المكفوفون فى الإسكندرية: «إحنا صفر على الشمال»

المكفوفون فى الإسكندرية: «إحنا صفر على الشمال»
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
خطوات بطيئة متوازنة تتحسس الشوارع، وآذان ثاقبة السمع، يرهقها الضجيج، تحاول التمييز بين الأصوات تجنباً للاصطدام، فى محاولة دؤوب لعبور الطريق، إصرار وتحدٍ للاعتماد على النفس، رغم أن كل ما يرونه مجرد ظلام دامس منذ نعومة أظافرهم، فهم ليسوا كالمبصرين، يستيقظون على نور الشمس دون أن يروه، فى رحلة حياة صعبة تبدأ معاناتها فى مجتمع لا يبصر حاجة المكفوفين.
«الأمر مش محتاج تفكير، طرق غير ممهدة، مفيش تعليم، ومفيش شغل، وقائمة كبيرة من كلمة مفيش للمكفوفين».. بتلك الكلمات عبر إبراهيم مجدى عن وضع المكفوفين فى مصر، لافتاً إلى أن الدولة لا تهتم بهم، بداية من الشوارع غير الممهدة وانتهاءً بإشارات المرور التى لا يحترمها المارة والسائقون على حدٍ سواء.
يحاول إبراهيم أن يتفادى حجارة وقمامة الطريق، حتى لا تعوق مسيرته، ليعبرها بنجاح، ثم يجد التحدى مستمراً، فعلى بعد خطوات من الحجارة والقمامة والطريق غير الممهد، يتحسس بإحدى قدميه الطريق، ثم بعد خطوتين، يشعر ببرودة ومياه داخل الحذاء، مما يجعله فى سرعة فائقة يتراجع عن تلك الخطوات إلى ما كان عليه، إنها بركة من المياه تملأ الشارع.
{long_qoute_1}
الوقت يمر سريعاً، وموعد العمل الرسمى يقترب، وما زال تحدى مرور بركة المياه مستمراً، ولكن الخبرة لها عامل كبير فى مرور تلك المواقف الصعبة، فالمشى على جانبى الطريق بملاصقة جدران المنازل أقل ضرراً من المشى فى طريق غير ممهد.
بنشوة الانتصار يقف إبراهيم بعد الخروج من الشارع الجانبى إلى الشارع الرئيسى، فى انتظار وسيلة المواصلات المناسبة ليصل إلى مقر عمله، ويحاول وصف المشهد قائلاً: «دى أقل حاجة ممكن نشوفها، مرور الشوارع المليئة بالنقر والحجارة، وأحياناً بالبالوعات المفتوحة، أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا». ويضيف: «الكفيف غائب عن حسابات المجتمع، بداية من التعليم الأساسى وحبسنا فى المدرسة، وعدم السماح لنا بالاحتكاك بالعالم الخارجى، وكأننا عندنا مرض معدٍ، أو ممكن نجرح المجتمع بشكلنا، وانتهاءً بالتعامل اليومى من قبل الأشخاص فى الشارع، الذى يعاملوننا إما كمتسولين، أو يحاولون استغلال عدم رؤيتنا لهم».
حزن ورغبة فى البكاء انتابت إبراهيم أثناء انتظاره وسيلة المواصلات ليذهب إلى عمله بوزارة التربية والتعليم، إذ يأتى أحد الأشخاص ليضع فى يده نصف جنيه، ليرد عليه إبراهيم: «لو سمحت حضرتك أنا مش شحات، أنا أستاذ فى التربية والتعليم»، ولكن دون جدوى فقد ذهب الرجل بعيداً، إذ إنه من البداية لم يعبأ بملابس أو بمظهر إبراهيم، فقط لفت انتباهه أن إبراهيم كفيف.
وسط كل تلك الأحاسيس التى تنتاب المكفوفين، والصعوبات اليومية بسبب الأرصفة المرتفعة والمعاملة السيئة من بعض الأشخاص، إلا أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعى، فى محاولة للاندماج مع العالم الخارجى، فليس كما يظن البعض أن الكفيف يحتاج إلى من يرشده إلى الطريق، فمعظم المكفوفين يمشون فى الشوارع وحدهم، حتى دون أن يمسكوا العصا، التى يشتهرون بها، إذ يعتمد فى المشى على إحساسه العالى، بالهواء وسمعه الثاقب للأشياء حوله، التى من خلالها يرسم صورة داخل عقله بما حوله ويحاول أن يتفاداه بمهارة بارعة.
