الخسارة أسلوب حياة «شفيقة» فى 100 سنة: «كله راح»

كتب: شيرين أشرف

الخسارة أسلوب حياة «شفيقة» فى 100 سنة: «كله راح»

الخسارة أسلوب حياة «شفيقة» فى 100 سنة: «كله راح»

بجسد أنهكته سنوات العمر، وهموم أثقلت ظهرها المحنى، تجلس على أرضية طينية بحجرة بسيطة بمنطقة المريوطية بالهرم، تفكر فى حياة تقترب من الـ100 عام، مرت خلالها بمحطات عديدة شهدت أكثر من خسارة، حتى انتهى بها الحال بين أربعة جدران، بلا زوج ولا أولاد ولا دخل ثابت. {left_qoute_1}

فقدان الزوج كانت الخسارة الأولى فى حياة «شفيقة أحمد عبدالقدوس»، بعد سوء حالته الصحية، فى ظل عدم تمكنه من الحصول على العلاج، «سابنى فى الدنيا لوحدى ولا أم ولا أب، ما عرفناش نعالجه، ويوم ورا يوم حالته كانت بتسوء أكتر لحد ما مات، وفاتنى أنا والولدين اللى كانوا معايا»، سنوات قليلة على هذا الحال، إلى أن ازدادت المعاناة واشتد الألم مع الخسارة الثانية والأكبر فى حياة «شفيقة»، «كان عندى محمد ومحمود شابين زى الورد، تعبت عشان أربيهم وأجوزهم، وكل واحد فيهم خلف وبقى عنده عيال، وفى يوم واحد جالى خبر موتهم على الطريق فى حادثة كبيرة عملوها وهما سايقين عربية نقل، وضهرى بعدها اتقسم وكانت الخسارة الكبيرة ليَّا». مات الزوج إثر مرضه، ومات الولدان إثر حادث على الطريق، ولم يبق أمام «شفيقة» إلا فرشة الخضار التى كانت تسترزق منها رغم كبر سنها، لكن مصدر الرزق الوحيد بات هو الخسارة الثالثة فى حياتها، «صحتى قلت ويا دوب بقيت أسمع وأنطق بحول وقوة ربنا، سبت الفرشة والمكان اللى قضيت عمرى فيه، وقعدت فى أوضتى»، تتوقف فى حديثها كأنها تتأمل شيئاً، ثم تواصل: «ما حدش بيموت من الجوع، أنا رزقى بيجينى، بس صعبان عليَّا اللى فات»، 6 أحفاد يزورنها بين الفترة والأخرى، هم آخر ما تبقى فى حياة السيدة العجوز، لا تراهم إلا كل حين، لكنهم أملها الأخير، تتمنى لهم حياة مختلفة تقوم على المكسب وليس الخسارة.

 


مواضيع متعلقة