من "الحرب العالمية" إلى "كوريا" و"الأرض المقدسة".. "هيكل" مراسلا حربيا

كتب: محمد شنح

من "الحرب العالمية" إلى "كوريا" و"الأرض المقدسة".. "هيكل" مراسلا حربيا

من "الحرب العالمية" إلى "كوريا" و"الأرض المقدسة".. "هيكل" مراسلا حربيا

"وهكذا وجدتني باحثًا عن المتاعب في كل مكان أغطي الحوادث الساخنة في الشرق الأوسط وحوله".. كلمات الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه "ما بين الصحافة والسياسة"، توثق مهارة وتميز الأستاذ، الذي تفوق في مجالات الصحافة المختلفة، فبدأ بصحافة "الحوادث"، وأخذ الخبرة السياسية من العمل في باب "الأحزاب والبرلمان" مع "محمد التابعي" في "آخر ساعة"، قبل أن يتذوق الفن بتغطية أخبار المسرح المصري، إلا أن ما أشار إليه في كلماته كان يتعلق بالعمل في بؤر الأحداث الملتهبة في العالم كـ"مراسل حربي".

الحرب العالمية الثانية

قضى "هيكل" عامه الأول في "الإيجيبشن جازيت" في قسم الحوادث، قبل أن تشتعل أجواء الحرب العالمية الثانية، ويقع الاختيار عليه من قبل إدارة المجلة للذهاب إلى العلمين لتغطية أحداث الحرب، واستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في مهمته.

ويصف "هيكل" تلك التجربة، التي وثقها الكاتب "رياض الصيداوي" في كتابه "هيكل أو الملف السري للذاكرة العربية"، قائلًا: "ومضت السنة الأولى في حياة هيكل الصحفية عادية مخبر صحفي في قسم الحوادث، ولم يرصد في هذه الفترة أي تفوق متميز حتى جاءت الفرصة المناسبة التي مثلت منعرجًا حاسمًا لحياة الصحفي الناشئ".

ويصفها قائلًا: (دعانا هارولد إلى مكتبه يومًا -نحن الشبان الأربعة- وقال لنا تجرى الآن حرب في مصر، ومع ذلك لم يرها أحد بعين مصرية، ولم يكتبها بقلم مصري، ثم سألنا هل فينا من هو مستعد للمخاطرة في تجربة جديدة، وعلى مسؤوليته وحده، وتحمست للتجربة، ولعلني في ذلك الوقت، كنت متأثرا بإعجابي بواطسون وتجربته في الحرب الأهلية الأسبانية، وهكذا بعد شهور وجدتني في العلمين شاهدًا مصريًا على الحرب العظمى، واعترفت أن تجربة العمل كمراسل حربي قد استهوتني)، ولم تقتصر تغطية المراسل الحربي محمد حسنين هيكل للحرب العالمية الثانية على "العلمين" بل غطى الحرب في مالطا، واستقلال باريس.

هدنة "حرب" في "آخر ساعة"

وبعد فترة "هدنة" لمدة عامين قضاها الأستاذ في "آخر ساعة" بين العمل في السياسة وأخبار البرلمان والقصر الملكي "السرايا" والأحزاب، ومن بعدها أخبار المسرح، ثم العمل في قسم التحقيقات والبحث عن الحقيقة على أرض "خط الصعيد"، ومحاصرًا بوباء "الكوليرا" في "أخبار اليوم".

توثيق الحروب على صفحات "أخبار اليوم"

عاد "هيكل" لتغطية أخبار الحروب والصراعات الملتهبة في الشرق الأوسط وما حوله، بعدما أقنع "علي أمين" به، ليخرج إلى الساحة العالمية، ويغطي الحرب الأهلية في اليونان، وقد شملت كل البلقان، بحسب قوله في كتابه "ما بين الصحافة والسياسة"، وحرب فلسطين من أولها لآخرها، والتي كتب عنها سلسلة تحقيقات بعنوان: "النار فوق الأرض المقدسة"، ثم اتسعت المسافات فإذا به يغطي المشاكل الملتهبة في قلب إفريقيا، وحرب كوريا، وحرب الهند الصينية الأولى.


مواضيع متعلقة