«الجندى».. نحات خشب: الحكومة أهملتنا والناس نسيتنا

كتب: إنجى الطوخى

«الجندى».. نحات خشب: الحكومة أهملتنا والناس نسيتنا

«الجندى».. نحات خشب: الحكومة أهملتنا والناس نسيتنا

أبو «سوق الغلام» هو الوصف الذى يُطلق على «سيد الجندى»، 77 عاماً، حيث كان شاهداً على عملية بناء السوق منذ البداية، يلجأ إليه الجميع فى حال أرادوا معرفة أى حكاية عن تاريخ المكان، وكيف تحول مؤخراً إلى بناء مهجور لا تعلم عنه الأجيال الجديدة شيئاً سوى الاسم فقط.

{long_qoute_1}

«الجندى» الذى يعمل نحاتاً على الخشب، كان يبلغ من العمر 19 عاماً عندما أبلغت الحكومة معظم أصحاب الورش فى أى رَبْع موجود بمنطقة الحسين بضرورة مغادرة المكان، لأنها آيلة للسقوط: «وقتها كان هناك أكثر من رَبع فى منطقة الحسين، تستخدم كورش للعاملين من أصحاب المهن التراثية اليدوية، بالتحديد كان عددهم أربعة، الحكومة أبلغت هؤلاء الحرفيين بضرورة المغادرة، وأنها لن تكون مسئولة عنهم، وبعد فترة وجيزة تم التفكير فى بناء هذا السوق لكى يجمع كل تلك الورش فى مكان واحد».

تنبسط أسارير وجه «الجندى» عندما يعود بذاكرته إلى بداية نشأة سوق «أم الغلام»، وكأنه تذكر عزيزاً عليه، فرغم علامات الزمن التى تركت آثارها فى شعره الفضى، إلا أن ذاكرته الحديدية لم تتأثر بالزمن: «وقتها كانت الحكومة تهتم بالعمالة بحق، هما كانوا ممكن يفكروا يعوضوا صاحب كل ورشة وخلاص، لكن العقل اللى بيدير البلد وقتها، فكر إنه يبنى مكان يجمع كل أصحاب الورش، علشان يروجوا لمنتجاتهم، وفى الوقت نفسه يحفظ المهن التراثية دى من الضياع، ببساطة هما كان قلبهم على العامل.

بعد أن تم بناء السوق بشكل يشبه بناء الرَّبع التراثى، تم توزيع محلات على الأشخاص الذين تركوا أماكنهم، مع عقد تأجير يبدأ من جنيهين ونصف الجنيه، ويحق للمستأجر الامتلاك بعد مرور 25 عاماً: «هما اتعاملوا مع أصحاب الورش المقبلين بنظام الإسكان العادى مش إنهم تجار، ولغاية دلوقتى الإيجار زى ما هو مازادش جنيه».

الكوميديا الحقيقية بحسب «الجندى» الذى درس فن النحت على الأخشاب فى أحد المعاهد الإيطالية فى نهاية الخمسينات، أن الحكومة لم تهدم أى رَبع من الأربعة الموجودة فى الحسين وخان الخليلى، بل على العكس، رأت أن عملية الهدم ستسبب خسارة تاريخية، فقامت بترميمها. يقول: «الآن نحن المتضررون فمع مرور الزمن، نسى الناس سوق أم الغلام، وأهملت الحكومة أى تطوير به، من حيث المرافق أو الخدمات اللى مش موجودة، أو الدعاية عنه لدى أى سائح مقبل من الخارج، فصار الإقبال على منتجات خان الخليلى فقط، التى تعتمد على المصانع، وليس على الورش، مما تسبب فى خسارة مضاعفة لنا، وكأنهم بيموتونا بالحيا!».

سوق أم الغلام

تقع خلف مسجد الحسين وتضم عدداً كبيراً من أصحاب الصناعات التراثية.

أنشئت عام 1960 بهدف الحفاظ على هذه الصناعات وفتح سوق للتصدير إلى الخارج.

تعانى من الركود، وبعض الورش أغلقت أبوابها بسبب الغزو الصينى.

عمالها يطالبون بدعم الحكومة للصناعات اليدوية.

بعثات من الولايات المتحدة الأمريكية زارتها فى الستينات، وقدموا معونات باعتبارها مركزاً للصناعات اليدوية التراثية.

درس أصحاب الورش على يد خبراء إيطاليين وسودانيين، وبعض المهن الموجودة تعود أصولها إلى 200 عام.

تركيا، البرازيل، اليونان، إيطاليا، السودان، ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية، هى أغلب الدول التى يُقبل مواطنوها على شراء منتجاتها.

 

 


مواضيع متعلقة