صناعة البطل وسحله

شريف أسعد

شريف أسعد

كاتب صحفي

الحمد لله، إحنا أحسن ناس فى العالم فى صناعة الأبطال، هو مش إحنا قوى كدولة طبعاً إنما أقصد الظروف الصعبة اللى بيمر بيها الأبطال وعدم احتضانهم وعدم الالتفات إليهم إلا لما يبقوا أبطال بجد وبعد كده القفز على هؤلاء الأبطال ورعايتهم عشان يبقى شكلنا إننا الحمد لله بنرعى الأبطال فى مصر.

فتجد مثلاً عشرات الأبطال المصريين تم إعدادهم بأقل القليل ولم يتم الاهتمام بهم كما تهتم الدول المحترمة بأبطال مستقبلها المتوقعين وتلاقى البطل عندنا من دول انفجر وهز عرش العالم فى اللعبة وبزغ بزوغاً كبيراً جداً وحقق إنجازاً يسيل له لعاب دول العالم المراقبة فى اهتمام وانبهار. طيب.. وبعدين؟ لا، ولا حاجة.. هيا بنا نسحله ونمسح به بلاط الروتين المصرى وندخله فى دوامة الإداريات المصرية ونشركه فى كل خناقات الاتحادات والوزارات ونقعد «نلسّن» عليه إلى أن ينتهى من على الساحة تماماً.

على فكرة ده سلو بلدنا فى الرياضة والأمثلة لا أول لها من آخر حتحتاج إلى صفحة كاملة فى الجريدة لسردها موضحاً بها مآسيها، لكن دعونا نركز على أمل مقبل فى مصر فى بطولة الألعاب الأولمبية المقبلة يتم حالياً إهماله تماماً ومحاولة «عدم إعداده» على الرغم من اهتمام الوزير وعلى الرغم من اهتمام رئيس اتحاد اللعبة وعلى الرغم من عدم اهتمام الإعلام به اللهم إلا على مستوى «السوشيال ميديا».

دعونا نتحدث عن رمضان درويش بطل العالم وبطل أفريقيا وبطل مصر فى لعبة «الجودو» منذ سنين، البطل الذى رفع علم مصر فى المحافل الدولية أكثر من عدد مرات رفعه من قبل أعضاء مجلس النواب مجتمعين خارج مصر. البطل الذى انحنت له رؤوس الكثير من قامات اللعبة تقديراً لإنجازاته على الرغم من أنه لم يتخطّ عامه الثامن والعشرين إلا منذ أيّام.

الكابتن رمضان درويش بعدما أصبح أملاً لمصر فى ميدالية أولمبية ضمن فعاليات الأولمبياد المقبل فى شهر أغسطس لهذا العام التى ستقام فى البرازيل فى مدينة ريو دى جانيرو، وبعد أن تهافت الجميع على تكريمه وعلى الظهور معه مدعمين فى الإنجازات واتصوروا معاه وأكدوا على الاحتواء والاحتضان والاهتمام، وانتَ شمعتنا يا رمضان، وانتَ أملنا يا رمضان، وانت رمضان يا رمضان والكلام الحلو ده الذى شنّف آذان كل متابعيه، تحول الوضع اليوم إلى صمت.

فترة الإعداد التى كان من المفترض أن تبدأ فى يناير هذا العام عن طريق الاشتراك فى البطولات القوية حول العالم، وتلك الفترة التى وضعها المتخصصون بالاتفاق مع رمضان ومع الاتحاد ومع ومع ومع... كان يجب أن تبدأ فى بطولة كوبا التى بدأت أمس دون اشتراك رمضان بها.

طيب ليه يا جماعة؟

عشان مشاكل إدارية فى حجز فيز الدولة وللأسف الوقت ما أسعفش الإدارى وإن شاء الله ملحوقة فى فبراير إن شاء الله. وفوت علينا بكرة يا سيد.

فترة إعداد مدتها 7 شهور لا نستطيع تنفيذها لأننا لم نهتم.. ولأننا نعتمد على قطاع فاشل من قطاعات الدولة مهدر دمه بين وزارة الشباب واتحادات اللعب المستقلة والمعادلة المعتوهة التى من المفترض أن نقف لنتابع كل طرف فيها يصرخ قائلاً أنا ماليش دعوة بينما أبطالنا الرياضيون «قاعدين حاطين إيديهم على خدودهم» فى انتظار جهة أو شخص يحن عليهم بالموافقة والاهتمام عشان يرفعوا علم مصر.

أبطال اللعب الفردية فى مصر يمكن أن يتم حصرهم على أصابع اليد، ومعروفون بالاسم تقريباً، كيف يتم إهمال تفاصيل إعداد البعض منهم لفشل الاتحاد المفزع مثل اتحاد لعبة الجودو الفاشل؟ وكيف لا يتم التدخل من وزير الرياضة فى حدث بمثل هذه الأهمية على الرغم من وعده الشخصى لـ«رمضان» بتنفيذ فترة الإعداد واهو طنش والوعد طلع زبدة فى الليل طلعت عليه الشمس سيّحته؟

ما المطلوب منا كمتابعين ونحن نحاول حث جميع المسئولين على أداء أدوارهم بكفاءة؟ ما المطلوب ونحن نرى آمال مصر فى المستقبل يتم إهمالها بمثل هذا الشكل؟

السيد المحترم الدكتور خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة.. مطلوب من معاليك التدخل الفورى والعاجل للإشراف على تنفيذ خطط إعداد الأبطال المصريين اللى ممكن عدهم على أصابع اليد الواحدة حتى لا نصل فى شهر سبتمبر المقبل إلى أن نردد المقولات المشهورة بتاعة «خرجنا من المولد بلا حمص» و«أصلنا لم نستعد» وأصل وفصل..