بعد عام في السلطة.. "تسيبراس" يثير ارتياح دائني البلاد أكثر من اليونانيين

كتب: أ ف ب

بعد عام في السلطة.. "تسيبراس" يثير ارتياح دائني البلاد أكثر من اليونانيين

بعد عام في السلطة.. "تسيبراس" يثير ارتياح دائني البلاد أكثر من اليونانيين

وصل أليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني، إلى الحكم قبل عام بالضبط، آملا في طي صفحة التقشف في بلاده، لكن بعد عام من المعارك السياسية والاقتصادية، بات دائنو البلاد أكثر ارتياحا لتسيبراس من اليونانيين أنفسهم.

يقول أستاذ العلوم السياسية جورج سيفرتزيس: "رئيس الوزراء اليساري الراديكالي (41 عاما)، يتابع منذ 25 يناير الماضي، عام طويل من التدرب على الحكم".

ويعتقد تسيبراس، الذي تعارض انتخابه مع توجهات ترويكا الجهات الدائنة "الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي"، أنه يستطيع الوقوف في وجهها، ويحفزه على ذلك وزير ماليته الجريء يانيس فاروفاكيس.

وفترة المماطلة هذه التي اتسمت أواخر يونيو، بالتخلف عن الدفع لصندوق النقد الدولي - أمر نادر الحصول - وإقرار المراقبة على رؤوس الأموال التي ما زالت مطبقة، للحيلولة دون انهيار المصارف، انتهت وسط أجواء من الارتباك مع استفتاء 5 يوليو.

وكان يتعين الرد بـ"نعم" أم "لا"، على آخر مقترحات الجهات الدائنة، بينما حقق تسيبراس في الاستفتاء فوزا مدويا، إذ قال 62% من اليونانيين "لا" كما طلب منهم.

لكن الضغوط غير المسبوقة للأوروبيين، الذين هددوا بإخراج بلاده من منطقة اليورو، حملته على تغيير سياسته والتخلي عن فاروفاكيس، والقبول بعد 8 أيام بالتوقيع على خطة إنقاذ ثالثة للبلاد، في مقابل الحصول على قروض تبلغ 86 مليار يورو.

ومن أجل أن يتخلص لاحقا من الجناح اليساري في حزب سيريزا، الذي لم يوافق على هذه الخطة، قدم استقالته حتى يتمكن من أن يستبدل المعارضين بمؤيدين في الانتخابات التشريعية، التي فاز بها في 20 سبتمبر.

- "مفاوضات مزعومة" -

يقول النائب تيودور فورتساكيس عضو حزب "الديمقراطية الجديدة"، يمين: "من دواعي السرور، أن تسيبراس هذا العام لا يشبه تسيبراس العام الماضي، لكن سيريزا تصرف تصرفا غير مسؤول خلال الأشهر الثمانية الأولى من التفاوض المزعوم".

ومنذ ذلك الحين، تتأخر بعض الإصلاحات، لأن نقاطا أساسية ما زالت عالقة، مثل إصلاح رواتب التقاعد التي سينفذ إضراب عام حولها في 4 فبراير.

ولم يقلق هذا التأخير وكالة "ستاندرد أند بورز" للتصنيف الائتماني، التي عمدت مع ذلك الجمعة الماضي، إلى رفع التصنيف السيادي لليونان من "سي سي سي" إلى "بي"، مراهنة على أن أثينا ستكون نفذت قبل نهاية مارس، الشروط الواردة في الخطة، ويحمل ذلك أخيرا، الجهات الدائنة على تخفيف ديون البلاد 190% من إجمالي الناتج المحلي، على أن يعتبر اليونانيون هذه الخطوة انتصارا سياسيا لتسيبراس.

وقال الخبير الاقتصادي لدى صندوق ناتيكسيس للادخار خيسوس كاستيلو: "الجهات الدائنة ترى أن تسيبراس يتشبث بالخطة، وهي لا تريد خلافا جديدا مع اليونان، لأن لديها اهتمامات أخرى، منها أزمة المهاجرين التي تتصدرها اليونان، بعدما عبر أراضيها 800 ألف شخص في 2015، أي 80% من إجمالي الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي".

وبات تسيبراس يتعرض لمزيد من الانتقادات في بلاده، يقول سيفرتزس: "تسيبراس يخسر ديناميكيته، فهو لم يستطع خلال عام أن يحقق من برنامجه اليساري إلا الإصلاحات الاجتماعية، كإمكانية حصول أبناء المهاجرين المولودين في اليونان على الجنسية اليونانية، وإقرار الزواج المدني لمثليي الجنس، إضافة إلى رحلاته الكثيرة، حيث إنه حريصا على التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين إسرائيل والبلدان العربية".

- كل شيء يمكن أن يحدث -

والانتقاد الآخر الموجه إلى تسيبراس كما يؤكد فورتساكيس، هو تغاضيه عن ممارسة سيريزا "المحاباة على مستوى غير مسبوق"، في بلد تعد فيه هذه الآفة مرضا مزمنا.

ونقطة ضعف تسيبراس تتمثل بأكثريته النيابية الهزيلة (153 من 300 نائب)، التي لم يؤمنها إلا من خلال المقاعد العشرة لحليفه اليمني حزب "اليونانيون المستقلون"، يقول سفيرتزيس: "كل شيء يمكن أن يحصل مع أكثرية ضعيفة إلى هذا الحد، لدى التصويت على إصلاحات غير شعبية".

وفي أعقاب الأشهر الأولى التي لم يواجه خلالها منافسين سياسيين، بات تسيبراس يواجه بعد الانتخاب المفاجئ لوزير الإصلاح السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس (47 عاما)، رئيسا لحزب الديمقراطية الجديدة، سياسيا حديثا "سينغص عليه حياته"، كما يقول سيفرتزس.

ويبدو أن زعيم اليسار الراديكالي الذي حمل أوروبا هذا العام على أن تفهم، كما يقول خيسوس كاستيلو، أن "التقشف القاسي غير مجد"، لا يشعر بالقلق، حيث أكد لتليفزيون بلومبرج خلال وجوده في منتدى دافوس الاقتصادي هذا الأسبوع: "أعتقد أن 2016 ستكون السنة التي ستفاجأ فيها اليونان المجموعة الاقتصادية العالمية".


مواضيع متعلقة