«محمد»: «عرائس السبوع» بارت.. والبركة فى الغزو الصينى

12:13 ص | الخميس 04 فبراير 2016

لا يقضى الشاب محمد عثمان، أوقات فراغه فى مشاهدة التلفاز أو الجلوس على المقهى مع أصدقائه، ثمة هواية خاصة جداً أصبح يتقنها فى فترة وجيزة، هى «صناعة عرائس السبوع»، تلك الدمى المصنوعة من الجبس التى تأتى داخل صناديق «السبوع» الورقية، احتلت قلب وخيال الشاب الذى أصبح يطارد «اسطمباتها» من بائع بويات إلى آخر حتى يحظى بأكبر قدر ممكن من الأشكال المتنوعة لعروسته.

من كلية الحقوق إلى كلية التجارة، قرر الشاب تغيير وجهته قبل أربع سنوات، صحيح أن عمره الآن 23 عاماً، إلا أنه لا يزال يدرس فى عامه الأخير بكلية التجارة، إلى جانب عمله فى مجال التسويق، يسترق أوقات فراغه بين العمل والدراسة، حيث يتربّع على الأرضية السيراميك ليصنع المزيد من عرائسه التى لا يملك بشأنها خطة معينة. «فكرة بيعهم فاشلة، لأن الصين بتعملهم فى مصانع وبتبيعهم بتمن رخيص لمصر، المنافسة شرسة والمجال مافيهوش مساحة لحد، ناس عرفت أنى باعملهم، وعرضوا عليا يشتروا الواحدة بـ30 قرش، لكن لاقيتها مش جايبة همها، لأن القطعة الواحدة بتاخد وقت طويل فى عمايلها، عشان أعمل كمية قليلة باخد وقت طويل، لذلك قررت أحطهم جنبى وأذوّق بيهم شقتى لما أتجوز».

الهواية التى تعلّمها «محمد» قبل عام واحد فقط، جاء أمرها بالصدفة، عقب تشطيب شقة خاصة بعائلته، تبقى بعض الجبس، فقرّر استغلالها، شيكارة الجبس وزنها 30 كيلوجراماً، وسعرها 18 جنيهاً تصنع 250 قطعة، يمكن أن يعمل بهذا المجال عشرات الشباب، ومنهم «محمد»، لكن الأمر يبدو مستحيلاً: «عندنا خامات رخيصة وأدوات تصنيع سهلة، لكن اللى خارب كل حاجة الاستيراد، علشان كده هتفضل هواية وهافضل محتفظ بيها، لأنى باحبها، حتى من غير تلوين».