صعقا أو صدما أو تحت الأنقاض.. "الموت" نتيجة "أي شتواية" في مصر

كتب: محمود عباس

صعقا أو صدما أو تحت الأنقاض.. "الموت" نتيجة "أي شتواية" في مصر

صعقا أو صدما أو تحت الأنقاض.. "الموت" نتيجة "أي شتواية" في مصر

"الشتاء"، لفظ ربما حمل في طياته معانٍ كثيرة كلها تنصب في بوتقة الاضطراب والسكون وعدم الدفء، إلا أن طابعا جديدا اتسم به شتاء ذلك العام، فما أن حلت موجة من طقس سيئ أو نوبة من هطول الأمطار إلا وخطفت معها ضحايا كتب لها القدر أن تزهق أرواحها دون وداعٍ أو نظرة أخيرة يلقونها على بيوتهم.

الموجة الأولى من الموت اختلطت مع موجات من بحيرات امتلأت بها شوارع الإسكندرية والبحيرة غطت قرى محافظة البحيرة في أول نوفمبر الماضي، لتسفر عن وقوع 15 حالة وفاة، من بينهم 4 لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء، و11 آخرين صعدت أرواحهم إلى بارئها بعد دخول مياه الأمطار إلى منازلهم أثناء نومهم، وذلك بعد أيام قليلة من رحيل 5 أشخاص بمدينة "الثغر"، إثر صعقهم بالكهرباء نتيجة سقوط عامود للإنارة في بحور السيول الغزيرة.

"الأنقاض"، كانت خير تعبير عن الموجة الثانية للموت شتاء، فها هي قوات الإنقاذ تكشف النقاب عن 3 جثث وتنتشل 8 أشخاص من تحت الأنقاض أحياء و8 مصابين، بعدما استيقظ أهالى منطقة أبو قير صباح 29 أكتوبر الماضي، على سماع دوي صوت شديد هز أركان المنطقة معلنا عن سقوط عقار بالكامل بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت في تشققه، أعقبه سماع صراخ وعويل من سكان عقار بشارع الإمام مالك، وجزء من عقار آخر بمنطقة الحضرة، ثم تنتهي سلسلة "ضحايا الأنقاض" بسيدة في السبعين من عمرها، لقيت مصرعها إثر انهيار عقار بمنطقة كرموز بالإسكندرية، إثر هطول الأمطار الرعدية على المدينة.

"مصر تحتل المرتبة الأعلى عالميا فى عدد ضحايا حوادث الطرق"، عنوان آخر دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية لحصر ضحايا حوادث الطرق، إلا أن تلك الدراسة لم تحرك ساكنا إزاء هطول الأمطار في المنيا والبحيرة، حيث لقي شقيقان مصرعهما فى حادث تصادم بالطريق الصحراوى الشرقى في المنيا، نتيجة حادث تصادم سيارتين، علاوة على إصابة نقيب شرطة فى حادث انقلاب سيارة ملاكى قيادته، بطريق الصعيد الزراعى الدائرى بمركز مغاغة، قبل أن يعيد أهل البحيرة كرتهم مع الأمطار، بعد إصابة 4 أشخاص فى حادث سيارة بالطريق الزراعى السريع في مركز أبوحمص بالمحافظة.

اللواء أحمد زكي عابدين وزير التنمية المحلية الأسبق، أكد أن كل الكوارث التي تمر بها دول العالم ينتج عنها العديد من الضحايا، مؤكدا أن الإجراءات الجادة وبحث الأسباب الحقيقية للمشكلات وحدها هي المنوط بها التقليل من عدد هؤلاء الضحايا، مشددا على أن المشكلة الأكبر تتمثل في الإهمال والفساد الذين أصبحا ثقافة تفرض نفسها على المجتمع.

"التعليم"، كلمة السر التي لخص بها "عابدين" كافة حلول الأزمة، لأنه لو تم بناء الطرق وتصميمها على أساس علمي سليم، مع زيادة الوعي لدى المواطنين الذين لا يتحرون الدقة أثناء السير في الطريق، ومن ثم التقليل من حوادث الطرق أثناء وجود ظرف عارض مثل هطول الأمطار.

"المشكلة ليست في شنايش المياه أو عواميد النور العارية"، بتلك الكلمات اختتم عابدين حديثه لـ"الوطن"، مؤكدا أن هناك خططا فعلية لإصلاح تلك الأشياء على المدى الطويل، لكن لا يوجد العامل البشري الكفء لتنفيذها بشكل جاد يحول دون تهالكها.


مواضيع متعلقة