«الوطن» ترصد تفاصيل «الحرب على الإرهاب» فى سيناء
مروحيات «الأباتشى» تواصل تطهير سيناء من البؤر الإرهابية «صورة أرشيفية»
أغارت مروحيات «الأباتشى» على 3 بؤر إرهابية شديدة الخطورة فى مدينة رفح، أسفرت عن تصفية 16 إرهابياً، وتدمير منطقة للتدريب، بعدما رصدت أجهزة الأمن تجمّعاً لعناصر «بيت المقدس» فى مناطق الحدادات، ومدق الجميل، والمهدية، استعداداً لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الكمائن والارتكازات الأمنية.
«الأباتشى» تغير على 3 بؤر بـ«رفح».. وتصفى 16 إرهابياً.. وقائد «حرس الحدود» الأسبق: الإرهابيون أدخلوا تكنولوجيا جديدة للمتفجرات
وقالت مصادر أمنية إن «أجهزة الأمن توافرت لديها معلومات عن وجود منطقة تدريب العناصر المسلحة فى منطقة الحدادات، فأغارت عليها (الأباتشى)، ونجحت فى تدميرها، وحرق 3 سيارات، و4 موتوسيكلات»، مشيرة إلى أن «القوات البرية تمكنت خلال حملات تمشيط موسّعة فى رفح والشيخ زويد من القبض على 27 مشتبهاً بانتمائهم للجماعات التكفيرية».
وواصل التنظيم الإرهابى استهداف المدنيين، فاختطفت عناصر تابعة له، شقيقين من داخل منزلهما، جنوب الشيخ زويد، مساء الثلاثاء، وحسب شهود عيان فإن «5 مسلحين يستقلون سيارة ربع نقل، اقتحموا قرية أبوزرعى، لاختطاف المواطن (عبدالرؤوف. أ)، وشقيقه (عبداللطيف)، تحت تهديد السلاح، بدعوى تعاونهما مع أجهزة الأمن، واقتادهما المسلحون إلى جهة مجهولة»، كما أطلقت 3 عناصر ملثمة النار على أحد المواطنين، أثناء وجوده أمام منزله فى حى الصفا بالعريش، مما أودى بحياته.
واستُشهد 7 جنود، وأصيب 4 آخرون فى انفجار لغم أرضى من مخلفات الحروب، أثناء تمشيط منطقة الجدى فى وسط سيناء، مساء الثلاثاء، وتم نقلهم إلى مستشفى السويس العسكرى، فيما أوضحت مصادر أمنية أن «قوة عسكرية كانت تُمشّط المنطقة، عندما انفجر فيهم اللغم».
وقالت مصادر أمنية فى المنوفية، إن قوة تابعة لقطاع الأمن الوطنى والمباحث الجنائية، ألقت القبض على عنصرين تابعين لتنظيم «بيت المقدس» فى قرية ميت برة بقويسنا، موضحة أنهما من أخطر العناصر الناشطة فى العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة فى سيناء خلال الفترة الأخيرة، إلا أنهما هربا إلى مسقط رأسهما بعد تضييق الخناق على تحركات عناصر «التنظيم»، وتكثيف الضربات الأمنية، وقطع خطوط الإمداد والتمويل عنه.
فى سياق متصل، شيّع المئات من أهالى السويس، أمس، جثمان المجند مصطفى عبدالنبى، الذى استُشهد فى استهداف مدرّعة بعبوة ناسفة فى رفح، وخرجت الجنازة من مسجد خالد بن الوليد فى منطقة السادات السكنية بحى الأربعين، وتقدّمها محافظ السويس، اللواء أحمد الهياتمى، ومدير الأمن، اللواء مجدى عبدالعال، وعدد من قيادات الجيش والشرطة، فيما ردّد المشيعون هتافات تطالب بالقصاص للشهيد، وتطهير البلاد من الإرهاب. فيما قال خبراء عسكريون واستراتيجيون إن مجموعات من العناصر الإرهابية اختبأت داخل مدينة العريش مع بدء عمليات «حق الشهيد»، وسط الأهالى، وأنهم خرجوا خلال المرحلة الماضية بعد تلقى دعم خارجى متطور لهم بتكنولوجيا جديدة من المتفجرات، موضحين أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة على المواجهة، وأنهم يتبعون سياسة «النفس الطويل» حتى لا يتضرّر أى مدنى من تحركات مواجهة العناصر الإرهابية.
