قلعة صناعة الكتان بالغربية تحتضر والكوارث تلاحقها

كتب: رفيق ناصف وأحمد فتحى

قلعة صناعة الكتان بالغربية تحتضر والكوارث تلاحقها

قلعة صناعة الكتان بالغربية تحتضر والكوارث تلاحقها

تعيش الآن معظم قرى مراكز محافظة الغربية، مثل شبرا ملس وميت هاشم وشرشابه، المشهورة بأنها قلعة الكتان فى الشرق الأوسط، وضعا كارثيا، نتيجة حرائق المصانع المتكررة وغياب الأمن، وتجاهل الحماية المدنية للأزمة. "الوطن" توغلت فى تلك القلعة، لتضع يدها على ما يهدد مصير الآف العمال، من التشرد، وضياع مستقبل أسرهم، فى ظل تجاهل الحكومة، تلك الأزمات والكوارث. يقول عبد الرؤف لاشين، من أهالى قرية ميت هاشم مركز سمنود، "نواجه يوميا حالة من الرعب والفزع بسبب كوارث حرائق مصانع الكتان المتكررة بخاصة فى فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث يوجد أكثر من 15 مصنع، تهددنا بالموت المحقق". وأضاف جمال عبد العال، من أهالى القرية، "لا توجد وحدة إطفاء للحرائق، على الرغم تخصيص مكان لها بعد أن تبرع أحد الأهالى بقطعة أرض مساحتها 206 أمتار مربعة، ولكن توقف العمل لعدم وجود سيولة مالية، وطالبنا بتدخل محافظ الغربية الأسبق اللواء عبد الحميد الشناوى، لاستكمال الإنشاء، ولكن لاحياة لمن تنادى، فقد اكتفى بتأشيرة، لم تنفذ إلى الآن". وأكد علاء الدين عبد الرحمن، المدير المسؤول عن شركة "الأمانة"، بقرية ميت هاشم، مركز سمنود، أن "الصناعة تحمل مزارعيها تكاليف باهظة، تتخطى الملايين من الجنيهات"، مشيرا إلى أن "طن خام الكتان بلغ سعره من 6 إلى 7 آلاف جنيه، وزنة "الطابية" الواحدة تصل إلى 180 طنا من الخام ذاته، ويتم الحصول عليها عن طريق زراعة 30 فدانا من الأراضى الزراعية الخصبة. وبيّن عبد الرحمن أن "فدان الكتان يستخلص منه نحو من 250 كيلو جراما، إلى 300 كيلو بذور للزيوت، وعلف للحيوانات به نسبة كبيرة من البروتين، كما يمكن الحصول على كميات من "ساس" الخشب الحبيبى، لافتا إلى أن منه درجتين، الأولى فى صناعة الغزل والنسيج، فيما الدرجة الثانية تستخدم فى أعمال السباكة. وشدد على أنه "يجب وضع قوانين وضوابط شركات التأمين على صناعة الكتان خشية حدوث كوارث، واشتعال حرائق به بصفة مستمرة، وبخاصة فى فصل الصيف غير موافية لشروط التعاقد". ويضيف علاء عبد السلام، صاحب مصنع كتان بقرية شبراملس مركز زفتى، أن الفلاحين "يستهلون موسم زراعة الكتان أوائل شهر أكتوبر، ووصولا إلى أبريل الذى يعد موسما الجمع، وأن المحصول يهدده خطر حقيقى وهو ارتفاع الأراضى الزراعية المؤجرة، بعد ما وصل إيجار الفدان الواحد إلى 4 آلاف جنيه فى موسم الشتاء، وأضعاف القيمة فى موسم الصيف". وطالب عبد السلام الحكومة بضرورة "تحديد سعر إيجار الأراضى بما يحقق العدالة بين الفلاحين، ووضع وتنفيذ قانون العمالة اليومية بالأراضى الزراعية، بخاصة وأن عمال الكتان غير مؤمن عليهم، وتوفير المبيدات، والأسمدة فى أوقات زراعة المحصول، ورفع المخالفات الموقعة من الأمن الصناعى عن مصانع الكتان". كما أوضح أن "القرى التى يتمركز بها شون صناعة الكتان تعانى من نقص كامل فى خدمات الأمن الصناعى، فالقيادات التنفيذية بمحافظة الغربية تتجاهل الحرائق المتكررة"، قائلا "فى دقيقة واحدة 120 ألف جنيه خسرتها بسبب حريق واحد، وعلى الرغم من ذلك هناك تقاعس كبير من المسئولين". ولفت عبد السلام إلى أنه "من الواجب مواجهة تلك الكوارث التى يمكن أن تأتى إثر ماس كهربائى، أو فعل فاعل، أو من قبل شخص مجهول". كما أثبت الباحثون أن ألياف الكتان الناعمة والطويلة تستخدم فى صناعة المنسوجات الكتانية مثل "اللينوه" أو بعد خلطها بألياف القطن، كذلك الأقمشة السميكة الخاصة بالمفروشات المنزلية، والتى تعرف مجازا باسم "التيل"، إضافة إلى أقمشة قلوع المراكب، وخراطيم الحريق، وأوراق الطباعة، والبنكنوت، والدوبارة.