بعد تفجيرات بروكسل.. سقوط "عبد السلام" قد يكون "البداية" وليست "النهاية"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

بعد تفجيرات بروكسل.. سقوط "عبد السلام" قد يكون "البداية" وليست "النهاية"

بعد تفجيرات بروكسل.. سقوط "عبد السلام" قد يكون "البداية" وليست "النهاية"

تمكنت الشرطة البلجيكية في 18 مارس الجاري، من القبض على صلاح عبد السلام، أحد منفذي هجمات باريس، وأحد أبرز المطلوبين في أوروبا، عقب 125 يومًا من البحث عنه في أرجاء القارة العجوز، حيث وجدته قوات الشرطة في أحد منازل حي مولنبيك، في العاصمة بروكسل، وهو المكان الذي شهد نشأة الإرهابي البارز، ذو الأصل المغربي.

واعتقدت قوات الأمن في بلجيكا أن بذلك انتهت مهمتهم في الكشف عن منفذي هجمات باريس، ومن ثم الانتصار المؤقت على الإرهاب، لكن لم تمر سوى بضعة أيام، ليأتي الرد السريع والقاسي على عملية اعتقال "عبد السلام"، بـ3 تفجيرات بدأت بانفجارين وقعا قرب صالة المغادرة بمطار "زافنتم" الدولي، أعقبهما ثالث في محطة مترو الأنفاق قرب مقر الاتحاد الأوروبي، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

عملية القبض على "عبد السلام" جاءت بعد مداهمة إحدى الشقق في بروكسل، التي كشفت بصمات أصابع ترجع له، من ثم تمَّ تعقّب تلك البصمات وبعدها تم إلقاء القبض عليه بعدما أطلقت عليه الشرطة النار وأصابته في قدمه.

النائب العام الفرنسي بعد القبض على "عبد السلام" قال إن التحقيقات أكدت أنه كان ينوي تفجير نفسه في هجمات باريس، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، ثم فرَّ بعدها إلى بلجيكا.

كما أن المحققين الذي يستجوبون "عبد السلام" قالوا: "نأمل أن يمدنا عبد السلام ببعض التفاصيل بشأن الشبكة التابعة لتنظيم داعش والموجودة في بلجيكا، وكان لها دور في هجمات باريس، ومصادر التمويل والخطط التي اعتمدتها".

وفي مفاجأة ستؤثر على مستقبل التحقيقات كشف الشرطة البلجيكية في تغريدة على "تويتر" أنه تم العثور على حقيبة يشتبه بها عند مدخل السجن المحتجز به صلاح عبد السلام.

وفي هذا الإطار أشارت وسائل إعلام هولندية إلى أن هناك ثمة أسبابًا وجيهة تجعلنا نعتقد أن الاعتداءات التي استهدفت مطار زافينتم ومحطة مترو مالبيك، جاءت كوسلية انتقامية جراء القبض على صلاح عبد السلام، العقل المدبر لاعتدءات باريس، وأكدت مصادر وثيقة الصلة بأجهزة الاستخبارات ذلك أيضاً.

وقالت صحيفة هولندية إن تلك الاعتداءات ربما تكون قد تمت قبل موعدها المحدد مسبقاً، ما يؤيد فرضية وجود علاقة بالفعل بعملية الاعتقالات التي تمت يوم الجمعة الماضي.

ومن الأرجح أيضًا أن تلك الاعتداءات تم الاستعداد لها في أحد المنازل الآمنة في فورست، التي قامت الشرطة بمهاجمتها منذ نحو أسبوع، حيث تم العثور على رسائل مشفرة وذخيرة.

ومن المحتمل أن يكون عبد السلام خطط للمشاركة في تلك الاعتدءات، ومع ذلك، فقد تم اعتقاله على يد الشرطة بعد أن تمكّن من الفرار.

وعلى إثر التفجيرات التي استهدفت بروكسل، أعلن عدد من الدول الأوروبية فرض مزيد من الإجراءات الأمنية، إذ أعلنت كل من باريس وفرانكفورت تعزيز الإجراءات الأمنية في مطاري "شارل ديجول" و"فرانكفورت"، في حين أعلنت هولندا تعزيز الأمن في مطاراتها وعلى حدودها، وطلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها ملازمة منازلهم أو مكاتبهم.


مواضيع متعلقة