ذكرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، أن القاهرة «ترفع يدها عن غزة»، وذكرت أن القاهرة تخلت عن موقفها الداعم لغزة وحماس، وأدارت ظهرها لوقف نزيف الدم من العدوان الإسرائيلى، رداً على قتل ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين، وأشادت إحداهما بدور محمد مرسى الرئيس المعزول عام 2012، حين توسط لوقف القتال بين إسرائيل وحماس وتعهد بعدم قيام حماس بأعمال عدائية ضد إسرائيل، وانتقل بعدها عداء حماس إلى مصر، ولم يضمن لنا «مرسى» أعمالها العدائية ناحية القاهرة كما ضمنها ناحية إسرائيل.
الصحيفتان الأمريكيتان لم تدرسان المزاج المصرى العام لمعرفة لماذا انصرف الشعب عن تعاطفه مع غزة وحماس، أخطر ما فى الأمر أنها حقيقة مؤكدة فلم يُظهر الشعب تعاطفاً مع غزة على الرغم من بشاعة القتل وما تحملة من مآسٍ، ودمار، وتصر إسرائيل على أن قتلاها من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس من الذين يعبرون الأنفاق إلى الأراضى الإسرائيلية للعدوان، وكان أول القتلى سبعة منهم دُفنوا فى أحد الأنفاق.
نعم أدرنا ظهرنا، لأن «حماس» ردت جميلنا وفضلنا عليها بقتل أبنائنا فى سيناء بواسطة «أنصار بيت المقدس»، الابن غير الشرعى لها، لأن «حماس» جرحت الوطن وانتهكت حُرمته وعاثت فى الأرض فساداً واقتحمت السجون المصرية، وهرب من كان فى السجون من الذين دمروا الوطن وأذلوه وأذاقوه ألوان العذاب من سرقة واغتصاب وقتل وترويع الأطفال والنساء، لأن «حماس» قبلت أن تمر سيارات المصريين المسروقة إلى قطاع غزة وتتقاضى عليها جمارك، وهى تعلم أنها سيارات مسروقة من الشعب الذى عانى لقضيتهم الفلسطينية، لأن الصاروخ الذى أسقط الطائرة المصرية فى سيناء واستُشهد من فيها كان إسرائيلياً تملكه «حماس» المتواطئة وصناعة المخابرات الإسرائيلية، لأن كل القتلة والجهاديين فى سيناء تم تدريبهم على قتلنا لدى «حماس» وتحت سمع وبصر قياداتهم، ليعودوا إلى الوطن لنعانى ما نحن فيه اليوم وغداً.
أدرنا ظهرنا، لأن كل فصائل التكفير والجهاد المُكلفة بغزو الوطن وتقسيمه يستعرضون قوتهم وبأسهم فى غزة، تمهيداً للفتح العظيم الذى تباركه عصابة حماس. أدرنا ظهرنا لأن أهلنا فى غزة أطلقوا الزغاريد وأقاموا الأفراح، ابتهاجاً فى مصيبتنا وشماتة فى بلوانا، وهى الزغاريد نفسها التى أطلقوها يوم اقتحم صدام حسين الكويت، وكان رداً لجميل الكويت، كما ردوا الجميل لنا.
لن نعدل ظهورنا للنظر إلى غزة بعد اليوم، ولن نتعاطف معكم أو نؤازركم إلا إذا تخلصتم من عصابة حماس التى ورطتكم مع العالم وإسرائيل والمصريين، هذا موقف الشعب، أما موقف الحكومة والرئاسة فهى نبضنا ورأينا، ومشاعرنا وإن كان لها حسابات أخرى فلن تستطيع أن نُدير ظهورنا إلى حماس وغزة مهما حاولت، فلقد أغلقت فينا «حماس» أبواب الحب والرحمة والتعاطف، ومعذرة يا شعب غزة، لن أتعاطف معكم إلا إذا تخلصتم من عصابة حماس، ولن أشد من عزيمتكم إلا إذا تخلصتم من الذين أنهكوا عزيمتى، ولن أقف معكم فى عزاء إلا إذا تخلصتم من الذين حوّلوا الوطن إلى سرادق عزاء، ولن أواسيكم فى حزن إلا إذا تخلصتم من الذين حوّلوا ابتسامة وطنى إلى أحزان وبكاء.
قولوا للعالم ما شئتم، قولوا أداروا ظهورهم للإخوة ولأبناء العمومة، ابكوا للعالم من جفائنا وغضبنا، لن تُجدى معنا الكلمات، ولن يُغير العالم موقف شعب قد طعنته «حماس» فى القلب وقتلت أبناءه، وما زالت، وتهدد الحدود، وما زالت، وتتآمر علينا، وما زالت، لن نعود إلى قضيتكم إلا إذا أخرجتم العصابة من الشباك لندخل نحن من الأبواب.