أحمد منصور.. الطفل «الأسطورة» والكاميرا «الخفية»..!

حتى صباح الأحد الماضى عاشت أسرة الطفل أحمد منصور «الأسطورة» حالة من الرعب والفزع على مدى نحو العامين منذ أن أقحمته تحريات المباحث التى تنافس جهاز «الكفتة» الشهير ضمن 126 متهماً فى قضية (وقت أن كان عمره يقل عن العامين) صدر الحكم فيها عليهم بالسجن المؤبد إلى أن أنهت وزارة الدفاع «مأساة الأسرة» بالكامل بعد أن اكتشفت أن المقصود بالاتهام شخص آخر يشارك الطفل فى اسمه الثلاثى ويختلف معه فى العمر.

نعم، فوفقاً لتحريات المباحث هو بالفعل «طفل أسطورة»، فمنذ مولده، وطوال سنوات عمره الطويلة والممتدة إلى نحو 4 سنوات حتى الآن، اعتاد رضاعة «النابالم».. يلهو مع أفراد عصابته دائماً بـ«القنابل والمتفجرات».. يلعق «أصابع الديناميت» بدلاً من أى مصاصة.. يمضغ «دانات المدافع» بدلاً من محاولة مضغ «اللبان» بعد نبتت أسنانه التى يتجاوز طولها «أنياب دراكيولا».. اعتادت أمه أن تحمّمه بـ«مية النار».. وفى أوقات قليلة عندما يعانى من «الكحة أو نزلات البرد البسيطة» لا تجد أمه سوى عشرات «اللترات» من الدم شراباً له.. وعندما يغضب يتحول إلى عملاق يتجاوز طوله وضخامة جسده «الرجل الأخضر» تلك الشخصية السينمائية!!

إنه أحمد منصور شرارة، ذلك الطفل الذى لم يتجاوز عمره الآن «4 أعوام» والصادر فى حقه -عندما كان عمره سنتين فقط- حكماً بالسجن 28 عاماً فى عدة قضايا شغب وإرهاب وقتل 4 أفراد بـ«بندقيته الآلية» وإحراق مبان (وفقاً لتحريات المباحث التى خلطت بينه وبين متهم آخر بسبب اشتراكهما فى الاسم الثلاثى) وهو ما كشف عنه الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامجه «العاشرة مساء»، وهو أمر ينافس فى غرابته البرنامج الإذاعى الشهير «أغرب القضايا» ولا أدرى إذا كان هذا البرنامج لا يزال يذاع أم لا.

وإذا كنا اعتدنا أن يخرج علينا دائماً «المصدر الأمنى» الجن أبوعين زجاج «لينفى دائماً أى وقائع تدين الداخلية وهو ما جرى أيضاً فى قضية الطفل»؛ إن ما نُشر عن تلك القضية عار تماماً من الصحة، هكذا قال فكيف لنا أن نفسر سبب قضاء والد الطفل 4 أشهر «رهينة» فى الحجز إلى أن يتم القبض على ابنه «الإرهابى أحمد»، وفق ما قاله الأب فى البرنامج.. ولا أحد يدرى كيف عاشت الزوجة -طوال هذه المدة- فالزوج فى السجن وحملات الشرطة المتتالية التى يجرى تنظيمها بناء على تعليمات السيد الوزير.. والخطط الأمنية التى يعدها السيد اللواء مساعد الوزير.. ويشرف عليها السيد اللواء.. ويشارك فيها كل من العميد.. والعقيد.. والمقدم.. لملاحقة ابنها المُطارد من رجال المباحث وأفراد إدارة تنفيذ الأحكام!

البداية جاءت من تحريات «المباحث» فى القضية، وهى التحريات التى كشفت عن «ضلوع» أحمد منصور شرارة فى قضايا قتل وإحراق وترويع مواطنين، واستدلت على موقع سكنه، وتداولت هذه التحريات من مخبرين سريين إلى ضباط المباحث بالقسم التابع له «هذا الإرهابى العتيد» ثم إلى النيابة وبعدها القضاء العسكرى الذى أصدر حكمه غيابياً بالمؤبد، 25 عاماً، إضافة إلى 3 سنوات على المتهم «أحمد منصور شرارة» الطالب وسنه 16 عاماً، (وهو شخص آخر يتشابه معه فى الاسم الثلاثى وتختلف بقيته، الخماسى وفى سنه)، غير أن أحد قضاة المحكمة العسكرية قد تأكد من هذه «الكوميديا السوداء» بعد أن قدم والد الإرهابى شهادة ميلاده التى تشير إلى أن عمر المتهم الوارد اسمه فى التحريات لم يكن يتجاوز العامين وقتها، لتنهى «وزارة الدفاع» يوم الأحد الماضى تلك المأساة الكوميدية السوداء!

ولولا وزارة الدفاع فإن هذه «المأساة» كانت ستستمر إلى ما لا نهاية وبالتأكيد ستُجرّف البقية الباقية من مصداقية وزارة الداخلية لتتأكد صحة المقولة الشعبية الشهيرة «يا ما فى السجن مظاليم»!

بقى اعتذار واجب للزميل الإعلامى البارز وائل الإبراشى الذى ظننت للوهلة الأولى عند مشاهدتى لفقرة الطفل أحمد أنه قد انتقل إلى برنامج «الكاميرا الخفية» ولذا وجب التنويه..!