جدل في إسرائيل بعد دعوة مسؤول بالجيش لعدم استخدام القوة ضد الفلسطينيين

كتب: أ ف ب

جدل في إسرائيل بعد دعوة مسؤول بالجيش لعدم استخدام القوة ضد الفلسطينيين

جدل في إسرائيل بعد دعوة مسؤول بالجيش لعدم استخدام القوة ضد الفلسطينيين

أثارت تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي جادي أيزنكوت، جدلا واسعا في إسرائيل، بعد دعوته لعدم الإفراط في استخدام القوة مع الفلسطينيين، كرد على أعمال العنف التي بدأت في أكتوبر الماضي.

وقال أيزنكوت الشهر الماضي، في مداخلة على قناة تلفزيونية إسرائيلية خاصة: "حين تحمل فتاة في الثالثة عشرة مقصا أو سكينا، وهناك مسافة بينها وبين الجنود، لا أريد أن أرى جنديا يطلق النار ويفرغ بندقيته عليها، حتى لو كانت ترتكب عملا بالغ الخطورة".

ولقيت تصريحات أيزنكوت (55 عاما)، الذي تولى رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي العام الماضي، ترحيبا من الداعين لاعتماد أسلوب أكثر ليونة في مواجهة عمليات الطعن، مقابل غضب كبير من الجناح اليميني، بما في ذلك وزراء في الائتلاف الحكومي بزعامة بنيامين نتنياهو.

وتشهد الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، أعمال عنف أسفرت منذ مطلع أكتوبر عن مقتل 181 فلسطينيا وعربي إسرائيلي في مواجهات وإطلاق نار وعمليات طعن قتل فيها أيضا 28 إسرائيليا، إضافة إلى أمريكي وإريتري وسوداني، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس".

وتقول شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها أو الجيش، خلال تنفيذهم أو محاولتهم تنفيذ هجمات بالسكين على إسرائيليين، ويشكك الفلسطينيون غالبا في هذه الرواية.

وحصلت حالات عدة اتهم فيها جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام القوة المفرطة، كما حدث في نوفمبر الماضي عندما طعنت فتاتان تبلغان من العمر 14 و16 عاما، رجلا باستخدام "مقص".

وأظهرت أشرطة مصورة التقطتها كاميرات مراقبة، إطلاق النار على الفتاتين، وبعدها أطلق شرطي إسرائيلي النار مجددا على إحداهما وهي ممددة أرضا.

ويرى ضابط سابق في الجيش، كان مسؤولا عن أيزنكوت، أن تصريحات الأخير تعكس أسلوبه ومقاربته، التي وصفها بـ"متوازنة جدا، وغير متسرعة".

ويقول الميجور جنرال المتقاعد إيلان بيران، لوكالة "فرانس برس"، "كان عليه أن يشرح ذلك بتفسير بسيط للغاية، لكن الواقع أن الجدل المثار متعلق بالسياسة".

- تصريحات من دون صدى -

ونشأ أيزنكوت في مدينة إيلات الصحراوية المطلة على البحر الأحمر، من أبوين مغربيين هاجرا إلى إسرائيل، وعمل والده في المناجم القريبة، ووصفه أحد معلميه في الثانوية بالطالب الجاد.

ويؤكد إييلي ياكوف (63 عاما)، الذي علم أيزنكوت في السبعينيات أن توليه مناصب في الجيش كان أمرا مفاجئا، قائلا: "كانت مفاجأة بالنسبة إلي، كان فتى هادئ، وأصبح جديا جدا في السنوات الأخيرة".

وروى شقيقه مرة لإحدى الصحف الإسرائيلية، أن أيزنكوت أراد الانضمام لسلاح البحرية الإسرائيلي، ثم غير رأيه في اللحظة الأخيرة، لأنه أضحى مهتما بلواء جولاني في الجيش الذي يقاتل في الصفوف الأولى، وفي وقت لاحق تولى قيادة هذا اللواء، ثم أصبح أيزنكوت قائدا للجيش في الضفة الغربية المحتلة وشمال إسرائيل، قبل أن يصبح نائبا لرئيس الأركان.

ويحمل الرجل شهادة في التاريخ من جامعة تل أبيب، وشغل في عام 1999 منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، وأصبح رئيسا للأركان في فبراير 2015.


مواضيع متعلقة