وقال اللواء أركان حرب متقاعد محمد عبدالفضيل شوشة، قائد قوات حرس الحدود والصاعقة الأسبق ومحافظ شمال سيناء سابقاً، إن أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية يقومون بأعمال ناجحة فى مواجهة العناصر التكفيرية، والمتشددين، والإرهابيين فى شمال سيناء، موضحاً أن مجموعات من العناصر الإرهابية اختفوا عن أنظار الأجهزة الأمنية المعنية فى مدينة العريش منذ المرحلة الأولى من عملية «حق الشهيد»، التى تستهدف تطهير سيناء من الإرهابيين. وأضاف «شوشة»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن تلك المجموعات الإرهابية اختفت فترة طويلة وسط الأهالى فى العريش، لكنهم بدأوا يعودون مؤخراً إلى «قواعدهم الأصلية»، والظهور فى الساحة من جديد، مردفاً: «أنا متأكد وواثق أن هناك أيادى أجنبية جت عاونتهم، حيث إنه بدأ يكون هناك نوع مختلف من الأعمال الإرهابية، بحيث تحتوى على تكنولوجيا مختلفة قليلاً فى المتفجرات التى يستخدمونها». وشدّد قائد قوات حرس الحدود والصاعقة الأسبق على أنه يثق تماماً بأن الأجهزة المعنية المختلفة داخل المؤسسة العسكرية، وقوات الأمن تعى تماماً تطورات الموقف فى سيناء، وأنها تعمل على مواجهته، خصوصاً عناصر المهندسين العسكريين الذين يستطيعون أن يتغلبوا على أسلوب تجهيز العبوات الناسفة الجديدة، بحيث تنجح فى التغلب على تلك التجهيزات، وتمنع الانفجارات التى قد تحدث منها، لتوقف استشهاد أى عناصر جديدة، سواء من قوات الجيش والشرطة أو الأهالى، حال استهداف العناصر الإرهابية لهم.
وعن إمكانية وصول دعم العناصر الأجنبية لهم عبر البحر أو الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، يرى «شوشة» أن «الأنفاق هى بالتأكيد طريقة وصول الدعم إليهم»، مؤكداً أن المحرك الرئيسى للأعمال التى تشهدها سيناء، و«صاحب اليد الطولى والخبرة فيها» هو عناصر حركة «حماس»، مردفاً: «وده شىء مافيهوش هزار».
وأعرب قائد قوات حرس الحدود والصاعقة الأسبق عن ثقته فى تحسّن الأوضاع الأمنية فى سيناء خلال المرحلة المقبلة مع جهود الأجهزة الأمنية المعنية، خصوصاً أن الأجهزة المعنية تدرس أى جديد قد يطرأ فى مواجهة الإرهاب، وتستخلص السبيل الأفضل للتعامل معه.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب متقاعد نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا حالياً، إن القوات المسلحة نجحت فى القضاء على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية، والتكفيرية، والجهادية، ومن ثم لم يعد لديهم من المقاتلين ما يكفى لأن يهاجموا الأكمنة الخاصة بالقوات المسلحة والشرطة بالأسلحة مثلما كان يحدث قديماً، لكنهم يستخدمون «وسائل قذرة» تعبّر عن إفلاسهم فى المواجهة.
وأضاف رئيس «استطلاع المخابرات الحربية» الأسبق، أن أقصى ما يلجأ إليه العناصر الإرهابية فى عملياتهم فى سيناء هو القيام بـ«شراك خداعية» مثل المتفجرات أو المفرقعات التى ينصبونها، ويفجرونها عن بُعد عن طريق الهواتف المحمولة أو وسائل أخرى. وأشار «سالم» إلى أن القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية المعنية تستخدم سياسة «النفس الطويل» مع تلك العناصر، مردفاً: «الأمر لا يسلم من دفعنا ثمناً باهظاً أحياناً من أبنائنا، لكنها ضريبة الدفاع عن الوطن».
ولفت رئيس «الاستطلاع» الأسبق إلى أن الأعمال الإرهابية قد تستمر فترة معينة فى سيناء، وهو ما يستدعى من أهالينا فى سيناء أن يتعاونوا معنا فى المواجهة، خصوصاً أن هناك من يخاف على نفسه، وأسرته من العناصر الإرهابية حال الإبلاغ عنهم، لكن يجب أن تعلموا أن أعداد العناصر الإرهابية فى تناقص، وأننا استطعنا أن نكبّدهم خسائر كبيرة.