كل كبير وله «سوشيال ميديا»

كتب: هبة وهدان

كل كبير وله «سوشيال ميديا»

كل كبير وله «سوشيال ميديا»

لم تعد مكاناً للدردشة والتسلية، إنما قادرة على قيادة الحملات، وتغيير مجرى كثير من الأحداث، بل إن روادها فى بعض الأحيان تبنوا قضايا باتت حديث الصحف والفضائيات فيما بعد.

لم يتخيل المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، أن إقالته ستكون على يد جمهور الـ«سوشيال ميديا»، عقب تصريحه الرافض لإلحاق أبناء عُمال النظافة فى العمل القضائى، مؤكداً أن القاضى يجب أن يخرج من وسط راقٍ، ولن يختلف الحال كثيراً فى واقعة تعذيب الكلب «ماكس» على يد مجموعة من الشباب فى شارع الأهرام، حيث انطلقت من الـ«سوشيال ميديا» حملة لملاحقة مرتكب الحادث، ما أدى لاهتمام برامج الـ«توك شو»، وإصدار السلطات الأمنية قراراً بضبط من قاموا بقتل الكلب.

{long_qoute_1}

ولا ننسى إقالة محافظ الإسكندرية، هانى المسيرى، عقب الحملة الإلكترونية التى شنت ضده نتيجة أزمة هطول الأمطار، وأخيراً الضجة التى أثيرت حول فيدو الممثل الشاب أحمد مالك وشادى أبوزيد، مراسل برنامج «أبلة قاهيتا» لمحاسبتهما حول السخرية من جنود الأمن المركزى فى احتفالات عيد الشرطة. الدكتور مرعى مدكور، عميد كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، يرى أن مواقع التواصل الاجتماعى خدمت المجتمع بتحريك قضايا لم يثِرها الإعلام، أو تطرق إليها بعد نشرها إلكترونياً، بالإضافة إلى أنها باتت مادة خصبة للكثير من الموضوعات الإعلامية والصحفية التى طرحت على الساحة مؤخراً.

«مدكور» يرى أنه بات من الصعوبة السيطرة على الـ«سوشيال ميديا»، فهى مثل الطلقة لا يستطيع أحد منعها: «الصحافة ساعات ما تقدرش تنشر ولا تتكلم فى حاجات زى القضايا اللى فيها حظر النشر، لكن السوشيال ميديا تقدر تطرحها ومحدش يقدر يمسك عليها حاجة».

وأشار «مرعى» إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت منافساً للصحافة والإعلام فى دورهما الخبرى، لكنها تحتاج إلى بعض الضوابط والمعايير، حيث إنها باتت مصدراً موثوقاً به، وأداة تحرك الرأى العام.

من جانبها، قالت الدكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن مواقع التواصل الاجتماعى باتت تمثل عبئاً كبيراً على المجتمع، حيث إنه لا يمكن السيطرة على المعلومات والأخبار التى تتداول من خلالها، لافتة إلى أن «السوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، سلبياته أكثر من إيجابياته، حيث إنها باتت تسهم فى تربية وتعليم النشأ الصغير وهذه كارثة ستواجه المجتمع فيما بعد: «السوشيال ميديا بتهد وتبنى فى الوقت نفسه، وللأسف ما بقاش لها سقف ولا طموحات».

 


مواضيع متعلقة