"حلب" بمأمن من المعارك.. لكن سكانها يموتون من العطش

كتب: (أ ف ب) -

"حلب" بمأمن من المعارك.. لكن سكانها يموتون من العطش

"حلب" بمأمن من المعارك.. لكن سكانها يموتون من العطش

يستمتع سكان مدينة حلب في شمال سوريا، منذ أيام، باتفاق الهدنة الذي أزال الخوف من الغارات والاشتباكات، لكنهم يعانون منذ أسابيع من نقص حاد في المياه، فيبحثون عنها في آبار غير صالحة للشرب أو يدفعون ثمنها غاليا.

ويقول أبونضال (60 عاما)، أحد سكان حي المغاير في شرق جلب الخاضعة، لسيطرة الفصائل المقاتلة، "بات الوضع العام في المدينة جيدا خلال الهدنة، كل شيء متوفر لدينا إلا المياه".

ويضيف، وهو يجلس على كرسي أمام منزله يحتسي كوبا من الشاي، "اضطر للذهاب من حي إلى آخر، بحثا عن الآبار التي تكون نسبة الملوحة في مياهها أقل فالمياه المعقمة، التركية غالية الثمن، ومعظم السكان لا يستطيعون شراءها".

وازداد الوضع سوءا، بعدما دمرت غارة روسية، نهاية نوفمبر محطة ضخ مياه رئيسية تحت سيطرة تنظيم "داعش"، شرق مدينة حلب، ما حرم نحو 1,4 مليون نسمة من سكان المنطقة من المياه، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وتوجد محطة ضخ أخرى في حي سليمان الحلبي يصعب تشغيلها جراء النقص في الكهرباء والمحروقات.

ويقول سكان المدينة، إنهم للمرة الأولى يعانون من أزمة انقطاع المياه بهذا الشكل منذ اندلاع النزاع قبل 5 سنوات، ولتأمين حاجاتهم، يبحثون عن آبار وخزانات توفر لهم المياه الضرورية للاستخدام المنزلي، ويلجأون إلى تعقيمها أو شراء زجاجات مياه للشرب.

وتجول سيارات محملة بخزانات مياه غير صالحة للشرب، يتم سحبها من آبار جوفية، في شوارع المدينة، وتتنقل من حارة إلى أخرى لتغذي المنازل بكميات قليلة لا تكفيها.

وتقول جانة مرجة (21 عاما)، مقيمة حي السريان في الجهة الغربية من المدينة، "الذي يسير في شوارع حلب يرى سيارات سوزوكي تحمل خزانات وتتنقل بين الحارات".

وتضيف "بات السائقون كالأمراء في حلب لأن الجميع بحاجة إليهم".

وتروي جانة أن هناك "مشهدا شائعا جدا في حلب عبارة عن طوابير من السكان، أطفال ونساء ورجال، ينتظرون دورهم للحصول على مياه الشرب"، وتتحدث عن مهنة جديدة هي "مهنة الانتظار، إذ يقوم بعض الأشخاص بحجز دور مقابل مبلغ معين".

وتحولت المعاناة جراء هذا النقص في المياه إلى دعابة بين الأهالي، وتقول جانة "الشكوى الأكثر شيوعا في حلب هي شعري مزيّت"، نتيجة عدم توفر المياه للاستحمام كما من قبل.

وفي بستان القصر، أحد الاحياء الشرقية، يجاهد "ابوعامر"، (38 عاما) لتأمين المياه لعائلته المؤلفة من 3 أطفال.

ويروي "أؤمن المياه لمنزلي عبر أحد الخزانات القريبة منا، والتي تعبأ عادة بمياه أحد الأبار القريبة"، موضحا أن هذه المياه "غير صالحة للشرب".

وتستهلك عائلة أبوعامر، حاليا ربع الكمية التي كانت تستهلكها "قبل أن تنقطع المياه بشكل كامل منذ قرابة الشهرين"، ويقول "أحيانا كانت تنقطع عنهم شهرا كاملا، أما هذه المرة فتعد الأطول منذ بدأت الحرب في حلب".

وتتبع عائلة "أبوعامر"، حاليا سياسة التقنين، حتى أننا "باعدنا بين فترات الاستحمام".

أما بالنسبة لمياه الشفة، فيبدو الوضع أصعب، ويقول أبوعامر، "سابقا كنت اشتري 12 قنينة مياه مقابل 450 ليرة سورية، أما الان فقد وصل سعرها إلى 900 ليرة سورية"، أي نحو 4 دولارات.

وتوضح روان ضامن، (22 عاما)، وهي طالبة جامعية في حي الموجامبو في الجهة الغربية، أن كلفة ألف لتر مياه غير صالحة للشرب بلغت 1350 ليرة سورية.

ويلجأ البعض، وفق ضامن، إلى شراء زجاجات المياه وآخرون يقومون بغلي مياه الآبار ثم تبريدها لشربها أو يضعون فيها أقراص تعقيم، كما يعاني الكثيرون من مشاكل صحية نتيجة شرب مياه الآبار.

 


مواضيع متعلقة