والد "الدُرة الجديد" لـ"الوطن": رصاص الاحتلال انفجر داخل جسد طفلي

كتب: محمد علي حسن

والد "الدُرة الجديد" لـ"الوطن": رصاص الاحتلال انفجر داخل جسد طفلي

والد "الدُرة الجديد" لـ"الوطن": رصاص الاحتلال انفجر داخل جسد طفلي

"أنا طفل فلسطيني شعوب الأرضِ تعرفني وتعرف كُنْه تكويني فلا خوف ولا إرهاب طُغمتهم سيرعبني ويثنيني ولو زادوا بطغيان حصاراتي فملح الأرض يكفيني"، كلمات تلخص حال الطفل الفلسطيني الذي قدر له أن يواجه مغتصب أرض وقاتل أبرياء ومنتهك لحقوق الإنسان ومزور في التاريخ، ولكن لا يوجد من يحاسب هذا العدو لأنه لم يجد سوى بيانات الشجب والتنديد على جرائمه.

"خالد مراد شتيوي" طفل فلسطيني يبلغ 11 عاما ويعيش في قلقيلية التي قام الاحتلال بإحاطتها بالجدار العازل من جميع الجهات عقب انتفاضة الأقصى، استيقظ من نومه وخرج من منزله مع والده ليؤدي صلاة الجمعة ويشارك في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاحتلال ولكنه لم يعد من حيث أتى بل حُمل إلى المستشفى لينتظر مصير العملية الجراحية التي ستجرى له غدا.

"الرصاصة أحدثت ضررا كبير في عظم الفخد لنجلي خالد والأطباء شخصوا حالته بأن عظمة الفخد تفتت جراء انفجار رصاصة داخل جسده وسيقومون بإجراء عملية جراحية له غدا بمستشفى رفيديا بنابلس التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية"، بصوت راض بقضاء الله خرجت هذه الجملة من مراد شتيوي، والد خالد، والذي يتولى منصب المتحدث باسم حركة فتح في قلقيلية ومنسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، في بداية حديثه مع "الوطن" وهو يروي واقعة استهداف جنود الاحتلال لنجله.

يستجمع الأب قواه ويسترجع مشاهد إصابة نجله التي وقعت أمامه ويؤكد أنه ما زال يراها أمامه حتى الآن، ليقول "قطعنا مسافة 200 متر في المسيرة، وكان خالد في الصفوف الأمامية لنسمع أصوات رصاص حي لم نحدد مصدره وفوجئنا بأن جنود الاحتلال أقاموا كمينا في منطقة مهجورة ليمطروا المتظاهرين بوابل من الرصاص لتستقر إحدى الرصاصات في جسد خالد".

يتوقف الأب لبرهة ويستكمل سرد الواقعة: "خالد صرخ من الألم وحاول كثيرا أن يزحف ويقترب من الشباب لكن قنابل الغاز وقنابل الصوت والرصاص الحي الذي أحاط به من جميع الاتجاهات لتخور قواه وتفشل محاولاته بالابتعاد عن الجنود الصهاينة، ليغطيه الشباب ويقوموا بإلقاء الحجارة على الجنود ويتقدم أحد المشاركين بالمسيرة ويدعى مشهور جمعة ويحمله ليستهدفه الجنود هو الآخر ويصيبوه برصاصة في قدمه". 

وعلى الرغم من وجود الأب في نفس الموقع إلا أنه لم يستطع التحرك من الصدمة وشعوره بأن الأرض تجتذبه نحوها وقلبه ينفطر على فلذة كبدة مع كل صوت رصاصة يطلقها الاحتلال نحوه، لتخلط جميع المشاعر الإنسانية بداخله وهو عاجز عن مساعدته، حيث إن الجنود كانوا في طريقهم لاعتقال خالد، قبل تخليصه من براثنهم واستدعاء الإسعاف لحمله إلى المستشفى.

ويؤكد والد "خالد" أن الفرق بين حادثة نجله وحادثة الشهيد محمد الدرة هو الفارق الزمني فقط، فالعدو واحد والمستهدف واحد "طفل فلسطيني أراد الدفاع عن أرضه فقابله جنود الاحتلال برصاص لإنهاء حياته".

فلسطين بها عدة ملايين "خالد" يستهدفهم الاحتلال للقضاء على أجيال قادمة من المناضلين الذين سيحررون الأرض بإذن الله، لكن "خالد" ورفاقه آثروا أن يواجهوا المحتل ويحققوا ما عجز الآباء والأجداد عن تحقيقه، لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة. 

 


مواضيع متعلقة