الخالدي: لن نقبل بحكومة وحدة وطنية مع الأسد.. وطالبنا بمشاركة الأكراد

كتب: بهاء الدين عياد

الخالدي: لن نقبل بحكومة وحدة وطنية مع الأسد.. وطالبنا بمشاركة الأكراد

الخالدي: لن نقبل بحكومة وحدة وطنية مع الأسد.. وطالبنا بمشاركة الأكراد

بعد أسبوع من محادثات المبعوث الأممي مع وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، طالب ستيفان دي ميستورا، الوفد الحكومي السوري بتقديم مقترحاته بشأن الانتقال السياسي خلال الأسبوع الجاري، وأشاد بـ"عمق" الورقة التي تسلمها من وفد المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية، ومن المنتظر أن تتواصل اللقاءات خلال الأسبوع الحالي على أن تختتم يوم الخميس المقبل بجلسة وداعية استعدادًا للجولة القادمة.

وضمن انعكاسات إعلان أحد المكونات الكردية الفيدرالية في الأماكن التي يسيطرون عليها في شمال سوريا، طالبت المعارضة السورية بإشراكهم في جينيف، وأكدت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض، أن الكرد السوريين جزء أصيلًا وأساسيًا من الشعب السوري، لهم حقوقهم وعليهم واجبات، مثل جميع السوريين في دولة المواطنة والتعددية التي تطمح إليها ثورتنا. وأوضحت وزارة الخارجية، أنّ مصر أكدت منذ بداية المفاوضات الجارية على ضرورة مشاركة الأكراد في المفاوضات باعتبارهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري.

وقال فراس الخالدي عضو لجنة مؤتمر القاهرة المشارك في محادثات جينيف لـ"الوطن"، إنهم طالبوا بمشاركة "المكون الكردي" على طاولة محادثات جينيف، ولكن "لم نتلق ردًا من دي مايستورا"، موضحًا أنّ الأكراد ممثلين في مؤتمر القاهرة والائتلاف السوري وهيئة المفاوضات، وأن المحادثات تناولت 3 نقاط وهي تعديل الدستور والانتخابات وإقامة هيئة أو جسم للحكم الانتقالي، بينما يحاول يرفض وفد الحكومة الحديث عن الفترة الانتقالية أو الانتخابات الرئاسية، متصورين أنّه يمكن القبول بعد هذه السنوات بالاكتفاء بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية.

وشدد على أنّ الوفد مع الخطوات التي تؤدي إلى انتقال سياسي جدي وليس شكليًا، لافتًا إلى أنّ القرارات الدولية تنص على أن الالتزام بقرار وقف الأعمال العدائية يعني دخول هذه الأطراف الملتزمة في العملية السياسية.

وقال عضو لجنة مؤتمر القاهرة المشارك في محادثات جينيف، إنّ الوفد الممثل لمؤتمر القاهرة الذي يتكون من 8 أشخاص لم يندمج مع وفد جينيف رغم المشاركة على طاولة واحدة، وأضاف: "حددنا الخط الفاصل بين الوفود المجتمعة على طاولتنا وعلى أننا مجتمعين تحت قرار أممي 2254 الذي سمى منصات التفاوض القاهرة الرياض وموسكو، ومسارات غيرها، كما أننا استطعنا أخذ 8 مقابل 7 لموسكو وهذا أمر جيد ولكننا وفدان تجمعنا طاولة واحدة بقرار أممي، ولا مجال لاندماج أحد مع أحد ونحن ننسق ومحكومون بالتنسيق وقلنا للمبعوث الأممي إننا لسنا بديلًا لأحد وإننا مهتمين بتكميل دور بعضنا بعضًا، ولا يمكن لأحد أن يدّعي تمثيل الشعب السوري أو يحتكر ذلك وكلنا نسعى لتفعيل الحركة السياسية كي يقف نزيف الدم السوري، بناء على مطالبه وعلى المطالب التي قامت عليها ثورته".

