هل مصر ذاهبة إلى الاستقرار أم أن لعنة الفوضى والإرهاب حلت بمصر ولن ترحل؟ هل انفرط عقد الرضا ولن يرضى أحد بعد الآن؟ هل لن يكون هناك إجماع دائم على أى شىء؟ هل انفرطت الشخصية المصرية وقُضى الأمر؟
استفهامات بلا أجوبة محددة، والبعض يؤكد لن يستقر حاكم على كرسيه بعد الآن، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم. ربما كان على العالم أن يبحث عن نظرية أخرى صالحة للتداول غير الديمقراطية التى يتم إسقاطها والتى ثبت أنها غير صالحة للاستخدام فى العالم العربى، استراتيجية الفكر والمال الصهيونى الذى يحكم أمريكا وتحكم به العالم تعتمد على الأعمال التحتية من أعمال مخابراتية وخلق نزاعات وصراعات وتحريك الجماهير وهى استراتيجية أشعلت العالم العربى وانتقلت إلى أوروبا الشرقية وما يحدث فى أوكرانيا نموذج لهذه الاستراتيجية، ومؤكد ستنتقل إلى أماكن كثيرة فى العالم، المخطط الأمريكى الذى تم إعداده للمنطقة العربية أساسه استخدام الجماهير والاعتماد على ضعف العقل الجمعى رغم ضخامته لكنه يبدو كوحش بلا عقل، وإذا كانت الخطة الصهيونية الأمريكية لم تنجح فى جولتها الأولى فى تقسيم مصر فإنها نجحت فى خلق حالة عدم الرضا عن أى شىء وكل شىء، وما زالت مستمرة فى التشويه والتشكيك فى أى شىء إيجابى، باستخدام العالم الافتراضى وكل وسائل التكنولوجيا الحديثة.
هناك بعض المحللين فى الغرب توقعوا منذ سنوات أن العالم سيدخل عصر الجماهير وهم من سيقودون التغيير ولكن التنفيذ على الأراضى العربية تجاوز أفكار المحللين لأن الجماهير لا تقوم بثورات فى إطار الدولة، ولكن ما نفعله هو إسقاط الدولة تحت وطأة اندفاع عشوائى وسيل مطالب ونزاعات واتجاهات غير منظمة وأحياناً بلا هدف محدد وبالتالى فهى أفعال مدمرة.نحن نعيش حالة سيولة بلا منهج. هل هو مفترق طرق أم أننا بلا طريق أصلاً؟ نحن نعيش حالة من الاحتقان لا تنتهى. هل رأينا أى سياسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة؟ ما يحدث دائماً هو صراع بدنى دموى وقطع طرق وبلطجة وفرض أمر واقع، باستخدام الناس، يستوى فى ذلك كل الاتجاهات. من يريد التغيير عليه امتلاك القدرة على حشد الجماهير وعندما تكون هذه الجماهير مشوهة الوعى أو موصومة بالجهل أو غائباً عنها النور فسيظل المجتمع يشع دماراً بكل تنويعاته. هل يستطيع رئيس مصر القادم ترميم كل هذه الشروخ والانكسارات وإعادة بناء الصالح ونسف الفاسد والمدمر وخلق عقلية نقدية موضوعية إيجابية؟ إعادة بناء مصر الجديدة تبدأ من الإنسان مع الحفاظ على صحيح الدولة، وتلك هى المعجزة الكبرى.