بروفايل| كيرى.. «الصديق اللدود»»
كيرى
قبل شهر تقريباً، وقف الدبلوماسى الأمريكى، جون كيرى، وزير خارجية الولايات المتحدة، ليدافع عن برنامج المساعدات الأمريكية الممنوحة لمصر، فاحتفى به البعض، وأطلق عليه لقب «صديق مصر فى الإدارة الأمريكية»، ولكن أيام معدودة تمر حتى تنقلب تلك الصورة تماما، مساء أمس الأول، ليخرج الرجل هذه المرة مهاجماً للسياسات المصرية، ومنتقداً لأوضاع حقوق الإنسان فى مصر.
وزير الخارجية الأمريكى دبلوماسى من الطراز الرفيع، كونه يستطيع أن يستخدم دبلوماسيته للخروج من أصعب المواقف، ولعل أبرز هذه المواقف، حين سقطت الطائرة الروسية فى سيناء قبل أشهر، حينها خرجت الكثير من الدول الأوروبية مهاجمة مصر، لكن «كيرى» بحنكته استطاع أن يخرج من هذا الموقف دون أن يصطدم سواء بالسلطات المصرية أو الروسية.
خرج «كيرى» وقتها، ليعلن بكلمات مقتضبة: أن «التقارير المنتشرة المهاجمة لمصر لا تُعبر عن وجهة نظر الحكومة الأمريكية»، وبذلك لم ينف الاتهام عن مصر، لكن فى نفس الوقت لم يوجه لها اتهاماً مباشراً بإسقاط الطائرة.
وإثارة قضية حقوق الإنسان ليست بالأمر الجديد على وزير الخارجية الأمريكى «كيرى»، حيث تعد «العصا»، التى يشهرها لبعض الدول خلال النزال الدبلوماسى، حيث سبق أن أثار هذه القضية فى الكثير من الدول الأخرى غير مصر.
ومن أشهر الدول التى طالتها تصريحات «كيرى» حول حقوق الإنسان «الصين»، فعلى الرغم من العلاقات التجارية التى تربطها بالولايات المتحدة، إلا أنه بمجرد أن اتهمت أمريكا الصين باختراق شركة «سونى» الأمريكية، حتى استغل وزير الخارجية الأمريكى تلك ورقة للضغط، وأخذ يشجب ويدين الأوضاع الحقوقية فى الصين ويطالب بتحسينها.
«كيرى» يعد أحد وزراء الخارجية فى التاريخ الأمريكى الذى نجح فى دخول التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن نجح نهاية العام الماضى فى التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران بعد صراع امتد لما يقرب من 10 سنوات.
ونشأة جون كيرى من البداية كانت تؤهله، ليصبح أحد أبرز الساسة فى التاريخ الأمريكى، فقد تلقى تعليمه بمدارس نخبوية لطبقة معينة من العائلات، وكانت له الكثير من الصداقات مع أبناء ضبّاط وسياسيين ورجال أعمال بارزين، ومع صديقات من عائلات نافذة، ولكنه لم يكن معروفاً لدى الرأى العام فى الشرق الأوسط قبل 2013، برغم مواجهته جورج بوش الابن فى انتخابات الرئاسة لعام 2004، وبرغم ترؤسه لجنة العلاقات الخارجية فى «الكونجرس» قبيل تسلمه منصب وزير الخارجية.