«عبدالسلام» فقير وعاجز.. وفى التأمينات «صاحب أملاك»

كتب: فاطمة مرزوق

«عبدالسلام» فقير وعاجز.. وفى التأمينات «صاحب أملاك»

«عبدالسلام» فقير وعاجز.. وفى التأمينات «صاحب أملاك»

إصابته بمرض السكر كانت نقطة تحول فى حياته، أنفق جميع أمواله وأملاكه على العلاج، محاولات كثيرة قام بها على أمل الشفاء، قبل بتر قدمه اليسرى، مر عام وما زال عاجزاً عن التأقلم على الوضع الجديد المؤلم، ودَّ لو ألقى بعكازه بعيداً، ليسير حراً من دونه، ويعود لمهنة «السواقة» التى لم يعرف سواها، بين النارَين «الفقر والعجز»، ينتظر «عبدالسلام»، لكن لا شىء يتغير.

انتهى المطاف بالرجل الأربعينى فى حوش منزل والده بـ«منشأة القناطر»، بعد أن ترك مسكنه بمنطقة «الجلاتمة» بالجيزة، لعجزه عن سداد قيمة الإيجار: «عندى 7 عيال، ومش قادر أشتغل، وأبويا عاوز يطردنى من البيت ويقول لى شوف لك سكن برَّه»، لم يحتمل «عبدالسلام» الوضع القاسى الذى بات يعانى منه، ما دفعه للتوجه إلى الشئون الاجتماعية لصرف معاش ينفق منه على أسرته، لكن المأساة اكتملت عندما ذهب لاستخراج أوراقه من «التأمينات»، ليجد أنه «صاحب ملك»، لكن على الورق فقط.

{long_qoute_1}

«طلبوا منى ورق من التأمينات قبل ما يصرفوا المعاش، وظهر عندهم إنه فيه عربية نقل باسمى، ودى اللى وقفت حالى خالص، هى بتاعة واحد صاحبى، أنا وهو أكتر من الإخوات، كان تعبان وحصلت ليه ظروف، طلب منى أروح أخلص ورق العربية وأرخصها باسمى، وباعها لناس فى المنوفية ما غيروش محل الإقامة لحد دلوقتى، والعربية لسه باسمى، وده اللى منع المعاش»، حاول «عبدالسلام» جاهداً الوصول إلى ملاك السيارة الجدد حتى وجدهم، أخبرهم بظروفه، وتوسل إليهم ليغيروا محل الإقامة بلا طائل. تواصلت البلايا التى حاصرت «عبدالسلام»: «جت لى جلطة سدت شرايين رجلى، الدكاترة قالوا لى على جهاز أركبه، لكن تمنه غالى قوى، ومحتاج قسطرة، ودعامة وعملية فى القلب، وممعييش فلوس».

 


مواضيع متعلقة