«السيسى» يتفق مع رئيس وزراء كازاخستان على إقامة مشاريع زراعية وشركات لصناعة الدواء

كتب: رسالة طوكيو - هانى الوزيرى

«السيسى» يتفق مع رئيس وزراء كازاخستان على إقامة مشاريع زراعية وشركات لصناعة الدواء

«السيسى» يتفق مع رئيس وزراء كازاخستان على إقامة مشاريع زراعية وشركات لصناعة الدواء

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بمقر إقامته بكازاخستان برئيس الوزراء الكازاخى، كريم ماسيموف. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن رئيس الوزراء الكازاخى رحب بالرئيس فى زيارته الأولى إلى كازاخستان، مؤكداً أن هذه الزيارة سيكون لها عظيم الأثر فى دفع وتعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

{long_qoute_1}

وأكد «ماسيموف» اعتزاز بلاده بعلاقاتها مع مصر، منوهاً بأن اعتبارات البُعد الجغرافى لم تحُل دون التقارب الثقافى والتاريخى والدينى بين البلدين. ووجه رئيس الوزراء الكازاخى التهنئة للرئيس والشعب المصرى على الإنجازات التى تم تحقيقها فى مصر، وفى مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، معرباً عن ثقته فى أن مصر ستواصل طريقها نحو المستقبل وستحقق مزيداً من النجاحات والإنجازات.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن تقدير مصر واعتزازها بعلاقات الود والصداقة التى تربط بين البلدين على المستويين الحكومى والشعبى، وتطلعنا لتنمية هذه العلاقات على جميع المستويات، لا سيما التعاون الاقتصادى والعلمى والثقافى. وأعرب الرئيس عن ارتياحه وسعادته لمباحثاته أمس الأول مع الرئيس نزار باييف، التى عكست تطلع الجانبين لتحقيق طفرة حقيقية فى علاقاتهما الثنائية.

واتفق الجانبان على أهمية تنشيط عمل اللجنة المشتركة بين البلدين، وعقد اجتماعها المقبل فى سبتمبر 2016 بالقاهرة، كما تم الاتفاق على الإعداد الجيد للجنة المشتركة من أجل إنجاحها وتحقيق أهدافها المرجوة فى متابعة وتنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين فى العديد من المجالات الحيوية.

وذكر «يوسف» أن اللقاء مع رئيس وزراء كازاخستان تركز على تفعيل العديد من مجالات التعاون التى تباحث الرئيس بشأنها أمس مع الرئيس نزار باييف، والتى سيتم تناولها تفصيلياً خلال الفترة المقبلة، وفى مقدمتها إقامة عدد من المشاريع الزراعية المشتركة فى كلا البلدين والتعاون فى مجال الغِلال، وإنشاء شركات مشتركة لصناعة الدواء، فضلاً عن ترحيب الجانبين بتبادل الاستثمارات بين البلدين. وفى هذا الصدد، أشار الرئيس إلى ترحيب مصر بالاستثمارات الكازاخية فى مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس كمركز مهم لعبور التجارة الدولية، وإمكانية استفادة كازاخستان من إقامة مناطق خاصة لها بمنطقة القناة.

{long_qoute_2}

وأكد الرئيس اعتزازنا بالسياحة الكازاخية إلى مصر ورغبتنا فى مضاعفة أعداد السائحين الكازاخيين إلى مصر، لا سيما فى ضوء تسيير خط طيران مباشر بين أستانا وشرم الشيخ اعتباراً من مارس المقبل. وأشاد رئيس الوزراء الكازاخى بالجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، مثنياً على ما حققته مصر على صعيد إرساء الأمن والاستقرار.

ووجَّه الرئيس التهنئة لرئيس الوزراء الكازاخى على فوز بلاده باستضافة معرض «إكسبو 2017»، الذى يُعد أكبر معرض دولى على مستوى العالم، معرباً عن ثقة مصر فى قدرة كازاخستان على إنجاحه وتنظيمه بالشكل اللائق، والتأكيد على عزم مصر المشاركة فيه بفاعلية، حيث وقعت مصر بالأمس اتفاقية المشاركة فى المعرض.

وأشار الرئيس إلى اعتزام مصر إرسال وفد للتعرف عن قُرب على تجربة كازاخستان لإنشاء العاصمة أستانا، وذلك فى ضوء جهود مصر لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقاً لأعلى المعدلات العالمية. وأعرب رئيس الوزراء الكازاخى عن تمنياته لمصر بالنجاح والتوفيق فى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، معرباً عن ترحيب بلاده بتبادل خبرتها مع مصر ونقل تجربتها لإنشاء العاصمة أستانا.

وذكر «يوسف» أن الرئيس حضر عقب ذلك جلسة منتدى الأعمال المصرى - الكازاخى المشترك، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء الكازاخى، حيث ألقى الرئيس كلمة تضمنت استعراضاً للمشروعات الاقتصادية التى تدشنها وتنفذها مصر، والجهود الجارية لجذب الاستثمار وتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسن مؤشرات الاقتصاد المصرى، فضلاً عن آفاق التعاون الواعدة اقتصادياً وتجارياً بين مصر وكازاخستان.

وقال «السيسى»، خلال كلمته أمام منتدى الأعمال المصرى - الكازاخى المشترك، أمس، إن مصر تزخر بالفرص الاستثمارية فى كافة القطاعات لما تتمتع به من موارد طبيعية وإمكانات بشرية هائلة تؤهلها لأن تحتل مكانة متقدمة من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة فى مجالات الطاقة والتعدين والزراعة والبنية التحتية والطرق، وذلك بالنظر إلى أولوية هذه المجالات فى خطط التنمية المصرية، وبذلت الحكومة المصرية، خلال الفترة القصيرة الماضية، جهوداً ملموسة لتحسين مناخ الاستثمار، من بينها قانون الاستثمار الجديد، لتذليل العقبات أمام المستثمرين، بالإضافة إلى سياسات الإصلاح الضريبى وإنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة التابعة لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، واستصلاح وتنمية مليون ونصف المليون فدان، وتشييد مجتمعات عمرانية جديدة، والشروع فى بناء عاصمة إدارية جديدة، فضلاً عن عدد كبير من مشروعات البنية التحتية وتوليد الطاقة وتنويع مصادرها.

