«النهاية فى هوليوود».. بدأت منذ الخمسينيات بالحروب النووية و«الزومبى» ومصاصى الدماء.. وتطورت بالكائنات الفضائية

كتب: ثراء جبيل

«النهاية فى هوليوود».. بدأت منذ الخمسينيات بالحروب النووية و«الزومبى» ومصاصى الدماء.. وتطورت بالكائنات الفضائية

«النهاية فى هوليوود».. بدأت منذ الخمسينيات بالحروب النووية و«الزومبى» ومصاصى الدماء.. وتطورت بالكائنات الفضائية

«البحث عن صديق فى نهاية العالم»، هو اسم الفيلم الذى يواجه بطلاه: «كيرا نايتلى، وستيف كاريل»، نهاية مأساوية للعالم، كعادة أفلام هوليوود التى سيطرت عليها فكرة النهاية على يد وحوش أو كائنات غريبة أو كوارث طبيعية تنتهى بفعلها الحياة على وجه الأرض، وربما تبدأ حياة أخرى مع الكائنات الفضائية أو على أسطح الكواكب المحيطة. أبطال الفيلم الذى يُعد الأخير فى سلسلة الأفلام التى تناولت نهاية العالم، ليسوا أول النجوم الذين كان عليهم مواجهة نهاية العالم، سبقهم كثيرون واجهوا تلك النهاية على يد إما «وحوش الزومبى»، أو الكوارث الطبيعية، والأوبئة، والروبوتات، والكائنات الفضائية المدمرة، ففكرة نهاية العالم من وجهة النظر الأمريكية تأتى دائماً على يد قوى ميتافيزيقية وخرافية، وهو ما يدعم الاعتقاد الأمريكى بأن النهاية المدمرة للقوى العظمى لن تكون بأيدٍ بشرية. وكثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن حقيقة نبوءة شعب «المايا» حول انتهاء العالم بتاريخ 21 ديسمبر 2012، بحادث كونى كبير «سيقلب الأرض رأساً على عقب»، بعد أن يرتطم جسم ضخم يُسمى كوكب «نيبيرو» بالكرة الأرضية، منهياً جميع أشكال الحياة عليها. وقالت مجلة «تايم» الأمريكية فى دراسة، إن نحو 10% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالفعل بهذه النبوءة. وأصدرت وكالة الفضاء الأمريكية العديد من التحذيرات حول عدم صحة هذه النبوءة التى تناولتها الأوساط الإعلامية وحلقات النقاش إلى درجة أن البعض، خزّنوا سلعاً عديدة، وتحضير الملاجئ بجميع المستلزمات، استعداداً لاستقبال كوكب «نيبيرو». وأكدت وكالة «ناسا»، أن عمليات المراقبة فى جميع مواقعها المنتشرة، وبالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية، استبعدت وجود أى كوكب بالقرب من الأرض، أو حتى أجرام سماوية من الممكن أنها تسير بسرعات عالية جداً، بحيث ستصل الأرض وترتطم بها خلال الشهر الحالى. وبيّنت أن كوكب «نيبيرو»، ذاع صيته فى العالم بداية الألفية الجارية، وأنه سيرتطم بالأرض مسبباً إبادة كلية لجميع أشكال الحياة عام 2003، وهو الأمر الذى لم يحصل. الغريب أن فكرة نهاية العالم بدأت فى هوليوود منذ أواخر الخمسينات عندما اكتشف غواص أمريكى فقدَ زوجته وأبناءه فى محرقة الهولوكوست، بقعة آمنة فى أستراليا مع امرأة يقابلها فى رحلته ويقع فى حبها ليعيشا ما تبقى فى حياتهما، منتظرين نهاية العالم فى غضون شهور، بفعل حرب نووية تُهدد بفناء الإنسانية فى نصف الكرة الشمالى. و«على الشاطئ» كان اسم الفيلم، الذى أخرجه «ستانلى كارمير»، وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب «نيفيل شوت». وفى عام 1964، ظهر سباق التسلح النووى لأول مرة فى فيلم «الدكتور سترينجلوف.. كيف تعلمت ألا أقلق وأحب القنبلة»، للمخرج ستانلى كوبريك. بدا الجنون واضحاً فى الفيلم منذ البداية من خلال عنوانه الطويل جداً، أما الحكاية نفسها فهى مليئة بالجنون والهوس، جنون الشخصيات، وجنون