محلل تركي: التدخل البري في سوريا "خطأ قاتل".. وأردوغان "مهووس"

كتب: أ ف ب

محلل تركي: التدخل البري في سوريا "خطأ قاتل".. وأردوغان "مهووس"

محلل تركي: التدخل البري في سوريا "خطأ قاتل".. وأردوغان "مهووس"

اعتبر المحلل التركي قدري غورسيل المعارض لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، في زيارة إلى باريس أن تركيا ترتكب "خطأ قاتلا" أن أرسلت قوات برية إلى سوريا.

- سؤال: تقصف تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي مواقع أكراد سوريا وتتحدث علنا عن إمكانية شن عملية برية في سوريا إلى جانب السعودية أو حلفاء آخرين لها، ما قد يضعها في موقع مواجهة مباشرة مع القوات الروسية التي تدعم الجيش السوري، كيف يمكن أن يتطور الوضع؟

- جواب: أردوغان يرغب بقوة في التدخل في سوريا، فهو يرى أن بلده يجب أن يكون حاضرا ميدانيا وإلا فلن يكون له مكان على طاولة المفاوضات وسيستبعد من تطورات الوضع في سوريا.

ولكن أردوغان وقع في الفخ الروسي، فمع الدخول في الحرب في آخر سبتمبر في سوريا لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد رأى الروس، أنه يترتب عليهم في الوقت نفسه إبقاء تركيا جانبا، وعبر الاستفزازات أجبروا الأتراك على إسقاط إحدى طائراتهم آخر تشرين الثاني/نوفمبر على الحدود التركية السورية، ما أتاح لهم لاحقًا منع القوات التركية بحكم الواقع من دخول المجال الجوي.

وعلى هذه الخلفية سيكون التدخل التركي البري في سوريا خطأ قاتلا لأردوغان، كما سيضطر الجيش التركي إلى احتلال أراضي والتواجد على الدوام في مواجهة أعداء، أي الاكراد، وسرعان ما سيغرق في مستنقع.

- سؤال: ما هو الهدف الأساسي للرئيس التركي في النزاع السوري؟

- جواب: الهدف الوحيد لأردوغان هو مقاتلة أكراد حزب العمال الكردستاني في تركيا وحلفائهم في سوريا الذين يوسعون حاليا رقعة نفوذهم على طول الحدود التركية.

لقتال أكراد سوريا استخدمت تركيا إرهابيين كآداة عبر فتح الحدود أمامهم وإنشاء ما أسميه "طريق سريعة للجهاد"، وقدمت تركيا ل"داعش"، بابها الوحيد إلى العالم الخارجي، لكن نتيجة عملية "الأبواب المفتوحة" هذه هي مساعدة الإرهابيين على التحول إلى تهديد عالمي.

- سؤال: في 2009 و2012 انطلقت مفاوضات بين السلطة وحزب العمال الكردستاني، ما أثار الأمل بحل للمسألة الكردية في تركيا، غير أن النزاع استؤنف بقوة أكبر.. فماذا حدث؟

- جواب: لم تقنعني إطلاقا إجراءات فريق أردوغان لحل المشكلة الكردية، المثال الأخير على ذلك حصل في يونيو عندما خسر الأكثرية المطلقة في الانتخابات التشريعية، وقبل الانتخابات الجديدة التي دعا إليها في نوفمبر، ولضمان الفوز فيها، اختار متعمدا استئناف النزاع مع حزب العمال الكردستاني، ملمحا أن الأكراد وحدهم مسؤولين عن تدهور الوضع، وأنه إطفائي مهووس بإشعال الحرائق.

ولكن لا حل عسكريا للأزمة الكردية في تركيا، لأن المسألة الكردية غير محصورة بالمشهد السياسي التركي، فالأكراد يملكون عمقا استراتيجيا ومستقرون في عدد من الدول كتركيا وسوريا والعراق وإيران.


مواضيع متعلقة