بعد اتهامه بالتجسس في لبنان والسودان.. عودة "النسر الإسرائيلي" إلى موطنه

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

بعد اتهامه بالتجسس في لبنان والسودان.. عودة "النسر الإسرائيلي" إلى موطنه

بعد اتهامه بالتجسس في لبنان والسودان.. عودة "النسر الإسرائيلي" إلى موطنه

العديد من أساليب التجسس تتبعها أجهزة الاستخبارات حول العالم، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي الرهيب الذي يعيشه العالم، إلا أن بعض الدول ما زالت تتجه إلى أساليب تقليدية في تنفيذ مهماتها المخابراتية.

بالرغم من التطور الإلكتروني الذي تعيشه إسرائيل، فإن أصابع الاتهام تشير إليها في قضايا تجسس استخدمت خلالها طائر "النسر"، بخاصة بعد واقعة القبض على نسر إسرائيلي في لبنان مؤخرًا.

وعثر أهالي منطقة بنت جبيل جنوبي لبنان، 28 يناير الجاري، على نسر كان يحلق في الأجواء اللبنانية، ويحمل أجهزة تتبع وتحديد مواقع إسرائيلية.

وأفاد الأهالي أن النسر كان يحمل جهاز تحديد مواقع GPS وبطاقة تعريف إسرائيلية P98، بينما أعلنت سلطات البيئة والمحميات الطبيعية في إسرائيل أن نسرا عثر عليه جنوب لبنان بعد أن حلق فوق الحدود، كان يحمل أجهزة بغرض الاستخدام للبحث العلمي.

وقال الناطق باسم السلطات البيئية تالي تينيبوم إن النسر ابتعد 4 كم ودخل لبنان، مشيرا إلى أن السلطات لم تكن تعلم أنه قبض عليه، وطالب السلطات اللبنانية بالإفراج عنه.

وفي خطة وضعت على عجل تحركت هيئة المتنزهات والطبيعة الإسرائيلية بمساعدة عناصر الأمم المتحدة المتمركزة على الحدود بين البلدين، تم الإفراج عن النسر. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الطائر ضل طريقه الأسبوع الماضي وأمسك به مواطنون في جنوب لبنان. وأشارت التقارير إلى أن الطائر كان يحمل جهاز تعقب عبر الأقمار الصناعية لأغراض البحث ويحمل علامات تدل على أن موطن الطائر هو إسرائيل. وكانت ساقا الطائر مربوطتين خلال تواجده في لبنان وخضع لعلاج في متنزه سفاري رمات غان في إسرائيل لدى عودته.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشن السلطات اللبنانية منذ أبريل 2009، حملة واسعة ضد شبكات تجسس إسرائيلية تم خلالها اعتقال أكثر المئات من الأشخاص.

لم تكن تلك الواقعة الأولى لـ"النسور الإسرائيلية"، ففي عام 2010، قال مسؤولون سوادنيون إنهم أسروا نسرًا مزودًا بجهاز إلكتروني، يشتبه في أنه أُرسل من قبل إسرائيل في مهمة تجسس على البلد. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اكتشاف الطائر تم في بلدة كرينك بمنطقة دارفور غرب السودان.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن المسؤولين السوادنيين استنتجوا أن الطائر كان عميلا سريًا، بعد اكتشافهم أنه كان مزودًا بجهاز تحديد المواقع العالمي "جي.بي.أس"، ويعمل بالطاقة الشمسية قادر على نشر صور بواسطة الأقمار الصناعية.

كما كان النسر مزودا ببطاقة مثبتة في إحدى قدميه وعليها عبارة "خدمة الطبيعة الإسرائيلية"، ما أثار اتهامات بأن الطائر كان في مهمة مراقبة إسرائيلية.

من جانبهم، أقر المسؤولون الإسرائيليون بأن الطائر الذي يستطيع التحليق لمسافة تصل نحو 600 كلم يوميا كان مزودا بجهاز إسرائيلي، لكنهم أصروا على أنه كان يُستخدم في دراسة أنماط هجرة الطيور.

وقال عالم البيئة في هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية أوهاد حازوف، إن الطائر كان واحدا من 100 نسر زودت في أكتوبر 2010، بنظام "جي.بي.أس" لأخذ قراءات المسافات والارتفاعات، وليس صور مراقبة. وأضاف أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي عرفنا بها ما حدث للطائر عندما توقف فجأة عن الطيران وبدأ يمشي على الأرض".


مواضيع متعلقة