فاطمة ناعوت لـ«المثقفين المصريين»: «نحن السابقون وأنتم اللاحقون»

كتب: رنا الدسوقى

فاطمة ناعوت لـ«المثقفين المصريين»: «نحن السابقون وأنتم اللاحقون»

فاطمة ناعوت لـ«المثقفين المصريين»: «نحن السابقون وأنتم اللاحقون»

قالت فاطمة ناعوت، الكاتبة الصحفية، إنها ستتقدم بطعن على حكم المحكمة بإدانتها بتهمة ازدراء الأديان، مؤكدة أنها لا تخاف من دخول السجن وستقضى فيه وقتها بقراءة الكتب، لافتة إلى أن أسوأ ما يعانيه المجتمع المصرى هو رجوعه لعصور الظلام والتخلف.

وأضافت «ناعوت»، خلال حوارها لـ«الوطن»، أن عدداً كبيراً من جبهات الإبداع الدولية أعلنت تضامنها معها ما عدا اتحاد الكتاب المصرى الذى ما زال يسيطر عليه الإخوان، موجهة رسالة للمثقفين بضرورة التحرك قائلة «نحن السابقون وأنتم اللاحقون». وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ماذا كان انطباعك بعد سماع حكم حبسك بتهمة ازدراء الأديان؟

- لست حزينة أو خائفة من حكم دخولى السجن وسأدخله مرفوعة الرأس، ولكنى أشعر بالإحباط بسبب ضياع 9 قرون من التنوير بدأها ابن رشد مروراً بكثيرين من قادة التنوير مثل نصر حامد أبوزيد، وكأنما ذهبت جهود كل هؤلاء هباءً. والآن أشعر أن هناك تناقضاً شديداً يعانيه مجتمعنا المصرى وكأننا نرجع آلاف السنين للوراء.

■ وكيف ستتحركين قانونياً؟

- وكلت محامياً لى لاتخاذ كل الإجراءات القانونية السليمة تجاه القضية، وأعتقد أنه سيتقدم باستئناف أو طعن على الحكم فهو ليس حكماً نهائياً أو باتاً.

■ وما شعورك تجاه إمكانية دخولك السجن؟

- «مش فارق معايا السجن» فأنا حققت كل أحلامى وأصدرت العديد من الكتب الأدبية والثقافية التى راجت عالمياً، و«ربيت أولادى» وقد حققت كل ما تمنيته وسعيت إليه، كما أننى سأعتبر السجن مثل بيتى، وسأقضى الوقت فيه فى قراءة الكتب التى ستكون جليستى.

{long_qoute_2}

■ وما حدود معرفتك بالمحامى الذى رفع القضية ضدك؟

- لا أعرفه من قريب ولا من بعيد، ولا أظن أن له توجهاً سياسياً، فهو شخص لا يعرف القراءة والكتابة ولا يعرف أن يكتب لفظ الجلالة «الله»، فهو يكتبه خطأ بالتاء المفتوحة، وكيف لشخص لا يعرف كتابة لفظ الجلالة أن يعرف يقرأ أو يفهم آيات القرآن ليقوم بتكفيرى، فهو شخص مهووس شهرة وكل أمنيته أن يكتب اسمه بجانب الكاتبة فاطمة ناعوت.

■ ألا يوجد احتمال بأن يكون منتمياً لـ«الإخوان» أو أى من التيارات السلفية المتطرفة؟

- لا أعرف ولم أهتم بمعرفة أصله أو من وراءه ولم أناقش توجهه داخل المحكمة أمام القاضى، فالقضية لم تعد شخصية وإنما قضية مجتمع، ولن تقف عندى، وسيعانى منها باقى الأدباء والمثقفين المصريين إذا ظلوا على صمتهم.

■ وماذا عن تضامن وزارة الثقافة مع قضيتك؟

- فخورة بتضامن الكاتب الكبير حلمى النمنم، وزير الثقافة، معى واهتمامه واتصاله بى، ولكن لا أعرف إذا كان تضامنه بشكل شخصى أم رسمى يمثل وزارة الثقافة.

