يوم داخل اعتصام العاطلين.. «التشغيل أو الموت»

يوم داخل اعتصام العاطلين.. «التشغيل أو الموت»
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
متاريس وأسلاك شائكة، جنود الجيش التونسى مدججون بالسلاح، بوابة حديدية ضخمة، وطريق طويل تحفه الأشجار من جميع الجهات، يصعد بك إلى ربوة عالية حيث مقر ولاية القصرين، ومقر اعتصام العاطلين، يظهر على جدرانه المزينة بالفسيفساء عبق الماضى، إلى يمنيك تظهر الجبال، وتطل من خلال البوابة الحديدية للمقر جدران لقصر متهدم على الجانب الثانى من الطريق، وإلى يسارك بضع درجات سلالم تصل بك إلى ساحة كبرى، حيث يستقر المعتصمون لليوم الحادى عشر، رافعين شعار «التشغيل أو الموت».
{long_qoute_1}
اتخذ المعتصمون من ساحة مقر الولاية، وإحدى قاعات الاجتماعات مكاناً لاعتصامهم. مع ساعات الصبح الأولى بدا الجميع نشيطاً، عدد لا بأس به بدأ يأخذ دوره فى تنظيف القاعة، ويستقر بهم المقام ليلاً للمبيت، يجمعون الأغطية على جانبى القاعة، والطاولات والمقاعد. لقد بدأوا فى تنظيف الأرضية، وفى الخارج أخذ البعض فى نصب خيام جديدة، وكتابة اللافتات للرد على بيانات الحكومة. بالقرب من سلالم غرفة الوالى تظهر مجموعات من قوات الجيش تصطف على السلالم لمنع المعتصمين من التقدم أكثر نحو الرجل القابع هناك، يتوافد على الاعتصام العديد من أصحاب الشكاوى الفردية، يسلمونها لضباط الجيش، كى يسلموها بدورهم للوالى.
{long_qoute_3}
فى نهاية الاعتصام، وعلى مقعدين متجاورين، أراحت «ربح سعدلى» جسدها النحيل، وإلى جوارها عدد من الشهادات مربوطة بأحد الحبال وقد صنعت منها سترة ترتديها ممهورة بأسماء أفراد عائلتها الحاصلين على مؤهلات عليا ولم يتوصلوا إلى عمل يقتاتون منه، وعلى ظهرها كتبت: «رغم برودة الجو والجوع والعطش، قسماً برب الكعبة، سأظل صامدة حتى تحقيق مطالبى». تقول «سعدلى» إنها تخرجت فى كلية قفصة للإعلام، وتبحث عن عمل منذ عام 2010، وحاولت كثيراً البحث عن عمل حتى تنفق على أسرتها، لكن دون جدوى، لم تكن «سعدلى» وحدها التى تبحث عن عمل ولم تجد، رغم حصولها على مؤهل عال، لكن أشقاءها الأربعة حاصلون على الأستاذية فى العلوم، وشقيقها حاصل على الإجازة من معهد التكوين، بخلاف شقيقها الأكبر عامل اليومية، وأمها مريضة بمرض مزمن.
لم تيأس «سعدلى»، تركت القصرين ورحلت إلى ولاية المنستير، وعملت بإحدى الشركات لمدة أربع سنوات دون عقد يضمن لها حقوقها، حتى استغنوا عنها دون أن يعطوها أى حقوق: «بعدما طالبت بالتثبيت طردونى»، عادت أدراجها مرة أخرى إلى القصرين حيث تقطن فى معتمدية «العيون».
{left_qoute_1}
تقول بامتعاض إن بقية شباب المعتمدية لا تختلف حالهم عن حالها وبقية أسرتها المعطلة، رغم شهاداتهم العالية، فالكثير من الأسر لا يعمل منها فرد واحد: «الحكومة وعدتنا برشا، وعود زائفة.. ستشتغلون، ستشتغلون، ستشتغلون، ستشتغلون، لكن دون فائدة». تتقاسم «سعدلى» وشريكتها فى الجلسة طعام الإفطار، تصمت برهة، وتعود لتقول إن الاعتصام قائم بذاته، فكل من يمتلك أغطية أو أطعمة يأتى بها، وإنها تشارك زميلتها فى الكلية فرشتها، حيث سبقتها إلى الاعتصام، وتشيران إلى أن وجودها هنا نيابة عن أسرتها بالكامل.