وأضاف: «أتطلع لأن تكون زيارتى هذه مقدمةً لفتح آفاق جديدة من التعاون الثنائى بين البلدين، وأؤكد لكم ترحيب مصر بأصدقائها وشركائها من رجال الأعمال والشركات الكازاخية للاستفادة من الفرص الاستثمارية فى مصر».

وأوضح أنه فى إطار خريطة الطريق الاقتصادية، وبعد النجاح الذى تحقق فى مشروع قناة السويس الجديدة، فقد بدأت مصر فى إطلاق المشروعات الخاصة بإنشاء ممر للتنمية المتكاملة يتضمن موانئ، ومطارات، ومناطق صناعية، ومراكز لوجيستية. داعياً الجانب الكازاخى للمساهمة فى هذه المشروعات بما يسهم فى تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. واختتم كلمته بتوجيه الدعوة للجانب الكازاخى لزيارة مصر فى أقرب فرصة لتبادل المزيد الأفكار بشأن مقترحات ومشروعات جديدة ناجحة تحقق النفع المتبادل للبلدين.

كما أجرى الرئيس زيارة إلى جامعة نزار باييف، التى تم إنشاؤها فى عام 2010 وفقاً لأعلى المعايير الدولية، وقال «السيسى»: إن التعاون الثقافى والأكاديمى بين مصر وكازاخستان كان ولا يزال الجسر الممتد للعلاقات الثنائية، وأثق أن إرادتنا السياسية سوف تستمر لمد هذا الجسر بالمزيد من التواصل والنمو تحقيقاً لرفاهية الشعبين، ولطالما اتسمت علاقات البلدين بالتميز، إذ كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بكازاخستان فور استقلالها عام 1991. وأضاف الرئيس: إن التحدى الأكبر الذى نراه يهدد شعوبنا اليوم يتمثل فى المحاولات اليائسة لنشر فكر منحرف ومتطرف تحت شعار إعلاء كلمة الدين الإسلامى، وتكمن خطورته فى أن هذا الفكر بات يهدد أمن وسلامة الشعوب وحرياتهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية، موضحاً أن تيار العنف والتطرف والإرهاب ينطوى على أفكار مغلوطة تجافى صحيح الدين الإسلامى وتسىء إلى مبادئه الداعية إلى تبنى مفاهيم السماحة والتآخى والتعايش السلمى بين البشر وتحريم القتل والعنف أياً كانت الذرائع.

مؤكداً أن الخطوة الأولى التى لا غنى عنها لمواجهة خطر التطرف والإرهاب هى أن نتوحد جميعاً وبصدق النية والعزم على هزيمة الإرهاب والوقوف بحزم دون أى تهاون أمام الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وقال: وجهت دعوة لعلماء الأمة لاتخاذ خطوات جادة من أجل مواجهة الفكر المتطرف، ووجهت نداء للأزهر الشريف بمنهجه الوسطى المستنير أن يعمل على إطلاق العديد من المبادرات لدحض الأفكار والمفاهيم المغلوطة، ونعول كثيراً على قيام شركائنا فى المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات مماثلة والعمل على تنفيذ التدابير اللازمة لوقف استفادة الإرهاب من ثورة المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة.

فى سياق متصل، يصل الرئيس السيسى، اليوم، إلى العاصمة اليابانية «طوكيو» على رأس وفد مصرى رفيع المستوى، حيث من المنتظر أن يعقد لقاءات مع كل من إمبراطور اليابان، أكيهيتو، ورئيس الوزراء اليابانى، شنزو آبى، لبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، غداً، ومن المنتظر أن يشهد «السيسى» و«آبى» توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى مجالات الطاقة والنقل الجوى.

ويستأثر التعاون فى مجالات التعليم والطاقة والبيئة بأولوية متقدمة فى زيارة «السيسى» لطوكيو، فضلاً عن تبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية المهمة، وكذا بحث سبل التعاون والتنسيق على الصعيد الدولى فى ضوء عضوية البلدين فى مجلس الأمن لعامى 2016 - 2017، ومن المنتظر أن يلتقى الرئيس مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولى «جايكا» وكذلك مع محافظ طوكيو التى تربطها بالقاهرة اتفاقية للتآخى.

ويحظى الشق الاقتصادى والاستثمارى بأهمية كبرى أثناء زيارة الرئيس إلى اليابان، حيث ستشهد الزيارة لقاءات مكثفة للرئيس مع ممثلى مجتمع الأعمال اليابانى ورؤساء كبريات الشركات اليابانية، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس كذلك بأعضاء جمعية الصداقة البرلمانية المصرية - اليابانية، فضلاً عن حضوره للمنتدى الاقتصادى الذى ينظمه مجلس الأعمال المصرى - اليابانى المشترك بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة اليابانية والمنظمة اليابانية للتجارة الدولية.

ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس السيسى فى نهاية جولته الآسيوية، إلى كوريا الجنوبية، الأربعاء المقبل، حيث سيلتقى الرئيس بكل من الرئيسة الكورية بارك جون هيه، ورئيس الوزراء الكورى، ورئيس برلمان كوريا الجنوبية.

 


مواضيع متعلقة