د. حسام الملاح: 1٫3 مليار جنيه عائد الطلاب الوافدين والقطاع سينافس «قناة السويس» بعد زيادة المصروفات

11:08 م | الأحد 07 فبراير 2016

قال الدكتور حسام الملاح، رئيس قطاع البعثات وشئون الوافدين بوزارة التعليم العالى، إن بعض الدول تُظهر أنها تريد مساعدتنا، لكنها فى الحقيقة تريد تدميرنا، وأوضح أن هذه الدول معروفة للجميع، وأضاف أن الأمن لا يقف حائلاً بين المواطن ومستقبله، وأشار إلى أنه حال وجود طالب لديه بعض الأفكار المنحرفة فإنه يتم تأهيله واحتواؤه. وأكد «الملاح»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المنتمين إلى «الإخوان» لا يتقدّمون للحصول على بعثات علمية، ومن يتقدّمون طلاب وطنيون، مشيراً إلى أن الأرباح من قطاع الوافدين زادت من 600 مليون جنيه إلى مليار و350 مليون جنيه العام الحالى، مؤكداً ضرورة زيادة قيمة المصروفات الدراسية للطلاب الوافدين، وأن الصين من الدول التى تتعامل معنا بصدق، وقدمت 500 منحة تعليمية، وأشار إلى أنه خلال الـ5 أشهر المقبلة ستشهد مصر طفرة فى التعليم، بمضاعفة أعداد البعثات خلال العام المقبل، بإرسال الطلاب إلى جامعات مبرم معها اتفاقيات بأسعار أقل للتعليم، ونضمن عودتهم إلى مصر. {left_qoute_1}

■ بداية، ما خطة الوزارة لتطوير قطاع الطلاب الوافدين؟

- قُمنا بعمل خطة جديدة لإدارة الوافدين والبعثات العلمية والمكاتب الثقافية، بدأت بالإصلاحات الخفيفة، فبالنسبة إلى الطلاب الوافدين ظهرت الإصلاحات فى خطوات التقديم للجامعات، ما أدى إلى زيادة دخل القطاع من نحو 600 مليون جنيه إلى مليار و350 مليون جنيه هذا العام، دون رفع المصروفات الدراسية، لكننا قمنا بزيادة الأعداد وترتيب البيت من الداخل، وأعددنا خطة فحواها زيادة المصروفات الدراسية للطالب الوافد من 2000 دولار إلى 6000 دولار، بداية من العام المقبل، وهذه الأموال كانت لا تُمنح للكلية أو الدولة أو إدارة الوافدين، وكانوا فقط يحصلون على الفُتات بنسبة 5% لكل منهم، وتحصل الجامعة على باقى النسبة لتُدرج فى ميزانيتها، وأدى ذلك إلى أن الكلية لا تريد قبولهم، والطالب الوافد الذى يأتى للدراسة فى مصر يكون هذا التعليم أرخص له بكثير من بلده، لذلك كان يجب علينا زيادة المصروفات، وبالمقارنة بباقى الدول لا يوجد تعليم يقل عن 6 أو 7 آلاف دولار للطالب فى العام الواحد، وقطاع الوافدين سيصبح رافداً ثانياً مثل قناة السويس يُدرّ أرباحاً كبيرة لمصر وبسهولة جداً إذا قمنا بعمل الدعاية الصحيحة ونفذنا الخطة التى وضعناها، والتى تعتمد محاورها على زيادة المصروفات وتقليل الفاقد من المنح والدعاية الجيدة للتعليم.

■ كيف يتم ذلك؟

- للأسف الإعلام يسىء إلى التعليم المصرى، والمشكلات الموجودة به مثل دول كثيرة، وهناك نوعية من الإعلام تحارب كل شىء فى مصر وليس التعليم فقط، ويُبرز كل السلبيات دون إيجابيات، وحينما كنا نعمل على زيادة أعداد الوافدين، جاء لى سفير إحدى الدول العربية وأطلعنى على 7 أسماء لطالبات من الأسرة الحاكمة يردن الالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة، لكنهن تراجعن بعد طرح أحد البرامج التليفزيونية موضوع «تحرش أستاذ جامعى بالفتيات»، وفى المقابل هناك آلاف الأساتذة محترمون، وغيرهم، يسافرون إلى الخارج لتعليم الطلاب فى دول العالم لا يتحدث أحد عنهم، والإعلام يريد طرح الفضائح فقط على منابره، والمشكلة أن كل الإعلاميين الكبار يحبون «الفضائح فقط» وأصابوا الشعب بـ«الإحباط»، ومن يهتم بالتعليم والإيجابيات هم شباب الإعلاميين.

■ وماذا عن معاملة الطلاب السوريين فى الجامعات؟

- نقف بجانب الإخوة السوريين منذ صدور القرار الجمهورى الذى يوصى بمعاملتهم معاملة المصريين فى التعليم، لكنهم فئات متعددة، فلا يُعقل أن يأتى طالب سورى مقيم فى دولة عربية أخرى يعيش وسط أهله إذا حضر للدراسة أن تتم معاملته معاملة الوافدين، لأن ظروفه أفضل بكثير من المقبلين من سوريا، وهؤلاء يعامَلون مثل المصريين فى المصروفات، لأنه منكوب، وأيضاً السورى يُعفَى من شرط المجموع، لكننا سنُخيّر السوريين الموجودين فى مصر بين شرط المجموع أو التعليم المجانى، فمن يرد الالتحاق مجاناً لا بد أن يساوى الطالب العادى فى المجموع.