{long_qoute_2}
سناء الذهبى، ببشرتها السمراء، تجلس داخل القاعة على أحد المقاعد الخشبية المتهالكة، ظلت الفتاة التى حصلت على الأستاذية فى علوم الحاسب الآلى تبحث عن عمل طيلة ثمانى سنوات لكن لم يحالفها الحظ، تقول إن الثورات تقوم بسبب الفساد، وأينما وجدت الانتفاضات الشعبية كان ذلك، لا بد، بسبب الفساد، وبلدتنا بها الكثير من الفاسدين، وتتساءل: لماذا هدد رضا اليحياوى بحرق نفسه، حتى صُعق بالكهرباء.
تروى «الذهبى» الحكاية من البداية، فقبل عام من الآن جاء واعتصم مع ما يربو على المائة شاب من شباب الولاية المعطلين من أصحاب الشهادات العليا للمطالبة بالتشغيل، وبالفعل استجابت لهم الولاية بعد شهر من الاعتصام، وفى اجتماع حضره أعضاء مجلس النواب، والوالى، وعدد من المستثمرين، وعدد من ممثلى اعتصامهم، وضعوا آلية لتوظيفهم، وقائمة بأسماء المعتصمين، وبعد عام أعلنت الولاية عن المعينين وفقاً للاتفاق، وفوجئ الشاب حينها بأنه ليس من ضمن القائمة التى حوت أسماء لم يكن أصحابها من المعتصمين، لكن زُج بأسمائهم داخلها «لأن لهم زى ما بتقولوا بالمصرى كوسة وواسطة».
تُعدّل من وضع نظارتها الطبية، وتعود لتقول إن الأمن فى تلك المرة كان لديه القدرة على ضبط النفس، وحتى المتظاهرين استطاعوا حماية الممتلكات العامة، ولم تكن هناك سرقات، وما نُشر عن النهب والسلب محاولات لضرب القصرين والقضاء على الانتفاضة، كما أشاعوا وقت ثورة الياسمين أن المتظاهرين فى الولاية إرهابيون، فى الجوار شاب بظهره خاط فمه، كنوع من أنواع التصعيد، تقول «الذهبى» إن الشباب فى القصرين اعتاد هذا الشكل من تصعيد الاحتجاجات، متوقعة أن يزيد عدد الذين يخيطون أفواههم فى ظل عدم وضع الحكومة آليات محددة لتنفيذ وعودها.
ينتصف النهار، يتزايد عدد المعتصمين المقبلين من منازلهم، وداخل خيمة زرقاء تتوسط ساحة الولاية، مزينة بأوانٍ فخارية مكسّرة، ومكتوب عليها «إضراب الجوع» استقر الحال بثلاثة عشر من المعتصمين قرروا الدخول فى إضراب جزئى عن الطعام من البارحة، وفى وسط الخيمة يجلس خالد الفقراوى، يعيش بحى الزهور، ويقول: «تعبنا برشا، ولنا 11 يوم موجودين ولا توجد آذان صاغية لا من الحكومة ولا رئاسة الجمهورية، وطالما أن الإنسان فقير، فالموت البطىء هو الحل».
بلهجة تونسية، وحماسة شديدة، يقول «الفقراوى» إن عمره 35 عاماً، وحاصل على الأستاذية فى الحقوق، وليس لديه منزل ولا زوجة ولم يحصل على أى دعم من الحكومة للعمل أو التوظيف: «بعد كل ذلك لماذا نعيش فى هذه الحياة؟ الموت أهون». يقول إن الثورة قامت من أجل القضاء على البطالة والفقر والتهميش، لكن «يا خيبة المسا»، فالشباب لم يستفد شيئاً من الثورة سوى سقوط الشهداء، وهناك أزمة جديدة تزيد من آلام شباب القصرين، فمعمل عجين الحلفاء والورق بالقصرين على وشك الإغلاق جرّاء النقص الرهيب فى مادة الحلفاء التى تمثل حجر الأساس فى عملية صنع الورق، ويتم استخرجها من الجبال، ولا طريق إليها الآن بعدما أغلق الجيش الجبل لمجابهة ما يسمى معاقل الإرهاب، ويُعد مصنع عجين الحلفاء والورق شريان الحياة فى القصرين، حيث يعمل زهاء 1000 عامل وموظف بالإضافة إلى عدد من العمال الموسميين، ما يجعل من غلقه كارثة قد تحل على إقليم الوسط الغربى، ويضيف: «نعانى الأمرّين»، ويتمنى الرجل لو سحبوا منه الجنسية: «يمكن ينصلح حالى»، ويقول بعصبية مفرطة: «يا عمل يا موت».
