"الكتاب الصوتي" حلم 12 ألف متطوع من أجل المكفوفين.. بمشاركة أحمد خالد توفيق وعمر طاهر

كتب: محمود عباس

"الكتاب الصوتي" حلم 12 ألف متطوع من أجل المكفوفين.. بمشاركة أحمد خالد توفيق وعمر طاهر

"الكتاب الصوتي" حلم 12 ألف متطوع من أجل المكفوفين.. بمشاركة أحمد خالد توفيق وعمر طاهر

يعتقد البعض أن القراءة أمر سهل يتحقق بوجود الرغبة في ذلك، إلا أنّ تلك القاعدة تجد استثنائها لدى أولئك الذين يقضون ساعات طويلة بحثًا عن مادة مطبوعة بطريقة ألفوا القراءة بها، أو صوت يسمعهم ما تمنوا قراءته، ليكون الحل في شباب سخروا جهودهم من أجل كتاب صوتي للمكفوفين.

البداية كانت بلقاء جمع محمد نعمة الله مؤسس مشروع "الكتاب الصوتي"، بأحد أصدقائه المكفوفين الذي جسّد له معاناة فاقدي البصر في سبيل قراءة ما أثار شغفهم، فقرر أن يكتب تدوينة عبر صفحته على "فيس بوك" تفيد باحتياجه لعدد من المتطوعين للبدء في تنفيذ المشروع.

وقال نعمة الله: "استغليت خبرتي في مجال التسويق لجذب أكبر عدد من الشباب، وفي أول يوم فوجئت باستجابة أكتر من1000  شخص للفكرة واستعدادهم للمشاركة فيها".

15 شخصًا هم قوام فريق العمل الأساسي الذي كونه نعمة الله صاحب الـ35 عامًا لتنفيذ المشروع، ليبدأوا بتسجيل كل ما وقعت عليه يديهم من كتب عبر الجهود الذاتية باستخدام هواتفهم الجوالة ووضعها على صفحة تم تدشينها للمشروع على موقع "sound cloud"  الصوتي.

وأضاف: "قررنا ما نطلبش من المتطوعين التسجيل في أستوديوهات أو بأي أدوات متقدمة عشان مانتقلش عليهم ونقدر نكمل".

الشغل الشاغل لنعمة الله كان جذب أكبر عدد ممكن من الشباب للانضمام للمشروع، حتى وصل عدد المتطوعين إلى 12 ألف متطوع خلال عام ونصف، سجّلوا ما يزيد عن 400 كتاب صوتي في كل المجالات، أبرزها روايات للأديب العالمي نجيب محفوظ ويوسف إدريس، وكتب للدكتور مصطفى محمود، وللدكتور إبراهيم الفقي.

وأوضح نعمة الله: "قررنا مانمارسش أي تحكم على نوعية المحتوى اللي بنقدمه، وسجلنا الكتب اللي حسينا إن في إقبال كبير عليها من الشباب، غير إننا تواصلنا مع بعض المكفوفين وكنا بنسألهم عن الكتب والمقالات اللي عايزين يقروها"، علاوة على 267 كتابًا لم تخرج للنور حتى الآن".

عدد كبير من الأدباء والمثقفين قرروا المشاركة في المشروع بالموافقة على تسجيل أعمالهم من أجل استفادة المكفوفين منها، بل أن بعضهم وافق على تسجيل أعماله بصوته وحضور اللقاءات التي ينظمها القائمون على المشروع من أجل تسويقه، على رأسهم الدكتور أحمد خالد توفيق، وشريف عبدالهادي، والمستشار أشرف العشماوي، والروائي عمر طاهر، وكريم الشاذلي.

وتابع: "ما واجهتناش أي مشكلة قانونية بخصوص حقوق النشر، بالعكس كان في دور نشر هي اللي بتتواصل معانا وبتتبنى الفكرة وتدعمها".

الأزمة الوحيدة التي تواجه نعمة الله ورفاقه هو التأكد من وصول المحتوى الذي يقدمونه إلى مستحقيه من المكفوفين، ما دفعهم لتنظيم فعالية بمعرض الكتاب منذ أيام في حضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين من أمثال أمير عاطف وشريف أسعد ومحمد عصمت ومحمد نجيب عبدالله، برعاية إحدى دور النشر التي وزعت أعمالها على أكثر من 200 كفيف: "الحاجة اللي نقصانا إن أي جهة تمدنا بالوسائل اللي نقدر نوصل من خلالها لأماكن تجمع المكفوفين، سواء كانت مؤسسات أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وده خلانا نعمل صفحات على فيس بوك ويوتيوب، ونعمل تطبيق على أندرويد يجمع كل الملفات والكتب اللي سجلناها".

"موقع الكتب الإلكتروني" هو الحلم القادم للشاب الثلاثيني، ويتمثل في جمع المعلومات والنصوص الكاملة المتاحة لكل ما تيسر جمعه من كتب تراثية وحديثة على مستوى الوطن العربي في موقع واحد، "الموقع يستهدف جمع أكبر قاعدة بيانات عن 200 ألف كتاب، بدأت العمل فيه من 4 سنين، ونفسي يخرج للناس في أقرب وقت".

 


مواضيع متعلقة