■ كيف تتم زيادة أعداد الطلاب الوافدين؟

- عندما نرفع قيمة المصروفات سنتمكن من منح 60% منها للكلية لبناء مدرّجات ومعامل، وأول مرة منذ سنوات كثيرة يلتحق بالكليات العملية من الطب والهندسة بالجامعات طلاب وافدون من دول عربية، وكانوا يلتحقون بالكليات النظرية فقط. {left_qoute_2}

■ كم تبلغ أعداد الطلاب الوافدين فى الجامعات؟

- العام الماضى كان العدد نحو 6 آلاف طالب، بينهم 3 آلاف سورى، وهذا العام التحق نحو 13 ألفاً و500 طالب وافد من الدول العربية غير شاملة المنح، بينهم 1800 سورى، والباقى من جنسيات عربية مختلفة، ونتوقّع انخفاض الأعداد، مع رفع قيمة المصروفات، لكن كل ما يهمنا هو جودة الخدمة التعليمية المقدّمة للطلاب، وهذا سيجلب لنا أعداداً كبيرة من الوافدين حتى تصبح لهم بورصة تدرّ الكثير من الأموال.

■ ما أبرز آليات التعاون بين مصر والدول الأخرى فى مجال البعثات؟

- وجدنا آلاف الاتفاقيات غير مفعّلة، وقمنا بعمل آلية مع المجلس الأعلى للجامعات لتفعيلها مع جميع دول العالم، وأبرزها الصين، حيث منحتنا 500 منحة، قيمة الواحدة مليون جنيه أى 500 مليون جنيه، ولديها صدق فى التعاون، ولا تريد تدميرنا، وزيارة الرئيس السيسى كان لها تأثير جيد، وكذلك اليابان وألمانيا إلى حد ما، والمجر وروسيا، وهناك دول أخرى تُظهر أنها تريد مساعدتك، لكنها فى الحقيقة تريد الحصول على معلومات، نحن لا نحتاج إلى أموالهم، وأجهزتنا الأمنية يقظة، كل ما يهمنا ألا يأتى الطالب من الخارج منحرفاً أو عميلاً أو خائناً لبلده، وأموالهم فى الأصل أموالنا، وأُخذت منا، والدول التى تريد تدميرنا معروفة.

{long_qoute_2}

■ كم تبلغ ميزانية البعثات العلمية إلى الخارج؟

- 650 مليون جنيه، وكان يتم إرسال نحو 400 طالب لتوفير المبالغ المالية، لكن الرئيس قام بزيادة الميزانية بعدما كانت 540 مليون جنيه فقط، وأخذنا وعداً بالزيادة إلى 740 خلال العام المقبل، لكن هذا المجال يجب الاهتمام به وزيادة ميزانيته، وهذا العام قمنا بإرسال أكثر من 1000 طالب مبتعث على حساب الدولة فى تخصّصات مختلفة نستفيد منها، ونحتاج إليها، أبرزها مصادر المياه والهندسة بجميع فروعها، والطب والطاقة من أجل محطة الطاقة النووية، وهناك اتفاقات تُجرى بين بعض الجامعات ونظيراتها فى روسيا لتعليم وتدريب مهندسين وفنيين وعمال سيكونون قائمين على المحطة النووية لتأهيلهم، والوزير الحالى بنى على إيجابيات سلفه ولم يهدم ما قام به، وخلال الـ5 أشهر المقبلة ستشهد مصر طفرة فى التعليم، وسنُضاعف أعداد البعثات خلال العام المقبل، بإرسال الطلاب إلى جامعات مبرم معها اتفاقيات بأسعار أقل للتعليم، ونضمن عودتهم إلى مصر، والجامعة التى ترفض سنقاضيها بقانونها. {left_qoute_3}

■ وكيف نستفيد من الباحث بعد عودته إلى مصر؟

- سنسخر المعونات التى تُصرف فى أشياء غير ملموسة مثل المعونة الأمريكية لإنشاء مراكز ومعامل بحثية قوية متميزة، أبرزها مركز للخلايا مماثل للموجود فى أمريكا، لتفادى مشكلات هروب الباحثين المصريين حتى يجدوا أماكن يقدمون من خلالها الأبحاث.

■ هل هناك مراجعات أمنية لبعض المبعوثين للخارج؟ وهل تم استبعاد أى طالب؟

- ليس من المنطقى أن يكون هناك طالب نصرف عليه ونعلمه ونؤكله ونشربه ويشتمنا، هذا أمر مرفوض حتى لو كان ابنى، لا أتذكر أن الأمن استبعد طلاباً قبل ذلك، لكنه لا يقف حائلاً بين مواطن مصرى ومستقبله، هو فقط يصلح وإذا وجد شخصاً شارداً بأفكاره أو لديه القليل من الانحراف، يرسل إليه ويتحدث معه ليعيد تأهيله بدورات تدريبية، والمنتمون إلى «الإخوان» «مابيجوش ناحيتنا»، لأنهم يخافون، ومن يتقدمون للبعثات طلاب وطنيون.

■ وماذا عن المكاتب الثقافية فى الخارج؟

- شكّلنا لجنة لشراء وحدات سكنية للإقامة للملحقين الثقافيين، نحو 100 مقر سكنى لهم فى معظم دول العالم، لتوفير بدل السكن الذى يتراوح بين 4 و5 آلاف دولار شهرياً خلاف الرواتب، وبدلاً من ذلك سندفع قسطاً 1000 دولار للوحدة السكنية، وهذه الأموال لن تُهدر، لأن المقرات ستكون أصلاً من أصول مصر فى الخارج، وهذا سيزيد من قيمتها، ولن نكلف خزينة الدولة «سنتاً واحداً»، فى مقابل أننا بالفعل قمنا بتقليص ميزانية المكاتب الثقافية 30%.