«ميناتل».. ذكرى التسعينات على رصيف الإهمال

كتب: جهاد مرسى

«ميناتل».. ذكرى التسعينات على رصيف الإهمال

«ميناتل».. ذكرى التسعينات على رصيف الإهمال

انتهى دورها، وباتت مرتعاً لأكياس القمامة والملصقات الإعلانية، أو حتى الأجسام الغريبة، التى تثير الذعر بين المواطنين، فى حين تغمض الجهات المنوطة، والمسئولون أعينهم عنها، فلا يتم الاستفادة منها وإحلالها، أو حتى التخلص منها وإزالتها. {left_qoute_1}

تليفونات الخدمة العامة، أو سوق كبائن الاتصالات العامة، الذى استحوذت عليها فى السابق 3 شركات، هى: «ميناتل»، «رينجو»، و«مرحباً»، التابعة للمصرية للاتصالات، انحسر دورها مع الزيادة المتسارعة فى استخدام «الموبايل»، لتقرر «المصرية للاتصالات» شراء «ميناتل»، التى خرجت من الخدمة فى بداية عام 2009.

محاولات ضعيفة قامت بها الشركة المصرية للاتصالات، لإعادة إحياء الخدمة فى عام 2010، مثل مشروع إعادة الخدمة إلى 30 ألف كابينة تليفون «ميناتل» فى المطارات والأماكن الاجتماعية، وعلى رأسها النوادى، وكذلك الأماكن المحرومة من خدمات التليفون الثابت، مثل النجوع والقرى، لكن دون جدوى، لتبقى الكبائن كالأطلال المبعثرة على الأرصفة والطرقات.

«لا ننشئ كبائن جديدة، ونهتم بالقديم منها، الموجود فى أماكن حيوية، مثل مطار القاهرة ومحطة قطارات مصر، أما الكبائن الموجودة فى الشوارع، فلا يتم صيانتها باستمرار، وما يُعطل منها يتم رفعه»، هو ما أكده محمد العزب، مدير عام الإعلام بالشركة المصرية للاتصالات، مؤكداً أنه رغم أن الخدمة عفى عليها الزمن، فإنها لا تزال مفعّلة، ويمكن استخدامها لمن يرغب فى أى وقت.

«العزب» يرى أن الشركة المصرية للاتصالات لا تملك حلولاً أخرى للاستفادة من كبائن التليفونات، وأن وضعها الحالى نتيجة طبيعية للتطور التكنولوجى ومرور الزمن: «حطّى نفسك مكان الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات.. هتعملى فيها إيه؟»، مناشداً من يملك فكرة أو اقتراحاً جدياً لاستغلالها، بتقديمه والنظر فيه على الفور.

إيهاب سعيد، رئيس شعبة الاتصالات بالغرف التجارية، يرى أن كبائن التليفونات العامة كانت ناجحة قبل انتشار الهواتف المحمولة (الموبايل)، حيث كان الاعتماد ينصب على التليفونات الأرضية، التى لم تكن هى نفسها متاحة فى كل البيوت، لكن مع بداية استخدام المحمول فى 1996، وانتشار شعار «المحمول فى يد الجميع»، لم يعد للكبائن دور، وسحب البساط من التليفون الأرضى نفسه.

ليست الكبائن وحدها، التى انتهى دورها بفضل التكنولوجيا الحديثة فى مجال الاتصالات، حسب «سعيد»، إنما انتهى أيضاً دور الكروت المنزلية ومراكز الاتصالات، التى يجرى حالياً تحويلها إلى منافذ خدمة مجتمعية، فضلاً عن انحسار خدمات الفاكس والبريد، الأمر الذى يحتاج إلى تفكير جدى لإحلالها أو الاستفادة منها، دون إهدار المال: «كبائن التليفون يمكن أن يكون لها دور فى الأماكن النائية، أو التى لا تصل إليها شبكات، مثل محطات المترو الموجودة تحت الأرض، أو حتى من خلال إهدائها إلى بعض البلدان الأفريقية، التى تفتقر إلى البنية التحتية».

 


مواضيع متعلقة