البعض يجد ضالته أمام الكورنيش، والبعض الآخر يجد متعة فى الجلوس على المقاهى وتدخين الشيشة، غير عابئين بمن حولهم، الذين دائماً ما ينظرون إليه، إما بنظرة شفقة، وأخرى من أجل إطلاق النكات عليهم.
وقال أحمد السيد، أحد المكفوفين: «نمارس حياتنا بصورة طبيعية جداً، الناس اللى بعيدة عن عالم المكفوفين لا تتوقع مثل تلك الأفعال منا، إلا أننا نمارس حياتنا كأى شخص طبيعى يخرج للفسحة على الكورنيش وعلى المقاهى وداخل المولات، وننظم بعض الرحلات للسفر فى الأماكن السياحية».
وأضاف «نحن لسنا كما يظن البعض عاجزين، بالعكس تماماً نحن أقوى من الأشخاص الطبيعيين، رغم ما نعانيه من المجتمع من تجاهل، وسوء معاملة، فإن البعض منا استطاع أن يكون مهندس كمبيوتر، وآخرين معلمين، وآخرين عاملين فى مجالات شتى».
لم تتوقف معاناة المكفوفين على تجاهل الحكومة، التى اعتقد البعض من المكفوفين أنها العين التى يرون بها العالم الخارجى، إذ جاءت بعض القوانين التى هدمت كل الطموحات والأحلام، التى فى يوم من الأيام تعلق بها المكفوفون منذ الصغر حتى الكبر، أول تلك القوانين التى أعاقت حياة كل كفيف، هى اقتصار قبولهم فى مجموعة من الكليات، التى لا تلبى رغباتهم، حيث قال إبراهيم مجدى: «كل حلم ممكن فى يوم نحلم بيه يقف عند مرحلة المدرسة، فبالرغم من حجم المعاناة، فى الثانوية فإن الكليات المتاحة هى كليات محدودة مثل الآداب قسم التاريخ والحقوق».
وبعد سكوت لبرهة وتفكير عميق تابع إبراهيم: «كان نفسى أكون أستاذ متخصص فى علم المكفوفين، عشان مفيش أى حد يقدر يساعدنا غير نفسنا، إلا أن المنظومة العقيمة، لا تسمح لنا إلا فقط بالإشراف على أنفسنا، والتحسر».
«لم يتوقف المجتمع عن تجاهل المكفوفين بل يستمر فى قتل أحلامنا وطموحاتنا بقوانين العمل»، هكذا وصف أحمد السيد، مهندس الكومبيوتر بإحدى الشركات، وتابع قائلاً: «رغم أنى اشتغلت فى شركة محترمة فإننا كمجموعة كبيرة من المكفوفين ما زلنا نعانى من البطالة، بسبب اعتبارنا من ضمن نسبة الـ5% إعاقة».
وأضاف: «من يقبل تشغيل شخص كفيف؟»، لافتاً إلى أن هذا ما يحدث دائماً، فالكفيف دائماً «ممنوع من العمل»، وتابع السيد: «بعد أن يكتشف الكفيف خصم أكثر من 50% جبرياً من راتبه، أو بمعنى أصح بيستعمونا وياخدوا المرتب ليهم».
وأشار إبراهيم إلى أن الضربة القاصمة للمكفوفين، التى اعتبروها شهادة رسمية من الحكومة والمجتمع كله أنهم غير موجودين، هى قانون مباشرة الحقوق السياسية، الذى يمنعهم من حق الترشح للمناصب السياسية، ويسمح لهم بالتصويت فقط، «ويضيف إبراهيم: «طب مين يعبر عننا، دول لو عايزين يموّتونا مش هيعملوا قانون زى ده».
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب
- أحمد السيد
- إشارات المرور
- الأماكن السياحية
- التربية والتعليم
- التعليم الأساسى
- الحقوق السياسية
- العالم الخارجى
- المواقف الصعبة
- تدخين الشيشة
- آداب