إتاوات.. وخوازيق.. «السيَّاس» لأهالى الإسكندرية: الشارع لنا.. خلِّى «الحى والمسئولين» ينفعوكم

كتب: حازم الوكيل وأحمد ماجد

إتاوات.. وخوازيق.. «السيَّاس» لأهالى الإسكندرية: الشارع لنا.. خلِّى «الحى والمسئولين» ينفعوكم

إتاوات.. وخوازيق.. «السيَّاس» لأهالى الإسكندرية: الشارع لنا.. خلِّى «الحى والمسئولين» ينفعوكم

ظاهرة سيطرة «السُيّاس» فى شوارع الإسكندرية انتشرت لفرض إتاوات مالية على السيارات للسماح لأصحابها بالوقوف، بالمخالفة للقانون، الأمر الذى أثار استهجان أهالى المحافظة، واصفين شوارع المدينة بأنها ملكية خاصة للبلطجية.

مؤخراً لجأ «السُيّاس» إلى غرس «مواسير حديد» على جانبى الشوارع، ملحقة بأقفال، أطلقوا عليها «الخوازيق»، ليمنعوا السيارات من الوقوف إلا بعد فتح «الأقفال»، الأمر الذى دعا مديرية الأمن إلى مطاردتهم فى الشوارع والميادين، وضبط 19 قضية إشغال طريق، وسط تجاهل تام من رؤساء الأحياء المعنيين بالأمر لشكاوى المواطنين، حيث يرد المسئولون على الشكاوى بضرورة تحرير محاضر فى أقسام الشرطة الواقع فى دائرتها سيطرة البلطجية على الشوارع والأرصفة، ثم إبلاغهم بأرقام تلك المحاضر.

محمود الجويلى، أحد أهالى الإسكندرية، محامٍ، 30 عاماً، قال إن المواقف العشوائية فى الإسكندرية احتلت 90% من شوارع المدينة، لافتاً إلى أن مجموعة من البلطجية يسيطرون على شوارع ملك للحكومة والمواطن، ويأخذون من أصحاب السيارات إتاوات مقابل ركن السيارة، وأضاف «الجويلى»: «كل ما نقف فى مكان ندفع 5 جنيه، بدون أى سبب يذكر، دون وجود رقابة من الحكومة على هؤلاء البلطجية». فيما أكد أحمد عزب، أحد أهالى الإسكندرية، 46 عاماً، طبيب بشرى، أن المواقف العشوائية تمثل خطراً على أمن المواطن، مشيراً إلى أنها انتشرت بطريقة كبيرة، فيما لفت مصطفى فودة، أحد الأهالى، إلى أنه بالرغم من سيطرة البلطجية على المواقف العشوائية، واستغلالهم الشوارع مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح ما بين 5 إلى 10 جنيهات، فإنها تعد أماناً أكثر للسيارات، ولفت إلى أن هؤلاء البلطجية أصبحوا بديلاً للمواقف العامة، حيث لا تحتوى الإسكندرية سوى على 20 موقفاً عاماً تقريباً، وهى غير كافية لكم السيارات الهائل بالمدينة.

وبرر خميس حمدان، سايس بأحد المواقف العشوائية بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية، خروجهم عن القانون، بأن تلك المواقف تنظم عملية المرور بشكل كبير، وتحافظ على السيولة المرورية بالمدينة، وتابع قائلاً: «إحنا بنحاول ناكل لقمة حلال بدل ما نسرق، ولا نمد إيدنا للقمة حرام، وفى نفس الوقت بنحافظ على عربيات الناس، وبنظم المرور»، وأضاف أن عدداً كبيراً يرى أن السايس لا أهمية له، بالرغم من أنه يؤدى أدواراً كثيرة، فهو من يحافظ على السيارات من السرقات ومن اصطدام أى سيارة بها. وقال محمد الخضرى، سايس بأحد المواقف العشوائية: «إحنا بنساعد البلد إنها تكون منظمة أكتر، وفى نفس الوقت بنشتغل بدل ما إحنا قاعدين مش لاقيين شغل فى الحكومة، ومش بنعرف نعمل حاجة غير نسوق عربيات، السايس مش بياخد غير حقه من ركن العربية وحمايتها من السرقة، يعنى المواطن يدفع 5 جنيه أحسن، ولا عربيته تتسرق، ولا يرجع يلاقيها مخبوطة».

وقال محمود مرزوق، سايس بأحد المواقف العامة، إن كثرة المواقف العشوائية أدت إلى انهيار منظومة الجراجات العامة، نظراً لأنها تحتل أماكن حيوية فى الطرق، وتكبد الجراجات العامة خسائر هائلة، مضيفاً أن كورنيش الإسكندرية يضم ما يزيد على 20 موقفاً عاماً، والعشرات من المواقف العشوائية التى تغطى على المواقف العامة، نظراً لقلة أسعارها، واختيارها لأماكن استراتيجية. فى سياق متصل، طالب الدكتور أحمد محمد حسن، خبير الطرق والكبارى، والعضو السابق بمجلس إدارة جمعية «طرق مصر»، بإنشاء مشروع ضخم لتصميم جراجات أسفل أفنية المدارس الحكومية، وذلك لركن السيارات فيها بأسعار رمزية، وأوضح أن الفكرة ببساطة تتلخص فى أن أفنية المدارس هى أكثر الأماكن التى يمكن حفرها وإنشاء جراجات تحتها ثم إعادة صب أرضية الفناء مرة أخرى، بتكاليف قليلة، نظراً لأنها لا تحتوى على طوابق متعددة. من جانبه، قال اللواء أحمد أبوطالب، رئيس حى المنتزه أول، إنه على الأهالى الذين يتعرضون لأى نوع من الابتزاز أو البلطجة من جانب السياس تحرير محضر رسمى فى أقسام الشرطة بالواقعة، والتوجه على الفور إلى ديوان الحى وإبلاغ المسئولين فيه برقم البلاغ، وأضاف: «نحن نواجه أزمة سيطرة أشخاص على الطرق بتتبعهم ومنعهم من وضع الخوازيق الحديدية أو أى قوالب أسمنتية أو غيره، إلا أنه يجب على المواطنين مساعدتنا».

 


مواضيع متعلقة