على الجانب الآخر من الاعتصام، وبجوار العلم التونسى، ولافتات الشعارات الثورية: «الشغل حق دستورى.. البطالة خرق للدستور.. شباب القصرين لن يتنازل عن حقه»، يجلس نزار الصعدلى، بجسده النحيل، «نزار» لديه تجربة مريرة فى البحث عن العمل استمرت سبع سنوات حتى حصل على عمل فى مستشفى الولاية كفنّى تخدير، لكنه انضم للمعتصمين تضامناً مع شباب بلدته. يقول الشاب الثلاثينى إن خطاب رئيس الوزراء، الحبيب الصيد، أمام البرلمان وما طرحه من حلول للأزمة لا يتضمن آليات لتنفيذ القرارات، فالأمر ليس مجرد أحاديث للتليفزيون والإعلام، مشيراً إلى أن عدد المعتصمين فى ازدياد مستمر، متوقعاً معاودة الاحتجاجات فى الشارع من جديد إذا استمر الاعتصام ولم تقُم الحكومة بأى حلول واقعية لحل أزمة القصرين وشبابها، خاصة من أبناء الأحياء المهمشة والشعبية.
الاعتصام يشهد بعض الانقسامات بين حمَلة الشهادات العليا من المعطلين وغير المتعلمين، وهو ما نفاه «الصعدلى» الذى قال بكل ثقة إن أهالى القصرين وما يعيشون فيه من ظروف جعلهم يقومون بشىء واحد دوماً، وتجمعهم كلمة واحدة، ليس فقط داخل الاعتصام، بل وخارجه أيضاً، وينتفضون عن بكرة أبيهم فى وقت واحد بمجرد ظهور أى حراك، دون أى أهداف سياسية. وتابع أن آليات الاعتصام كانت وليدة اللحظة، والمعتصمون قسموا أنفسهم إلى أربع مجموعات، واحدة تحمى المنشآت الحيوية والمناطق الخاصة والعامة، وأخرى للقيام بحملات تنظيف فى الشوارع، وثالثة للتظاهر فى الشوارع، والأخيرة تحافظ على الاعتصام داخل مقر الولاية.
وبالقرب من تمركز قوات الجيش على سلالم الوالى، تجمّع عدد كبير من العجائز، من ذوى الإعاقة، جاءوا للمشاركة فى الاعتصام، ليطالبوا بحقوقهم المشروعة فى معاش يضمن لهم الحياة الكريمة، فى ظل عدم قدرتهم على العمل بسبب إعاقتهم، تجمع قوات الجيش منهم شكاواهم وتعدهم برفعها للوالى، لكنهم يرفضون الرحيل عن الاعتصام، وينخرطون مع الشباب لحين تحقيق جميع المطالب.
اعتصام تونس
بدأ الاعتصام بعد وفاة رضا اليحياوى بصعقة كهربائية أمام مقر الولاية فى 16 ديسمبر 2015.
الاعتصام هو الثانى من نوعه فى مقر الولاية بعد اعتصام استمر لشهر فى 2014 قاده رضا اليحياوى نفسه للمطالبة بالتشغيل.
يدخل الاعتصام فى يومه الثالث عشر، ودخل 13 من أعضائه فى إضراب جوع حتى تنفيذ مطالبهم.
عدد المعتصمين ما يربو على 500 معتصم من أصحاب الشهادات العليا وغير المتعلمين
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة
- أسلاك شائكة
- أمام البرلمان
- أهداف سياسية
- إضراب جزئى
- البحث عن عمل
- البطالة والفقر
- الجيش التونسى
- الحاسب الآلى
- الحبيب الصيد
- الحياة الكريمة