أسوان.. خدمة طبية متدنية واللى عايز يتعالج عليه وعلى القاهرة

كتب: عبدالله مشالى

أسوان.. خدمة طبية متدنية واللى عايز يتعالج عليه وعلى القاهرة

أسوان.. خدمة طبية متدنية واللى عايز يتعالج عليه وعلى القاهرة

يعانى أهالى محافظة أسوان من تدنى مستوى الخدمة الصحية، بسبب ندرة عدد كبير من التخصصات الطبية، وعلى رأسها جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية ووحدات علاج أمراض الكبد، الأمر الذى يجبر غالبية المرضى على السفر لمسافة تصل لنحو 600 كيلومتر شمالاً إلى محافظة أسيوط أو مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر إلى العاصمة.

خالد فهمى، شاب أسوانى، يحكى مأساته مع مرض والده قائلاً: «معاناة المرضى فى عيادات السكر وتصلب الشرايين بأسوان، باتت واقعاً يدركه القاصى والدانى، ولى تجربتى الشخصية فى تلك المعاناة، حيث أصيب والدى، رحمه الله، بالقدم السكرى وكان من الممكن علاجه سريعاً لو توافر فى مستشفيات المحافظة جراحون متخصصون فى أمراض تصلب الشرايين والقدم السكرى بصفة خاصة، ولكن للأسف لا يوجد طبيب متخصص فى جراحه الأوعية الدموية بأسوان، وأغلب الأطباء متخصصون فى الجراحة العامة، وأبسط حل يقدمونه للمريض هو البتر والتخلص من الجزء المصاب بالغرغرينة».

وأضاف أن هناك طرقاً جديدة تعالج مرضى القدم السكرى بأدنى الخسائر، إلا أن تلك الوسائل الجديدة لم تصل محافظة أسوان، ما اضطره للسفر إلى القاهرة لمتابعة مرض والده لدى الأطباء الاستشاريين بعد تدهور حالته، وانتفاخ القدم بالكامل بالصديد والتلوث، وخلال 30 دقيقة فقط تم تركيب قسطرة بالأوردة والشرايين لتسليكها.

{long_qoute_1}

بدموع الحسرة أكمل الشاب حديثه قائلاً: «اضطررت لحجزه فى مستشفيات القطاع الخاص، وبعد إنفاق أموال طائلة على رحلة علاجه تم بتر الساق وفقد والدى ساقه، ناهيك عن خمسة أطراف بُترت قبل ذلك بالساق الأخرى، وبعد العملية بشهر توفى والدى لتدهور حالته الصحية، يعنى باختصار لو وُجد جهاز «القسطرة» فى أسوان لوفر علينا الكثير من المعاناة وحفظ والدى من عمليات البتر التى راح ضحيتها».

وعلق الدكتور إيهاب حنفى، مدير عام الصحة بأسوان، على إشكالية نقص التخصصات الطبية، مشيراً إلى أن هناك نقصاً حاداً فى أعداد الأطباء على مستوى الوحدات الصحية بالمحافظة، التى تصل إلى 223 وحدة صحية، يخدمها 67 طبيباً فقط، فى حين أن هناك احتياجاً إلى 669 طبيباً، بمعدل 3 أطباء لكل وحدة صحية، حيث يتم حالياً التركيز على دعم الوحدات الصحية بالمناطق البعيدة والنائية، حيث يوجد 17 مستشفى بالمحافظة، منها مستشفى عام فى مركز أدفو، وجار إنشاء مستشفى أسوان العام، بجانب 5 مستشفيات مركزية بمراكز أسوان ونصر النوبة وكوم أمبو ودراو.

وتابع أن المديرية تغلبت على مشكلة نقص أطقم التمريض بافتتاح 3 مدارس تمريض فى كوم أمبو وإدفو ونصر النوبة، بالإضافة إلى 11 مدرسة تمريض تعمل حالياً، وهى تضم 1201 tطالب وطالبة، موزعين على 41 فصل تمريض، كما تم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لافتتاح عدد 2 فصل تمريض بإحدى مدارس التعليم الفنى، موضحاً أن هناك أجهزة مقطعية ورنين مغناطيسى وعيادة تنظيم أسرة و3 مراكز للحجر الصحى بمنافذ المطار وميناءى السد العالى النهرى وقسطل البرى، و15 مشرحة بها 45 عيناً، فيما يجرى تطوير مستشفى أسوان العام ودراو ونصر النوبة وكوم أمبو والسباعية، و3 وحدات صحية بجانب إنشاء مستشفى إدفو.

وأكد مدير عام الصحة أنه سيتم إنشاء مجمع للمحارق بتكلفة 2.2 مليون جنيه بمنطقة العلاقى شرق مدينة أسوان لاستيعاب كافة النفايات الطبية التى تصل إلى حوالى 8 أطنان يومياً، حيث يتم نقل 4 أطنان يومياً لمحارق محافظتى الأقصر وقنا، بجانب فرم 4 أطنان أخرى بمركز مجدى يعقوب لأمراض وجراحات القلب.

وكشف مدير عام الصحة أن وزير الصحة والسكان وافق مؤخراً على إضافة قسم قسطرة القلب بمستشفى أسوان العام الجارى إنشاؤه، كما تم اختيار مستشفى حميات أسوان ليكون أول مستشفى بوزارة الصحة ضمن بروتوكول التعاون بين وزارة الصحة ومؤسسة (57357) ليصبح مركزاً لعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمى والأورام للأطفال وهو الأول من نوعه على مستوى صعيد مصر، كما سيتم دعم المستشفى بجهاز أشعة مقطعية بالكمبيوتر، وإدخال منظومـة (A D T) للمستشفى.

وفى السياق ذاته، أكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أنه عقب تفقده معظم المستشفيات المركزية والنوعية وبعض الوحدات الصحية خلال جولاته الميدانية بمدن ومراكز المحافظة، التى كشفت عن وجود قصور ونقص فى الخدمة الصحية المقدمة وعدم رضا المواطن الأسوانى، عقد المحافظ اجتماعاً موسعاً مع مديرى المستشفيات المختلفة، بالإضافة إلى مستشفيات أسوان الجامعى والتأمين الصحى وأبوسمبل الدولى، وطرح المحافظ تصوراً عاماً ومقترحات للتغلب على أوجه القصور، سواء لأسباب شكلية أو موضوعية، مؤكداً أن طرح هذه المقترحات يمثل بداية حقيقية لوضع خطة عاجلة قائمة على التصور النهائى الذى سيضعه مسئولو الصحة ومديرو المستشفيات للارتقاء بمستوى جودة الخدمة الصحية المقدمة للمواطن البسيط، على أن تتم متابعة إجراءات تنفيذها بتوقيتات زمنية محددة، من خلال لجنة متابعة، علاوة على عقد اجتماع شهرى لمديرى المستشفيات برئاسة المحافظ.

وأكد محافظ أسوان ضرورة القضاء على العشوائية فى اختيار مشروعات تطوير المستشفيات والوحدات الصحية، التى تؤثر على مستوى الخدمة بالشكل الذى يحقق رضا المواطنين، بحيث يتم تنفيذ هذه المشروعات بنسبة 100% لمواقع صحية بدلاً من تنفيذها على مراحل دون جدوى، لافتاً إلى أن تصوره النهائى تضمن طرح وسائل جذب وحوافز إيجابية لاستقدام الأطباء للمحافظة فى التخصصات التى تعانى من النقص.

 


مواضيع متعلقة