«ميت حلفا»: مبنى مهجور تكلف 2 مليون جنيه مكتوب عليه مركز طب الأسرة

كتب: محمد على زيدان

«ميت حلفا»: مبنى مهجور تكلف 2 مليون جنيه مكتوب عليه مركز طب الأسرة

«ميت حلفا»: مبنى مهجور تكلف 2 مليون جنيه مكتوب عليه مركز طب الأسرة

خلف قضيب السكك الحديدية على طريق مصر إسكندرية الزراعى، تقع قرية «ميت حلفا»، التى تبعد مسافة 3 كيلومترات عن الطريق الدائرى، فى طريق متعرج، يسير «التوك توك» فى اتجاه محطة مياه الشرب، التى تقع خلفها، مساحة شاسعة تبلغ أكثر من 3 أفدنة، يحيطها سور خرسانى، يشتمل المكان على بنايتين، الأولى ترجع إلى عشرات السنين، مكونة من طابقين مكتوب عليها «مركز طب الأسرة بميت حلفا»، هو المكان الوحيد الذى يوفر خدمة صحية محدودة لعشرات الآلاف من المواطنين،

فى نفس المكان، تقع بناية مكونة من 3 طوابق، يبدو على شكلها من الخارج أنها ترجع إلى سنوات مضت، متروكة دون استكمال الأعمال الخاصة بها من وضع النوافذ والأبواب، المبنى المهجور منذ أكثر من 9 سنوات مضت، هو مشروع إنشاء مستشفى لأهالى القرية، يرجع بناؤه إلى عام 2001، بلغت تكلفته ما يقرب من مليونى جنيه وقتها، وظل متروكاً حتى الآن، دون استكمال التشطيبات اللازمة بالمبنى.

{long_qoute_1}

يروى عضو مجلس الشعب السابق فاروق الديب، أحد أبناء القرية، أنه فى عام 2001، طلب من وزير الصحة فى ذلك الوقت الدكتور إسماعيل سلام الموافقة على بناء مستشفى لخدمة أهالى القرية، وأن هذا المستشفى سيعمل على خدمة عدد آخر من القرى المحيطة بها، إضافة إلى أهمية موقعه بالقرب من الدائرى، الذى يقع عليه الكثير من الحوادث، قائلاً: «قلت للوزير إننا فى حاجة إلى وجود مستشفى عام، يخدم العديد من القرى الموجودة بجوارنا وليس فقط القرية التى يزيد عددها على 50 ألف نسمة مع مجموع ما حولها ما يزيد على 250 ألف مواطن، سيقدم لهم المستشفى خدمة العلاج»، وأوضح أنه صدر قرار ببناء المستشفى وقتها وظل العمل مستمراً حتى عام 2005، ثم توقف كل شىء دون علم السبب الرئيسى لذلك.

يقول «الديب»، إن القرية كانت بها وحدة صحية ثم تحولت إلى «طب الأسرة»، لكنها لا تقدم سوى خدمات محدودة إلى الأهالى، وأوضح أن المستشفى تكلف ما يقرب من 2 مليون جنيه، وبالفعل تم استحضار الأجهزة الطبية قبل الانتهاء من أعمال التشطيب بالمستشفى، قائلاً: «رُحت مديرية الصحة بالمحافظة وقالوا إنه هناك تعليمات من فوق بوقف العمل، دون إبداء سبب واضح، ما تسبب فى إهدار مال عام، دون استفادة المواطنين منه».

{long_qoute_2}

على رصيف المبنى المهجور يجلس رجل خمسينى، يرتدى جلباباً ويمسك بكوب من الشاى فى يده اليمنى، يدعى محمد راضى، يعمل حارساً على المكان منذ بداية نشأته، قال الرجل: «المقاول اللى كان هنا كانوا بيشتغلوا 4 شهور فى السنة لحد سنة 2005 وبعدها سابوها ومشيوا، ومحدش عارف السبب».

يصحبنا الرجل إلى داخل المبنى، ممرات انتهت نصفها من تركيب الأرضيات ورمال فى النصف الثانى، قطع من الطوب الأحمر والسيراميك ملقاة على الأرض، وحوائط يكسوها السيراميك وأخرى متروكة على الطوب الأحمر، شكائر من الأسمنت وكراتين من السيراميك، كلها مواد تركها المقاول قبل استكمال أعمال بناء المستشفى، التى لا يعرف لها سبب حتى ذلك الوقت.

مبنى مستشفى «ميت حلفا» المهجور من الداخل

يقول إبراهيم أحمد، أحد الموظفين بمركز الصحة، المتابع لقضية المستشفى، إن المحافظة كانت المسئول عن تنفيذ المشروع، بالاتفاق مع المقاول، الذى لم يقترب من المستشفى منذ 7 سنوات مضت، قائلاً: «دى بقت خرابة مش مشروع مبنى مستشفى، لو اكتملت هتخدم مش أقل من 200 ألف مواطن»، وأوضح أن الناس لديها معاناة مع العلاج، نتيجة عدم توافر الخدمات اللازمة للقرية، فمركز طب الأسرة لا يعمل سوى 12 ساعة فقط فى اليوم، كما أنه يقدم خدمات علاجية محدودة للمرضى.

يوضح «إبراهيم» أنهم تقدموا أكثر من مرة بشكوى إلى المحافظة، التى أرسلت منذ عدة أسابيع مندوبين من هيئة الأبنية الحكومية، فى زيارة إلى المستشفى، وأوضحوا أن المستشفى سيستكمل العمل به خلال الفترة المقبلة، قائلاً: «احنا بنسمع الكلام ده كتير، والوضع على ما هو عليه من سنين، ومفيش حاجة بتتغير، احنا يهمنا أن المستشفى تشتغل لأنها هتنفع ناس كتير محتاجينها».

 


مواضيع متعلقة