سفير كوريا الشمالية: القنبلة الهيدروجينية.. للردع فقط

11:44 م | الخميس 04 فبراير 2016

قال سفير كوريا الشمالية بالقاهرة باك تشون إيل، إن تجربة بلاده لإطلاق القنابل الهيدروجينية تعد سلاحاً للردع والدفاع عن النفس أمام محاولات الولايات المتحدة الأمريكية المتكرّرة فى انتهاك شبه الجزيرة الكورية، بطائرات حربية محمّلة برؤوس نووية، مما يجعل المنطقة أقرب إلى نشوب حرب نووية خطيرة.

وأكد «إيل» فى حواره مع «الوطن»، أنه لا تأثير لتلك التجارب على السلم والأمن الدوليين، لأن كوريا تُخطط لكى تكون القنبلة الهيدروجينية للردع فقط. وقال إن بلاده لن تتخلى أبداً عن خيارها النووى، وتواصل التوسُّع فى إنتاج الأسلحة النووية كمّاً وكيفاً، مهما «انطبقت السماء على الأرض»، ورغم معارضات مجلس الأمن، والحشد الدولى الذى تحشده الولايات المتحدة ضد كوريا، موضحاً أن على أمريكا أن تتخلى أولاً عن سلاحها النووى قبل مطالبة كوريا بذلك.

وأوضح السفير أن القنبلة الهيدروجينية، التى أعلنت كوريا عن أول تجربة لها فى 6 يناير الماضى، تعد أقوى تأثيراً وخطراً من القنبلة النووية، حيث تُستخدم الثانية فى إنتاج الأولى عن طريق السلاح الانصهارى.. إلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ماذا تمثل القنبلة الهيدروجينية بالنسبة إلى جمهورية كوريا الشمالية؟

- قامت أول تجربة لقنبلة هيدروجينية فى الجمهورية الكورية فى تمام الساعة العاشرة من يوم ٦ يناير الماضى، وتعد تجربة عظيمة تُحسب لحزب العمل الكورى، وهى النوع الأول من تجربة القنابل الهيدروجينية، وتعتمد ١٠٠٪ على القوى الذاتية الكورية، ونجاح التجربة يؤكد تماماً دقة المواصفات الصحية لهذه القنابل ومطابقتها لمواصفات الأمان العالمية، وليس لها تأثير سلبى على البيئة أثناء إعدادها، كما أن التجربة مؤشر لمرحلة أعلى من مراحل التطوّر النووى لدى كوريا الشمالية، وبالنجاح فى هذه التجربة، فإن كوريا الشمالية أصبحت تقف بجدارة بجانب الدول التى تمتلك قنابل نووية، خصوصاً الهيدروجينية منها.

■ لكن العالم منزعج من التوجّه الكورى لامتلاك هذا السلاح.

- نعتبر أن النجاح المدهش الذى حقّقته جمهوريتنا نجاح كبير فى تاريخنا، ويضمن مستقبلاً آمناً فى الوقوف أمام أىّ اعتداء بكل صلابة، ودولتنا مُحبة للسلام، لكنها يجب أن تقف أمام التصرّفات الخبيثة التى تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، ويكون لها موقف صارم، يجعلها فى مأمن من تصرفات الولايات المتحدة العدوانية، ونؤكد أن تجربة القنابل الهيدروجينية التى قامت بها جمهوريتنا بهدف الدفاع الذاتى، ولحقها فى الوجود، خاصة مع التوسّع النووى الذى تمتلكه الولايات المتحدة الأمريكية، وبصراحة بعدما ظهرت عبارة الإيذاء فى المنطقة، فلا بد من امتلاك سلاح للدفاع عن النفس أمام أى عدو يمتلك السلاح نفسه. وأوضحت جمهوريتنا مراراً وتكراراً أنها لن تستخدم قنبلتها فى أىّ عمل عدائى، إلا إذا قامت الولايات المتحدة بعمل عدائى مسبقاً.{left_qoute_1}

■ وما الفرق بين القنبلة الهيدروجينية والنووية.. وما مدى تأثيرها؟

- القنبلتان، الذرية والهيدروجينية، تعتبران نوعين للقنبلة النووية، لكن الاختلاف يكمن فى مقدار الطاقة الضخم الذى يخرج من كلتا القنبلتين، الذى بدوره يؤدى إلى اختلافات جسيمة فى الطاقة عندما يتم تفجير القنبلة، كذلك فإن الاختلاف بين القنبلتين يظهر فى أن القنبلة الذرية تستخدم الانشطار النووى، الذى يقوم بشطر الذرات الأكبر إلى أصغر، من أجل تكوين الطاقة، فى حين تستخدم القنبلة الهيدروجينية الانصهار، الذى يتم عن طريق صهر ذرة أو اثنتين فى واحدة أكبر.

