المراكب النيلية بلا زبائن ولا عمال: «يقطع البرد وسنينه»

كتب: محمد غالب

المراكب النيلية بلا زبائن ولا عمال: «يقطع البرد وسنينه»

المراكب النيلية بلا زبائن ولا عمال: «يقطع البرد وسنينه»

يعدون الأيام ويأملون أن يمر الشتاء سريعاً، ليس بسبب برودته ولا أمطاره، إنما لقلة رزقه وانعدام زبائن المراكب واللانشات، ما يدفعهم لتسريح العمالة وتقليص النفقات، والترحم على مكاسب فصل الصيف وفترات انتعاش حركة السياحة. {left_qoute_1}

يجلس أحمد صلاح مع والده أمام مركبهما الخاوى من الزبائن فى منطقة «القناطر»، حتى العمال تركوا المهنة بسبب انعدام الرزق، ما جعلهما يتحسران على المركب الذى كان مقصداً للأجانب والمصريين صيفاً وشتاءً.

«دلوقتى المراكب كلها فاضية، الميّه ما فيهاش حركة، مفيش شغل خالص ولا سياحة خارجية أو داخلية، ولا فيه زبون معاه يتفسح؟» يقولها «صلاح»، مؤكداً أن أصحاب المراكب كانوا يعتمدون على العرب والأجانب فى الشتاء، أما الزبون المصرى كان يأتى قليلاً فى الشتاء، وحالياً انصرف تماماً عن المراكب: «بنمشى على القد، مصاريف اليوم بيومه، وبكفى نفسى وعيالى بالعافية».

يتعجب «صلاح» من قلة الإقبال على المراكب النيلية، التى لُقبت بفسحة الغلابة لضعف تكلفتها: «لو مجموعة صحاب عايزين يتفسحوا ممكن كل واحد يدفع عشرة جنيه بس، ويقضوا يوم حلو فى النيل، مش مكلفة يعنى عشان ماحدش ييجى خالص»، يقولها «صلاح»، متمنياً عودة الزبائن ومواسم الرزق كما كان الحال فى السابق. يعمل «صبرى ياسر» على المركب منذ أن كان عمره 10 سنوات، حيث يمتلك والده أكثر من مركب فى «القناطر» وحرص على تدريبه وإلمامه بتفاصيلها منذ الصغر: «موسم الشتاء ده مضروب خالص عن السنين اللى فاتت، ومع ذلك بنقول يا مسهل ييجى الصيف ونسترزق»، يقولها «صبرى»، مؤكداً أنهم يحاولون الدعاية لأنفسهم قدر الإمكان مع شركات السياحة، ورغم ذلك لا يأتى زبائن: «لا مصريين ولا عرب، ممكن نفضل أسبوعين من غير شغل، فبنمشى على قدنا قدر الإمكان»، يقولها «صبرى»، مؤكداً أن الفسحة غير مكلفة، داعياً الزبائن لزيارة النيل. «اتخربت بيوتنا، مفيش شغل لا صبح ولا ليل»، يقولها «كريم فتحى»، الذى يمتلك مركباً مع أشقائه الـ6، ولا يجدون الرزق الذى يسمح باقتسامه لفترات تمتد إلى أسابيع: «عارفين إن فيه ركود فى البلد بشكل عام، لكن إحنا بنقول للناس إن الفسحة على المركب مش مكلفة والدنيا أمان»، مشيراً إلى أنهم أرزقية، يعملون اليوم بيومه، دون دخل ثابت يفى بمتطلبات أسرهم.

 


مواضيع متعلقة