"مكفوفين مش ناقصهم حاجة".. واقع عاشته "سيلفيا" بأمريكا وتحلم بتحقيقه في مصر

"مكفوفين مش ناقصهم حاجة".. واقع عاشته "سيلفيا" بأمريكا وتحلم بتحقيقه في مصر
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
"هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية، ثم نكتشف أنها البداية، وهناك أبوابا نشعر أنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي".. قد يعتبر البعض أن تلك الكلمات المنبعثة من عقل الدكتور إبراهيم الفقي، مجرد كلمات تطمينية ظاهرها التحدي وباطنها الخيال، إلا أن حكاية الفتاة العشرينية التي أشبعتها الدنيا بأزمات ومعارك، أثبتت أن النجاح يولد من رحم الصعاب، فظلام دنياها كان وسيلتها لتنوير حياة العشرات من ذوي إعاقتها، ونظرة مجتمعها الضيقة لأمثالها كانت سبيلا لتخطي العقبة تلو الأخرى، لترفع شعارا عنوانه أن التحديات والمشكلات قد تكون أحيانا أجمل ما في الحياة.
"سيلفيا جوزيف عيسى".. كان من الممكن أن تنضم إلى الملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أثقلت همومهم ظهور أهاليهم، فاكتفوا بمجرد الوجود في الدنيا أحياء، إلا أن والدين رضيا بقضاء ربهما وضعا سيناريو آخر للحكاية، "وانا عندي 4 سنين أهلي قرروا إني مدخلش مدرسة مكفوفين واروح مدرسة عادية زي أي حد، لأنهم مكانوش بيبصولي على إني كفيفة، وكانوا بيتعاملوا معايا على إن مفيش أي حاجة ناقصة".
"تعليقات ساخرة ونظرات موجعة، يشعر بها القلب دون العين، وتعامل جاف من أطفال ساقتهم طبيعتهم، التي لم تدرك بعد كيف أن الشخص يمكن أن يعيش دون عينيه".. ذلك أول ما واجهته الطفلة الكفيفة داخل مجتمع المبصرين، إلا أن تلك الصورة سرعان ما تبدلت بأخرى كانت هي البطلة فيها، "بذلت مجهود كبير عشان أقنع زمايلي يتعاملوا معايا من غير حساسية، أثبتلهم إني اقدر أتحرك لوحدي من غير العصاية، وأعمل كل حاجة زي ما بيعملوها وأكتر".
فترة الدراسة لم تعرف غير التفوق عنوانا، فالفتاة التي اقتحمت العالم الغريب أمس تتصدره اليوم، وتحصل على تقدير 97% في الثانوية العامة، لتكون كامل كليات الشعبة الأدبية في انتظارها، إلا أن جماعة المحبطين للآمال حولها كان لهم راي آخر، "الناس كلها حاولت تقنعني ان كلية الآداب هي الوحيدة اللي تنفع المكفوفين، واني هلاقي صعوبات كتير في أي كلية تانية، وللأسف رضخت لرغباتهم".
شهر واحد قضته الشابة الحالمة داخل أروقة كلية الآداب، معاملة قاسية تلقتها من الأساتذة والمعيدين، الذين أبوا أن يوفروا لها مساعدة تتوافق مع ظروفها القدرية، فأبت إلا أن تترك ذلك المناخ الخانق وتتجه إلى حيث حلمها من البداية، "قررت ادخل اقتصاد وعلوم سياسية قسم لغة إنجليزية، رغم تحذيرات عميدة الكلية اللي قالتلي إن احنا مبندخلش مكفوفين، لكن صممت وقبلت التحدي".
العام الأول في الجامعة كان الأصعب بالنسبة لـ"سيلفيا"، مواد علمية معقدة تعتمد على عين مبصرة تفك طلاسمها، "كان عندي بصيص إبصار وانا صغيرة، وده خلاني أتخيل كل اللي بيتشرح لي من رسومات وأرقام"، كمان أن اختبار مادة الإحصاء، كان نقطة التحول في حياة الشابة الطامحة، "دخلت الامتحان وفوجئت انهم معارضين إن إي حد يقرالي بحجة إنهم مكبرين الخط في الورقة، وفضلت أكتر من ساعة مش بعمل حاجة، وبدأت أحل لما أستاذة المادة تطوعت وقرأت الورقة"، فكانت النتيجة هي حصولها على المركز الأول على دفعتها خلال ذلك العام.