سفير كوريا الشمالية

وتحتوى القنبلة الهيدروجينية على سلاح انشطارى داخلها أيضاً، الذى يُستخدم لإطلاق الطاقة من الجزء الانصهارى من القنبلة، والذى تحتاج القنبلة إليه من أجل إطلاق السلاح الانصهارى، الذى يحتاج إلى طاقة هائلة لإطلاقه، ولا يمكن إطلاق العنان لها إلا عن طريق القنبلة الذرية، وهنا يتضح أن القنبلة الهيدروجينية أكبر وأخطر تأثيراً من القنبلة النووية.

■ ما مبدأ كوريا الشمالية فى استخدام القنابل، سواء كانت هيدروجينية أو نووية؟

- امتلاك كوريا الشمالية للقنبلة الهيدروجينية هو إجراء دفاعى بحت للدفاع عن كوريا ضد الدول المعادية، بزعامة الولايات المتحدة، ولن نستخدم السلاح النووى أو القنابل الهيدروجينية، إلا إذا انتهكت القوى المعادية، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، السلام، وبدأت بمعاداة الدولة، أى أن سلاحنا النووى هدفه الردع والدفاع عن النفس فقط.

■ لماذا تتمسّكون بتوسيع الملف النووى رغم الانتقادات التى توجّه من العديد من الدول، واحتمالية نشوب عداءات مع دول جديدة؟

- دولتنا لها الحق فى امتلاك القنابل الهيدروجينية والسلاح النووى لتأمين نفسها من محاولات الولايات المتحدة الأمريكية التى تمتلك شتى أنواع الأسلحة النووية لإسقاط كوريا الشمالية ونظام حكمها وجيشها.. كوريا لن تتراجع عن فكرة امتلاكها سلاحاً نووياً على الإطلاق، ولن نتراجع عن تطوير أسلحتنا النووية إلا بشروطنا.

{long_qoute_2}

■ وما تلك الشروط؟

- شرطنا هو أن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن امتلاكها أسلحة نووية هى الأخرى، وتتجرّد منها، وأنا لا أعتقد أن أمريكا لديها نية فى ذلك.

■ متى تستطيع كوريا أن تمثل قوى توازن أمام قوى الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة؟

- طالما أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن سياساتها العدوانية السافرة فى السير على هذا الطريق العدوانى، فنحن سنستمر فى السير على الطريق الموازى لها، وهذا يعنى تعزيز قوتنا النووية والدفاعية، ومن ثم الاقتصادية، وسنضاعف تعزيز قوتنا العسكرية والنووية.

■ ما الدول الداعمة للملف النووى الكورى.. وما الاستفادة التى ستعود عليها؟

- نتوقع ألا يلومنا أحد أبداً فى توجهنا.

■ ومن حلفاؤكم؟

- لا حاجة لى أن أذكر هذا الجانب، أو أتحدث فيه.

■ ولماذا لا ترغب كوريا فى الإعلان عن داعميها فى الملف النووى؟

- هذا سؤال ليس باستطاعتى الإجابة عنه.

{long_qoute_3}

■ وماذا بعد القنبلة الهيدروجينية.. هل تخططون لإنتاج المزيد من القنابل والأسلحة الكيميائية؟

- ليست لدىّ معرفة بالمخطط، لكننى أعرف أننا سنعمل على تعزيز هذه الأسلحة النووية كمّياً ونوعياً.

■ مجلس الأمن كانت لديه تحفّظات على امتلاككم سلاحاً نووياً ويُعارض ذلك.. ماذا ستفعل كوريا تجاه هذا الأمر؟

- لا أعرف، وليس لدىّ ما أقوله فى هذا الشأن.

■ سبق أن عرضت كوريا على مصر المساعدة فى إنشاء محطة نووية، فهل هذا العرض لا يزال سارياً؟

- كانت لدينا مبادرات فى مساعدة مصر فى ملف إنتاج الطاقة والكهرباء، المتمثل فى محطة الضبعة، لكن أعتقد أن روسيا تولت هذا الأمر الآن مع مصر.

■ وهل تتوقع أن يكون العالم على مشارف حرب نووية أو حرب عالمية ثالثة كما يقولون؟

- السلام الحقيقى لا يمكن تحقيقه على مائدة محادثات يسيطر عليها التساهل أو المذلة، وهو الواقع العالمى الكارثى، ومن المعروف أن شبه الجزيرة الكورية ومحيطها تحتشد فيها جماعة الضرب لحاملات الطائرات العدوانية الأمريكية، وسرب نووى من الطائرات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، مما شكّل نقطة ضغط على شبه الجزيرة الكورية، وجعلها أكثر المناطق وأقربها لاندلاع حرب نووية، ولا يمكن الدفاع عن بلادنا وحق شعبنا فى الحياة إلا بامتلاك قوة حقيقية، ونبذل قصارى جهودنا لمواجهة الأطماع الأمريكية الخبيثة، ولولا محاولات أمريكا المتكرّرة فى انتهاك أراضينا ما كنا فكرنا فى امتلاك سلاح نووى قوى.