انتخابات رئاسة «القومى للمرأة» تفجر أزمة داخل المجلس

09:17 م | الثلاثاء 02 فبراير 2016

اشتعلت المعركة داخل المجلس القومى للمرأة عقب فوز الدكتورة مايا مرسى بمنصب رئيس المجلس القومى للمرأة، حيث قدمت الدكتورة عزة هيكل، استقالتها من المجلس، رافضه تولى «مايا»، المنصب، مستنكرة اختيارها ضمن أعضاء المجلس، خصوصاً أنها تحمل الجنسية الأمريكية، وهو ما نفته رئيس المجلس. واتهمت «عزة» رئيس المجلس، بتنفيذ أجندة الأمم المتحدة التى عملت معها فترة طويلة والمنظمات الدولية فى المجلس. فى المقابل، قالت مايا مرسى، إنها لا تملك إلا الجنسية المصرية، ووالدها من المحاربين القدامى، مطالبة «عزة» بالتراجع عن استقالتها والعمل معاً لدعم المرأة المصرية وتمكينها. «الوطن» أجرت فى السطور التالية مواجهة بين الطرفين:

{long_qoute_1}

قالت الدكتورة عزة هيكل، عضو المجلس القومى للمرأة وعضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، إنها قدمت استقالة نهائية من المجلس القومى للمرأة، لرفضها سياسته فى الفترة المقبلة، فى ظل رئاسة مايا مرسى، له، خصوصاً أنها عملت فى الأمم المتحدة نحو 27 عاماً، ما يجعل «قومى المرأة» خاضعاً لأجندة خارجية.

■ هل استقلت من المجلس القومى للمرأة؟

- نعم، أرسلت استقالتى منه بشكل نهائى إلى رئاسة الجمهورية، على اعتبار أن المجلس يتبع الرئاسة.

■ وما سبب استقالتك؟

- الأسباب بشكل واضح أن سياسية المجلس القومى الجديد، لن تتفق مع سياساتى فى العمل.

■ ماذا تعنين بأن سياساته لا تتفق مع نهجك فى العمل وقد كنت إحدى المرشحات لرئاسته؟

- سياسة المجلس فى الفترة المقبلة ستكون تابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وأنا أعمل بناء على المصلحة الوطنية لمصر فقط لا غير. {left_qoute_1}

■ هل استقالتك اعتراض على اختيار مايا مرسى لرئاسة للمجلس؟

- نعم، هى اعتراض.

■ ألم تكن الانتخابات التى أتت بها على رأس المجلس نزيهة وبمشاركة كافة الأعضاء؟

- اعتراضى على اختيار أعضاء يحملون الجنسية الأمريكية، مثل مايا مرسى، ودولت سويلم، ضمن عضوات المجلس، فأنا لا أعرف سبباً لذلك بينما مصر لديها كفاءات نسائية لا حصر لها.

■ لكن كان هناك انتخابات وحصلت على 14 صوتاً؟

- ولكن كان هناك توجيهات لصالحها من قبَل السفيرة مرفت التلاوى، رئيس المجلس السابق، والدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن.

■ وما شكل هذا التوجيه؟

- الدكتورة غادة والى أشادت بالدكتورة مايا مرسى، وبعملها كمنسق إقليمى لبرنامج الأمم المتحدة، بينما «التلاوى» حثت الأعضاء على انتخابها، بينما أنا فى حرب مع أمريكا والمنظمات الدولية منذ أكثر من 4 سنوات، وأعلم أننى فى موقف غير جيد، لكن الظروف هى التى اضطرتنى لذلك.

■ كان البعض يردد أنك مرشحة الحكومة لرئاسة المجلس بدليل تسلم عمال المجلس لافتة رخام لمقره الجديد عليها اسمك كرئيس له؟

- لا أعرف شيئاً عن هذه اللافتة، وأعلم أننى من المطبخ الرئاسى، فيما فوجئت بدعم رئيس الوزراء لمايا مرسى، كما لا أعرف لماذا حضرت غادة والى الجلسة الافتتاحية للمجلس، فلم يكن هناك ما يدعو لذلك من ناحية البروتوكول، أو حتى فنياً، فهى المرة الأولى التى تحضر فيها وزيرة اجتماعاً يخص القومى للمرأة، وأعلم أن كل هذا من ترتيبات السفيرة مرفت التلاوى.