الأحداث نفسها. فى قاعدة عسكرية أمريكية بدأ سباق التسلح النووى فى الفيلم على يد قادة المعسكرين الشرقى والغربى فى فترة الستينات التى وصل فيها النزاع إلى مرحلة حرجة كادت تُنهى الحياة على كوكب الأرض، من خلال هجوم نووى على الاتحاد السوفييتى. وعلى غرار هذا الفيلم يأتى «فشل آمن» الذى حمل نفس التيمة والمضمون وقدمه فى نفس العام المخرج سيدنى لوميت. وفى إطار الحروب النووية والقنابل المدمرة دارت قصص الأفلام فى تلك الفترة، وقدم فيلم «معجزة مايل» 1988، من تأليف وإخراج ستيف دى جيرنات، فكرة نهاية العالم فى يوم واحد، وتلقى بطل الفيلم «أنتونى إدواردز» بعد العشاء مكالمة تليفونية تخبره بمعلومات عن حرب نووية اندلعت، وأن لديه 70 دقيقة فقط قبل أن يضرب صاروخ مدمر لوس أنجلوس بأكملها، فهل هى مجرد مزحة أم تحذير من خطر حقيقى؟ وعن الأفلام التى صوّرت النهاية على يد كائنات خرافية وخيالية فيلم «المُبيد» الذى عُرض فى 1984، إخراج جيمس كاميرون تنبأ بمصير العالم فى عام 2029، حيث تحكم الآلات الكرة الأرضية عن طريق تصنيع الآلات لنفسها بعدة أشكال كطائرات ورجال آليين ليقدم الفيلم رؤية لنهاية الحضارة الإنسانية. ماذا لو انتهى العالم دون أن نشعر بذلك؟ هذا هو التساؤل الذى يطرحه فيلم «ماتريكس» 1999 من تأليف وإخراج الأخوين واكووسكى، عندما نجد بطل الفيلم نيو (كيانو ريفز) يستيقظ فى عام 2199 بعد وضعه تحت الاختبار لينام فى سُبات عميق ليكتشف أن الآلات هى المسيطر الأكبر على العالم، بدلاً من البشر ليدخلوهم فى واقع بديل لا يخرج عن كونه وهماً، ليقضوا عليهم تماماً، ويدخل بطل الفيلم فى صراع ضد هذه الآلات للحفاظ على بقاء البشرية. فيلم (حرب العوالم 2005) إخراج ستيفن سبيلبرج، تدور أحداثه حول عاصفة رعدية تُخلف كائنات غريبة تهز العالم، وتهدد الجنس البشرى وبقاءه على سطح الأرض، وسط فوضى عارمة، ويُقرر بطل الفيلم راى فيرير (توم كروز) مواجهتها مع ولديه والقتال حتى النهاية. وعن أفلام الكوارث الطبيعية يتناول المخرج الألمانى الأصل «رونالد إيماريخ» رؤية خاصة لنهاية العالم، تظهر فيها الطبيعة وتقلباتها أعداءً يمثلون خطراً حقيقياً يهدد البشرية، فنجده يقدم فى عام 1996 فيلم (يوم الاستقلال) الذى يحكى عن غزو فضائى يهدد العالم. ثم يليه علم 2004 فيلم (يوم بعد غد) الذى يحكى عن عاصفة عملاقة جديدة تدفع كوكب الأرض نحو عصر جليدى جديد، ولسوء حظ الجنس البشرى، فالمكان الوحيد الآمن للنجاة من هذه العاصفة هو محطة فضائية دولية، وفى هذه البقعة النائية الموغلة فى جوف الفضاء، تدور أحداث الفيلم. ورغم أن الفيلم من نوع الخيال العلمى، فإنه أدى إلى نوع من الهلع، سببه أن تقارير عدة صدرت عن مراكز أبحاث ومراقبة التحولات المناخية فى العالم أشارت بالفعل إلى تغيرات سريعة فى مناخ الكرة الأرضية، خصوصاً فى درجات الحرارة. وفى عام 2009 قدّم المخرج فيلم (نهاية العالم 2012) من خلال رصد العالم الجيولوجى «أدريان هيلمسلى» لتغيرات فى باطن الأرض وسخونة وأبخرة تتصاعد منها من شأنها أن تقسم قشرة الأرض وتحدث زلازل وبراكين تنهى الحياة عليها. وفيلم (أشعة الشمس) 2007، إخراج دانى بويل، يحكى عملية إرسال فريق دولى من رواد الفضاء، لإعادة إحياء أشعة الشمس المحتضرة بعد 50 عاماً فى المستقبل، والتى تُهدد بانتهاء الحياة على الأرض، لكن المهمة تفشل، فيرسلون فريقاً آخر بعد 7 سنوات ليحيى الأمل للحياة على الأرض مرة أخرى.