الليل يتواصل مع النهار، كومة أوراق تنتهي "سلفيا" من استذكارها فتحضر أخرى أثقل منها، ووالدتها جوارها تقرأ الدرس يليه الآخر، سنوات 4 من الدراسة الجامعية وكأنهم الدهر كله يصب عنائه عليهما، حتى كان يوم إعلان النتيجة، لتجد الصابرة تقديرها في المركز الخامس ضمن مئات الطلاب الذين درسوا علم الاقتصاد والعلوم السياسية بلغات ثلاث، هي العربية والإنجليزية والفرنسية.
الفتاة العشرينية لا تكف عن إصرارها في مواجهة الحياة، فرحة التفوق ما تلبث أن تحضر حتى يأتي معترك تعيينها معيدة في الكلية باعتباره حق أصيل لها، "مجلس الكلية موافقش على ده بحجة إن كف بصري هيمنعني من التدريس لمئات الطلاب"، فما كان منها إلا أن تقدمت بدعوى قضائية صدر حكمها الحاسم بعد عام ونصف من الإحباط، "أثناء الصراع المرير مع الجامعة، ظهرت فرصة إني اسافر أمريكا وأحضر ماجستير من هناك، وفورا وافقت".
"عالم جديد مفتوح وبينادي، لبيت نداه يا خطوتي خديني، يا هل ترى نار ولا جنة دي، وهتوه هناك ولا هلاقيني".. وكأنها بعميد الأدب العربي في سفره الأول لباريس، لكن أقدام "سيلفيا" وطأت شوارع الولايات المتحدة الأمريكية وحدها دون من يؤنس غربتها، لتجد ما فاق توقعاتها، "الناس هناك اشترطوا إني اعمل دبلومة من مركز لتأهيل المكفوفين عشان أقدر أكمل رسالة الماجستير".
اقتحام "سيلفيا" لذلك المجتمع الجديد، جعلها تكتشف حياة بكامل معناها، فهناك من لا يتذكر الكفيف إعاقته جيئة وذهابا، لا يجد موانع في تعليم أو عمل أو حركة أو لهو، ودولة تلتزم بتوفير أقل احتياجات الحياة له، "قررت اشتغل في مركز تأهيل المكفوفين، واحضر ماجستير من جامعة جورج ميسن بولاية فرجينيا، واتخصص في سبل تمكينهم في المجتمع".
عمل الشابة العشرينية في أمريكا يتمثل في مسؤوليتها عن استقبال المكفوفين المقبلين على الحياة الجامعية، ودراسة ما يحتاجون إليه من برامج إلكترونية وكتب ومواد علمية مسجلة صوتيا، ثم كتاب شامل يتم رفعه للجهة المعنية الحكومية، موجود في كل الولايات، تختص بخدمات تأهيل المكفوفين لتتكفل بكل احتياجاتهم، من أجل تفوق شامل في دراساتهم، ومواصلات خاصة بأسعار مدعومة نقلهم إلى حيث يشاءون، "الدولة هناك بتوفر برامج الكومبيوتر اللي تمنها آلاف الدولارات للمكفوفين بدون مقابل، وبيوفروا مرافق دائم للأطفال يذلل كل العقبات اللي ممكن تواجههم".
إعداد كوب من الشاي على بساطته لم تغفل عنه الدولة في أمريكا، فجهاز صغير يتم تعليقه على أحد أكواب المياه ليصدر عنه إنذار صوتي، ينبه الكفيف بقرب امتلائه عن آخره، خشية تعرضه لمكروه في أثناء صنع كوب الشاي، "الجهاز ده تمنه ميكملش 10 دولار، ولو المصريين استعملوه مش هيكلفهم حاجة، لكن محدش فكر يستورده".
"مش عايزة أرجع أمريكا تاني رغم كل التسهيلات هناك.. الغربة صعبة".. تلك أمنية "سيلفيا" القادمة، التي تكمن في تحويل الحلم الذي عاشته في أمريكا إلى واقع يشعر به المكفوفون في بلدها، إلا أن مسؤولا لم يستجب لها حتى هذه اللحظة، "أنا دلوقتي في إجازة من شغلي، ونفسي بلدي تساعدني يكون في خطة حقيقية لتأهيل المكفوفين في مصر، ويكون في إرادة من الدولة وحد يسمع لنا عشان ميبقاش ناقصهم حاجة".
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا
- اقتصاد وعلوم سياسية
- الاحتياجات الخاصة
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الثانوية العامة
- الحياة الجامعية
- إبراهيم الفقي
- أمريكا