■ من هم المثقفون أو الكيانات الثقافية الذين أعلنوا تضامنهم أيضاً معك؟

- هناك كثير من نواب البرلمان على رأسهم المخرج خالد يوسف، وعدد من القامات السياسية والدينية والفنية مثل الدكتورة آمنة نصير، وإبراهيم عيسى، ومحمد سلماوى، وسعد الدين هلالى، وأسامة الغزالى حرب، وإسعاد يونس، وأحمد عبدالعزيز، فضلاً عن نقابتى المحامين والصحفيين واتحاد الكتاب الكردستانى وجبهة التنوير فى باريس.

{long_qoute_3}

■ وماذا عن اتحاد الكتاب المصرى؟

- لم يعلن دعمه لى أو تضامنه مع قضيتى، وهذه مفارقة كبيرة أن اتحاد كتاب بلدك لا يدعمك فى حين يدعمك اتحاد الكتاب الكردستانى وغيره من جهات الإبداع الدولية، وهذا يوضح مدى سيطرة الإخوان على اتحاد الكتاب حتى الآن وغيره من مفاصل الدولة.

■ كيف ترين موقف الدولة تجاه قضايا المثقفين والتنكيل بهم؟

- للأسف هناك تناقض كبير بين ما تعلنه الدولة بقيادة الرئيس السيسى وإعلان دعمه للمثقفين وإطلاق ثورة لتجديد الخطاب الدينى وما ينتهجه مسئولو الدولة، وكأنهم يعملون فى كوكب آخر وغير مقتنعين أو معترفين بدور المثقفين، وقد التقيت الرئيس السيسى 3 أو 4 مرات خلال لقائه بالمثقفين وأكد لنا بشكل شخصى حرصه على إطلاق ثورة للتنوير والاستنارة وأنه أعطى تعليماته لمؤسسات الدولة بضرورة تجديد الخطاب الدينى ولكن للأسف الدولة تعمل وتتحرك فى اتجاهين معاكسين ولا نجد أى تفعيل لـ«كلام الرئيس».

■ كيف ترين تعرض بعض المثقفين لهجمة شرسة فى ظل النظام الجديد بعد زوال حكم الإخوان؟

- الحقيقة أن المثقفين هم المسئولون عما نتعرض له من حملات تشويه واغتيالات معنوية، إذا استمروا فى صمتهم وتشرذمهم، فتشتتهم يقوى ممثلى الإرهاب الفكرى والفكر المتطرف، واستمرارهم على ما هم عليه يشير إلى استمرار هؤلاء المتطرفين فى حملات اغتيالهم للمفكرين «هيصطادونا واحد واحد»، وأقول لهم «نحن السابقون وأنتم اللاحقون» إذا لم يتحركوا ويستشعروا ما تواجهه الجبهة الإبداعية المصرية من خطر، وهو لا يقل خطورة عما تواجهه الدولة فى حربها ضد الإرهاب.

■ ما أبرز التشريعات التى تطالبين بها لحماية المثقفين وتجديد الخطاب الثقافى؟

- لا بد أولاً من تفعيل مواد الدستور الذى يجرم التنكيل بالمثقفين وينص على عدم حبس الكاتب على رأى، وإلغاء قانون ازدراء الأديان لأنه غير دستورى وباطل قانونياً، والوقوف ضد ملاحقة الكتاب وتكميم الأفواه، فضلاً عن ضمان حقوق المرأة العاملة والمعيلة والأقباط والتعليم والصحة.

أحاكم بمادة غير دستورية

أنا أحاكَم بمادة غير دستورية ليس لها أصل فى الدستور المصرى الجديد، ومن الواضح أننا ما زلنا نحاكَم بآثار دستور 1971 بأثر رجعى، لأن دستور 2014 لم يُفعّل حتى الآن، وما يثير اندهاشى هو كيفية مرور قضيتى من النيابة إلى المحكمة بمثل هذه السرعة فى ظل استمرار قضايا أخرى قيد الإدارج لسنوات عديدة، وأذكر هنا المستشار محمد نور، وكيل النيابة عام 1926، الذى حكم ببراءة طه حسين من تهمة «الكفر» عندما كتب عن الشعر الجاهلى، إقراراً منه بعدم جواز حبس كاتب بسبب رأى.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة