«السيسى»: مصر فقدت عَلَماً صحفياً قديراً وأحمد هيكل: أبى رجل عظيم لن يتكرر

كتب: هانى الوزيرى وسعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

11:27 م | الأربعاء 17 فبراير 2016

رحل، أمس، الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام الأسبق، وأحد أشهر الصحفيين على المستويين العربى والعالمى فى القرن العشرين، عن عمر ناهز 93 عاماً.

وقال أحمد هيكل، نجل الفقيد، لـ«الوطن»: «هيكل توفى صباح أمس فى منزله، وكان قيمة وطنية وصحفية كبيرة، وأباً عظيماً، خسارتنا فيه كبيرة ولن تعوض، فكان قامة كبيرة ورمزاً من رموز الفكر العربى، وليس مجرد كاتب، وإنما مُفكر وفيلسوف وناقد ومحلل سياسى كبير، عاصر معظم زعماء ورؤساء مصر والوطن العربى والعالم، وهو حالة لن تتكرر».

ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ببالغ الحزن والأسى، الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، الذى وافته المنية، أمس، وتقدم الرئيس بخالص التعازى والمواساة لأسرته وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه.

وقال بيان صادر عن الرئاسة، إن مصر فقدت عَلَماً صحفياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التى تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهداً على أحداث ومحطات تاريخية هامة فى التاريخ المعاصر، فضلاً عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التى تناولت العديد من الأزمات والأحداث التى مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف البيان: لقد أسس «الأستاذ» محمد حسنين هيكل مدرسة صحفية متميزة جمعت بين التحليل السياسى وروعة الأسلوب الصحفى بلغة رصينة راقية أضفت مزيداً من الإعجاب والتقدير على مقالاته ومؤلفاته سواء الصحفية أو الفكرية. وكان لجهود الفقيد عظيم الأثر فى النهوض بصحيفة الأهرام العريقة إبان رئاسته لمجلس إدارتها وتحريرها حتى أصبحت من أكبر الصحف على مستوى العالم. وتابع البيان: سيظل الفقيد رمزاً للكاتب الصحفى وخيرَ معلم لأجيال من الصحفيين الذين أثروا الصحافة المصرية بعطاء ممتد وتفانٍ لا ينقطع.

من جانبه، قال يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، إن فقدان الأستاذ، خسارة كبيرة للمهنة وللوطن، مضيفاً: «لم يكن مجرد صحفى أو سياسى كبير، وإنما قيمة كبيرة وجزء من الذاكرة المصرية، فهو الصحفى المصرى والعربى الوحيد، الذى يتجاوز تأثير قلمه المحلية والإقليمية إلى الآفاق الدولية، وكانت مقالاته تُترجم لأغلب لغات العالم، وعلاقاته بالقادة والمفكرين والسياسيين غير مسبوقة». وأكد «قلاش» أن هيكل كان مرتبطاً بمهنته، معتزاً بها ويدافع عنها بكل قوة، وحينما تم الاعتداء عليها بقانون يفرض عليها قيوداً وينتهك حقوق العاملين فيها، كان صوته حاضراً برسالته للجمعية العمومية عام 1995، ووصف نظام مبارك، بأنه سلطة شاخت فى مقاعدها، ما كان له تأثير كبير فى إسقاط هذا القانون، متابعاً: «هيكل ظل مرتبطاً بالنقابة، وكانت إحدى رغباته أن تحتضن النقابة مؤسسته الثقافية، وكان أول من قدمت له النقابة جائزة تقديرية عام 2000، وقال وقتها إنه عادة لا يعطى أهمية لأية جوائز يحصل عليها، لكن لأنها من نقابته، فلا يستطيع أن يتجاهلها، وكنا نتمنى ونحن على أبواب العيد الماسى للنقابة الشهر المقبل أن يكون معنا، ولكنه قدر الله».

وقال الدكتور حسن عماد مكاوى، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن «هيكل» قامة وقيمة كبيرة جداً، وكان له دور مؤثر فى الصحافة المصرية والعربية، وهو خبير سياسى وصحفى تُفرد له الصفحات فى الصحف الأجنبية، وبالتالى فإن خسارتنا له لا تعوض. وقالت الإعلامية لميس الحديدى: «لا أستطيع أن أصدق أن هيكل مات، فقد كان أبى، وأشعر مع فقده بنفس (وجع) وفاة والدى قبل 10 سنوات، وكأن أبى مات من جديد»، مضيفة: «كنت أتابعه لحظة بلحظة، فأنا ابنته الوحيدة، وربنا يصبّرنا على فراقه». وقال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إن «هيكل» طلب فى وصيته المكتوبة أن تخرج جنازته من مسجد الحسين، مضيفاً: «مصر خسرت قيمة لن تعوض»، أوضح الكاتب الصحفى صلاح منتصر، أن حالة «هيكل» الصحية كانت حرجة للغاية فى الفترة الأخيرة، ولا نملك له بعد وفاته إلا الدعاء، فلم يكن له مثيل فى مصر والعالم العربى، وفقدانه كارثة، وأمر صعب. وقال الإعلامى حمدى الكنيسى: «كان هيكل ظاهرة صحفية وسياسية لن تتكرر، وهو استحق عن جدار وصف الأستاذ الذى ارتبط به».

وأضاف: «كانت لى معه العديد من المواقف، وكان كبار المسئولين، فى العديد من الدول الأوروبية، يحرصون على استقباله، ولقائه بكل احترام وتقدير».

وقال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن رحيل «الأستاذ» خسارة كبيرة، لأنه رمز من رموز الصحافة والمصداقية والمهنية، وكان قامة وقيمة كبيرة للمهنة والإعلام بشكل عام، مضيفاً: «هو عند كل مصرى شخصية وطنية نعتز بها، وبدأت معرفتى به منذ عام 1984، فكنت أقابله بشكل دورى فى لقاءات حوارية، للاستماع إلى آرائه ومواقفه الصحفية، وكان يتصل بعائلتى وأنا فى السجن عام 2003، لأنه صاحب واجب فى المناسبات الاجتماعية، وبعيداً عن قيمته الإنسانية، فهو قيمة مهنية، وأفخر بأنه قدم لى كتاب (الجيش والإخوان)، وقال فى مقدمته إن هذا الكتاب يستحق الامتياز، وكنت فخوراً بتلك الكلمات، وفخوراً بكل لقاء معه، سواء كنا متفقين أو مختلفين، وهو صاحب مقولة: لا أعرف لنفسى وطناً أو قبراً خارج مصر، حتى عندما تم إبعاده من مجلس إدارة وتحرير الأهرام 1974 ظل هيكل من هذا الوقت، محافظاً على وجوده فى مصر، متفاعلاً مع كل القضايا الوطنية».

{long_qoute_1}

من جانبه، قال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل، فى بيان له، إن مصر فقدت قيمة كبيرة، لأن وفاة «هيكل» خسارة لا تعوض، فقد كان شخصية موسوعية تتسم بالعمق والموهبة والوطنية، وجاء بعد يوم من فقدان الدكتور بطرس غالى، الذى رفع اسم مصر عالياً فى المحافل الدولية، وكان «أيقونة» للدبلوماسية المصرية وله مكانة عالمية فريدة وسيرة اتسمت بالعمل من أجل السلام والرخاء لكل شعوب العالم.