عبد المجيد في مناقشة "دستينو" لـ القرملاوي: الرواية سيرة شخصية لـ"ممدوح الآدم"

كتب: الهام زيدان

عبد المجيد في مناقشة "دستينو" لـ القرملاوي: الرواية سيرة شخصية لـ"ممدوح الآدم"

عبد المجيد في مناقشة "دستينو" لـ القرملاوي: الرواية سيرة شخصية لـ"ممدوح الآدم"

في رحاب السرد بملتقى الإبداع، وفى ختام الدورة السابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تمت مناقشة رواية "دستينو" للأديب أحمد القرملاوي، بحضور كل من الناقدين الأديبين منتصر أمين وأحمد عبد المجيد، وأدارها الأديب إبراهيم عادل.

قال منتصر أمين، إن التجديد الأدبى هو بحث دائم عن أدوات تمكن الأديب من قدارته على التعبير عن علاقة الإنسان بواقعه المتغير والمتجدد، وبهذا المعنى فإن التجديد الأدبى هو حيازة جمالية للعالم أو بحث دائم عن عالم أفضل، كما أن هذا الجيل يحاول الاحتجاج بقوة على كل ما هو ثابت، ويسعى جاهدا لكسر حاجز الجمود الذى يكبل العقول، بل ويعمل بإصرار بالغ على تفتيته.

وقسم أمين الرواية العربية إلى ثلاث أنماط أو تيارات: منها التقليدية، والحدثية، والجديدة، وظهرت التقليدية منذ البعثات العلمية للخارج، وهو نمط يظهر افتقاره للتماسك فى البناء والمحتوى، ومن أبرز من كتب هذا النمط رفاعة الطهطاوى، وعلى مبارك، كما تتسم هذه الرواية ببروز الأفكار، وتبدو أحداثها غير منطقية إلى حد كبير، وغالبا ما يتدخل السارد بشكل مباشر لإلقاء حكمة أو موعظة.

و"الحدثية" هي رواية التحليل النفسي والسير الذاتية، وظهورها كان إيذاناً ببزوع فجر نمط آخر للرواية، ومن أبرز روادها محمود تيمور (التحليل النفسي) وطه حسين (السير الذاتية)، ومن سماتها قيامها بتحليل الواقع وتفسيره والإرهاصات بالمستقبل، والتعبير عن العلاقات الاجتماعية القائمة أو الإسهام فى خلق علاقات جديدة، وتجسيد رؤية فنية جديدة.

وأخيرا "الجديدة" وهي حد فاصل بين المرحلتين وثورة على المفاهيم والمصطلحات وتسمى أيضا التجريبية أو اللا رواية، ومن روادها نجيب محفوظ وإبراهيم أصلان، وأضاف أمين "يبدو الكاتب في النص أكثر قدرة على الإمساك بتلابيب القارئ وإقحامه في قلب النص، فيصبح القارئ شريكا لكل ما يمر به أبطال وشخوص الرواية وهو شيء يحسب للكاتب، وأشاد منتصر أمين بجرأة الكاتب على تغيير جلده وطريقته في السرد، بخلاف ما فعله في روايته الأولى (التدونية الأخيرة)، حيث رصانة اللغة ومتانة السرد، وهما العامل الرئيسي لنجاح العمل، ووفق أيضا باستخدام اللغة العامية في الحوار بين شخوص وأبطال الرواية.

وأضاف أن لغة السرد متينة رصينة، ما أخل بموسيقى اللغة في الرواية، ولم يرسم شخوص العمل بالقدر الكافى مثلما فعل مع شخصية (ممدوح الآدم)، التى جاءت على قدر مميز من الحرفية، فبات القارئ متفاعلا معها كأنه يعرفها معرفة لصيقة.

وتابع عبدالمجيد "إننا أمام رواية متعددة الأصوات ثم تطرق إلى تكوين الشخصيات، موكدا أن الرواية أقرب لرواية السيرة الشخصية للبطل ممدوح الآدم، الذي يتحول إلى ممدوح رحال بعد موت زوجته لعدم امتلاكه المال الكافي، ويفرط البطل في مبادئه ويساريته ويتحول إلى الرأسمالية.

وناقض عبد المجيد قراءة منتصر حول الحوار العامي الذي جاء به، وذكر أن التشابه بين رواية "ديستينو" وروايته السابقة هو وجود الحبيبين الذين يتعرضان للخطر، كممدوح وداليا الذان يتعرضان للخطر مع شخصيته الرئيسية ممدوح رحال، وأخذ عليه تعاطفه مع شخصياته فى هذه المهانة التي يتعرض لها المتسابقون في مسابقات الثراء السريع، مشيرا إلى بداياتها التاريخية مع مصارعي الأسود في القفص عند الرومان لتعطي هذه الإهانة متعة للمشاهدين لم تكن كافية للتعبر عن التخلي عن المبادئ، وفى النهاية أعرب القرملاوي في تعليقه عن سعادته بمناقشة روايته في معرض الكتاب.

وعلى جانب من المدخلات أشادت الإعلامية هناء جعفر برصانة اللغة والبناء السردي، مشيرة إلى أنه استطاع أن يجعل حواره العامي استثنائيا لينال إعجابها رغم رفضها لذلك، وأكد الشاعر كامل كمال أن الكاتب وإن تبنى تحولا إنسانيا إلا أن بعده الفلسفي يدمر تلك النظريات الثابتة المعلبة، كاليسارية وقيمها، كما يضرب الرأسمالية وتوحشها في إطار حكي إنساني غير متعال على المتلقي.


مواضيع متعلقة