وحول رفض وفد الحكومة للحديث عن الفترة الانتقالية أو الانتخابات الرئاسية، أوضح "الخالدي" أنّ وفد النظام قال سابقًا إنّه لا يحق للمعارضة وضع الشروط المسبقة فكيف يضع هو شروطه، مضيفًا: "هذا الموقف يدل على أن وفد بشار الأسد يهمه عرقلة العملية السياسية والتذرع بأي أمر حتى لحية عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش كي يعرقل أي تقدم سياسي يكون نتاجه تغير النظام الحاكم"، أما موقفنا يتماشى مع قرار الأمم المتحدة 2254 الذي ينص على هيئة أو جسد حكم انتقالي وتعديل دستوري وانتخابات، أما وفد النظام فهو يعلم أن حراك سياسي الحالي ليس في صالحه ويحاول الضغط لتقبل المعارضة بحكومة وحدة وطنية ولكن هذا ليس لأحد القدرة على القبول به.

ووحول مسار المحادثات، قال: "نحن  نناقش ما تطرحه الأمم المتحدة وليس وثائق القاهرة، وقرارانا وخطنا السياسي نابع ومحكوم بوثائق القاهرة، كما طلبنا المبعوث الأممي أن يعيد الكورد للطاولة، وعدم إقصاء اي طيف سوري وعدم دفعه نحو حركات غير محسوبة".

واعتبر أليكسي بورودافكين مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، أنّه يتوجب على "مجموعة الرياض" السورية المعارضة تعديل مطالبها وتليين موقفها في المفاوضات، وأضاف: "مما يثير قلقنا، تمسك (مجموعة الرياض) بشرطها المسبق المنادي بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. هذا الموقف، لا يحمل على الثقة باستعدادها للتفاوض. ونحن على يقين تام بضرورة أن تضيف هذه المجموعة تعديلات جدية على مواقفها، وأن تتحلى بقدر أعلى من الليونة"، مشيدًا في هذه المناسبة بإيجابية موقف وفد دمشق إلى المفاوضات الذي "يمكن عليه التأسيس لاستمرار المفاوضات في أجواء بناءة".

وعلى صعيد التعددية المنشودة في مفاوضات السوريين، شدد الدبلوماسي الروسي على ضرورة مشاركة الأكراد في هذه المفاوضات، وأضاف: "لا يمكن حل أي من القضايا المطروحة على أجندة البحث في المرحلة الراهنة بمعزل عن الأكراد، بغض النظر عما إذا كانت تتعلق بمستقبل سوريا السياسي أو تشكيل حكومة انتقالية أو مكافحة الإرهاب، وحتى بمسائل المساعدات الإنسانية".

وفي التعليق على سير مفاوضات السوريين في جنيف قال: "أرى أن الأسبوع الأول من المفاوضات قد انقضى بنجاح، فيما العمل مستمر في الوقت الراهن على تحليل المقترحات المطروحة، ونأمل في أن تحرز المفاوضات بعض النجاح الأسبوع المقبل، في وقت لا يمكن فيه التعويل الآن على إحداثها قفزة نوعية".

وأعلن الجيش الأمريكي يوم الجمعة أن روسيا سحبت معظم طائراتها المقاتلة من سوريا، وأضاف أن روسيا لم تشن أيضًا غارات جوية في شمال البلاد هذا الأسبوع. ويقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارة لموسكو يومي الأربعاء والخميس المقبلين ليبحث مع سيرجي لافروف التعاون الثنائي والقضايا الدولية الملحة وعلى رأسها الأزمة السورية، وحسب الخارجية الروسية تأمل موسكو أن تساعد زيارة "كيري" الثالثة خلال أقل من عام على تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية التي يرتبط بها مناخ العلاقات الدولية إلى حد بعيد.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية السبت، إن لقاءات "كيري" مع المسؤولين الروس ستناقش دفع الجهود المستمرة التي تبذلها المجموعة الدولية لدعم سوريا للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال العدائية وتقديم المساعدات الانسانية وتوسيع نطاق وصولها، وتسهيل الانتقال السياسي في سوريا بالتزامن مع مكافحة "داعش".

 


مواضيع متعلقة