■ ولماذا، هل هناك خلافات بينك وبين «التلاوى»؟

- قلت إننى أحارب منذ أربع سنوات، وعندما قدمت نهاد أبوالقمصان استقالتها كأمين عام للمجلس منذ عام 2012، كان رد السفيرة التلاوى أنها تعمل مع الأمم المتحدة، ورئيس جمعية تتلقى أموالاً من المانحين، فما بالك بمن تتولى مسئولية فى الأمم المتحدة منذ 27 عاماً، وفق سياساتها وأجنداتها، أنا سياسية فى عملى، ووطنية بنسبة 100%.

■ ما الخطوات الإجرائية التى ستتخذينها؟

- أنا وعدد من الأعضاء لن نقبل ما يحدث، وسنسعى لتوصيل الرسالة إلى أعلى المستويات.

{long_qoute_2}

قالت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة المنتخب، إنها لا تملك إلا الجنسية المصرية، وإن والدها كان من المحاربين القدامى، لافتة إلى أنها عملت فى الأمم المتحدة لمدة ٢٣ عاماً، وحان الوقت للتفرغ لخدمة بلدها، حتى لو من خلال منصب شرفى.

■ ما رأيك فى استقالة الدكتورة عزة هيكل؟

- لا أزمة وراء استقالة الدكتورة عزة هيكل، وأنا غير مقتنعة بأسبابها، وأدعوها إلى التراجع عنها، وأن نعمل معاً كفريق عمل من أجل خدمة المرأة.

■ هل تحملين الجنسية الأمريكية؟

- لا أحمل غير الجنسية المصرية، فأبى مصرى، وهو من المحاربين القدامى والمشاركين فى حرب أكتوبر 1973، ولا أملك إلا جنسية بلدى مصر التى أفخر بها دائماً. {left_qoute_2}

■ العمل كرئيس المجلس القومى للمرأة تطوعى، ولن تتقاضى أجراً مقابله، ما الذى يدفعك للانشغال به عن عملك فى الأمم المتحدة؟

- أنا أعلم ذلك جيداً، فقد قضيت أكثر من 23 عاماً فى العمل مع الأمم المتحدة، لكن الوقت حان لكى أتطوع لخدمة بلدى، وأن أقدم لها بعض الخبرات التى اكتسبتها، وأنا على أتم استعداد على التنازل عن الوظيفة الدولية، وهذا الأمر مجرد تضحية بسيطة أمام ما يقدمه الجنود المصريون كل يوم من أجل بلدهم، وعرضت على المجلس المشروعات التى عملت من خلال الأمم المتحدة عليها، مثل تطوير العشوائيات، وإظهار الصورة الحقيقية لمصر فى التقارير الدولية، ومشروع الختان ومحو الأمية.

■ هل ستتفرغين بالكامل للعمل بالمجلس؟

- نعم، مستعدة للتفرّغ من أجل هذا المنصب، وإن كان شرفياً وتطوعياً، وأتمنى أن أحقق شيئاً لبلدى.

■ ما رأيك فى الانتقادات التى وُجهت إليك بأنك ستطبقين أجندة غربية وسياسات الأمم المتحدة فى عملك بالمجلس؟

- أنا عملت بالأمم المتحدة ٢٣ عاماً فى برامج لخدمة المرأة المصرية والعربية، والجميع يشهد بذلك، وفى الأصل برنامجى ليس شخصياً، هناك استراتيجية وطنية كاملة أعمل عليها للنهوض بالمرأة، ولست وحدى، إنما معى 30 عضواً يضعون النهوض بالنساء على رأس أولويات عملهم بالمجلس.

■ هل اخترت الأمين العام للمجلس؟

- لم أحدد بعد من سيتولى منصب الأمين العام، فالأمر يتطلب بعض التدقيق وإجراء مقابلات مع الأعضاء لاختيار الأفضل.

■ هل كانت لديك نية للترشح منذ إعلان اسمك فى التشكيل الجديد للمجلس؟

- هناك العديد من العاملين بالمجلس، والأمانة الفنية شجعونى على الترشّح، ووعدوا بالتعاون من أجل إنجاح المجلس، وهو المطلوب لدعم نساء مصر.

■ هل دعمتك السفيرة مرفت التلاوى لتولى المنصب؟

- السفيرة مرفت التلاوى، قيمة وقامة، وتعاونت معها فى العديد من المهام السابقة، ومع غيرها من القيادات النسائية فى المنظمات الأهلية والمجتمع المدنى، لكن فى النهاية اختيار رئيس المجلس جاء بناءً على انتخابات نزيهة تحت إشراف قاضيين، هما المستشار سناء خليل ورفعت أبوالقمصان.