"هاشم": مصيبة مصر الحقيقية في الفساد الذي عشش في مؤسساتها

12:58 ص | الأربعاء 03 فبراير 2016

قال الدكتور صلاح هاشم الكاتب والمحلل السياسي، إن مصيبة مصر الحقيقية ليست في مواردها ولا في عقول أبنائها، وإنما في الفساد الذي سكن العقل المصري، وعشش فى مؤسساته.

وأوضح هاشم، في تصريحات لـ"الوطن"، أن سنوات الحرمان الطويلة التي عاشها المصريون التاريخ كانت سببا كافيا للوقوع فى براثن الفساد، مشيرًا إلى أن حياة النعيم التي يعيشها أهل المال والسلطة ويشاهدها البسطاء كل يوم على شاشات الإعلام، تُعد مصدر إغراء لأبناء البسطاء، الطامحين إلى حياة أفضل، مؤكدا إلى أن التناقض الواضح فى والفجوة والواسعة فى مستوى المعيشة بين الفقراء والأغنياء من الدوافع الأساسية للفساد فى مصر.

واستطرد قائلاً "أننا لا نستطيع أن نتجاهل مقولة "إحراج النظام" والتي استمرت من عهد عبد الناصر وحتى نهاية حكم "مرسي" سببا كافية لانتشار الفساد في مصر، والتستر على المتورطين فيه، وهذا ما خالفه "السيسي" عندما قدم قيادات كبيرة كانت من اختياراته للمحاكمة بتهمة الفساد".

وأكد هاشم أن "المعايير" التي يستخدمها النظام في اختيار قياداته، والتي تعتمد بالأساس على أهل الثقة دون أهل الخبرة، فيفشل المسؤولون ليس فقط لكونهم من ضِعاف الذمم، وإنما لأنهم لا يملكون الخبرة الكافية في إدارة الموارد والمؤسسات، ولكى يحافظون على مناصبهم يدافعون بشراسة عن اختياراتهم، ويجعلون آلية التشاكى غامضة، ويعتبرون المُبَلِغ عن الفساد هو المُتَهَم الأول فيه ويستبعدونه من أي منصب قيادي؛ بدعوى أنه مُثير للمشاكل.

وأشار هاشم إلى أن "الثقافة" فى مصر تحولت إلى بيئة خصبة لانتاج المفسدين، موضحا، أنه لا يمكن تغييرها ولا إصلاحها إلا بتربية وطنية جديدة أساسها الدين ومصلحة الوطن، وسياسات عادلة تقوم على تكافؤ الفرص، تقتل الروتين، وتسهل طرق التشاكى، وتكرس أليات للمسآلة الاجتماعية، وتفتح قنوات شرعية واضحة لتعامل المواطنين مع أجهزة الدولة.