف للفرقة النموذجية لمصلحة الفنون عام 1955، ومديرًا لمسرح الثقافة الجماهيرية عام 1968، ومديرًا للمسرح الحديث عام 1974، ومديرًا عام للمسرح الغنائي عام 1975، ورئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية عام 1979.

يعتبر عبد السلام من أهم المخرجين المسرحيين في تاريخ المسرح المصري، حيث قدم على مدار نصف قرن أكثر من 200 عمل مسرحي من أشهرها "سيدتي الجميلة، المتزوجون، أهلا يا دكتور، أخويا هايص وأنا لايص، موسيقى في الحي الشرقي، طبيخ الملائكة، فارس وبني خايبان، جوليو ورومييت، الشيطان يسكن في بيتنا، الناس مقمامات، نور الخير، الإنسان والظل، عطشان يا صبايا، الملاك الأزرق، هالة حبيبتي، رصاصة في القلب، إمبراطور عماد الدين، ربع دستة أشرار".

ساهم شيخ المخرجين المسرحين، بمشروعات عدة للدولة مثل مسرح السامر، ومسارح القرى من النوبة إلى مرسى مطروح، والفرقة النموذجية للثقافة الجماهيرية ومشروع الفنان الشامل لفرقة الآلات الشعبية، وحصل على العديد من التكريمات، حيث تم تكريمه في افتتاح المهرجان التاسع عشر لنوادي المسرح المصري عام 2009 كما كُرِّم عام 2010 في يوم الوفاء للمسرح الحديث بالقاهرة.

رحل"شيخ المخرجين المسرحين"، عن عالمنا في 8 يوليو عام 2013، عن عمر يناهز 86، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الفن المسرحي، وشيعت جنازته من مسجد الحامدية الشاذلية، بالمهندسين.