أمين شرطة وزوجته قتلا تاجراً بسبب تأخر إيجار الشقة: «ضربناه بالرصاص فى رمضان وقطعناه بمنشار كهربا»

10:01 م | الجمعة 22 يناير 2016

بعد مرور 245 يوماً من اختفاء تاجر، بمنطقة روض الفرج، مباحث الجيزة كشفت لغز الجريمة، وقالت إن الضحية، قتل على يد أمين شرطة وزوجته، بمنطقة إمبابة، المتهمان قتلا الضحية وألقيا بجثته فى النيل، بسبب خلافات على قيمة إيجار شقة استأجرها المتهمان من الضحية.

{long_qoute_1}

تفاصيل الواقعة كما جاءت بمحضر الشرطة وتحقيقات النيابة وأقوال أمين الشرطة وزوجته، بدأت فى أواخر شهر رمضان من العام الماضى، بوصول المجنى عليه أحمد عبدالعزيز، 55 سنة، إلى شقتهما التى تقع بالطابق الرابع بعقار بمنطقة أرض الجمعية بإمبابة، لتحصيل الإيجار، ورفض أمين الشرطة آنذاك إعطاءه الإيجار، وطلب منه الحضور بعد يومين، حتى يتمكن من دفع الإيجار له.

وقبل عيد الفطر بيومين، توجه مرة أخرى المجنى عليه أحمد عبدالعزيز إلى شقة أمين الشرطة، لتحصيل قيمة الإيجار منه، وعقب وصوله طرق باب الشقة، وفتحت له زوجة أمين الشرطة وتدعى «هناء محمد»، 26 سنة، وعقب دخوله الشقة، بـ10 دقائق، فتح أمين الشرطة «وائل»، باب الشقة ودخل وبدون أى مقدمات أخرج سلاحه الميرى وأطلق على الضحية طلقتين فى الرأس والبطن، حتى سقط على الأرض جثة هامدة، وبعد مرور قرابة نصف ساعة من إطلاق الرصاص، خرج أمين الشرطة، من الشقة، وتوجه إلى محل «كهرباء» فى العقار المجاور له، واشترى منشاراً، وصعد مرة أخرى إلى الشقة، وحمل جثة المجنى عليه إلى «حمام» الشقة، وقطع جسده بالمنشار، إلى «3 قطع»، ووضعها فى «3 كراتين»، وانتهى من تقطيع جسد المجنى عليه قبل الفجر، بعد أن استغرق حوالى 6 ساعات، فى تقطيعه ووضعه فى كراتين، وانتظر يومين بعد ارتكابه الجريمة، وفى ثالث أيام عيد الفطر، أحضر «توك توك»، وحمل كرتونتين بداخلهما أجزاء من أشلاء الضحية، وتوجه إلى منطقة طناش وألقى بهما فى النيل، وأخبر سائق التوك توك آنذاك بأن الكراتين تحتوى على لحوم فاسدة، وبعدها بيومين، استعان بسائق توك توك آخر وحمل ما تبقى من أشلاء الضحية، وألقى بها فى النيل بمنطقة المناشى لتأكلها الأسماك».

{long_qoute_2}

تفاصيل واقعة القتل والتخلص من آثار الجريمة، استغرقت أسبوعاً، وبعد اختفاء الضحية لمدة أسبوعين فوجئ أمين الشرطة «وائل» بقوة من مباحث روض الفرج، تطلب منه الحضور إلى ديوان القسم لاستجوابه فى اتهام زوجة المجنى عليه بالقتل، لأن زوجها المتغيب أخبرها بأنه سوف يذهب إليه لتحصيل قيمة الإيجار، واستجوبت القوات أمين الشرطة آنذاك، وقال فى محضر الشرطة إنه تقابل مع الضحية، عقب الإفطار قبل العيد بيومين، وأخذ منه الإيجار «800» جنيه، وعقب ذلك لم يشاهده، وتم صرف أمين الشرطة من ديوان قسم شرطة روض الفرج، وقالت التحريات إنها لم تتوصل إلى مكان اختفاء الضحية.

بعد مرور 5 أشهر، القضية تم قيدها «ضد مجهول»، وتوقفت قوات الشرطة عن البحث عن مكان اختفاء الضحية.

ومنذ أسبوع، كشفت أجهزة الأمن بالجيزة، غموض الواقعة والتوصل للجناة بعد مرور 245 يوماً على الواقعة، وكانت قد بدأت تمسك الخيط للوصول إلى المتهمين، بحضور زوجة المجنى عليه منذ أسبوع إلى قسم شرطة إمبابة، وتقابلت مع العميد محمد عبدالتواب، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، واتهمت أمين الشرطة بقتل زوجها، وقالت للعميد محمد عبدالتواب «أنا متأكدة أن أمين الشرطة هو اللى قتل جوزى.. علشان قالى إنه هو هيروح لأمين الشرطة ياخد إيجار الشقة.. ومن ساعتها مارجعش»، وتم تحرير محضر بأقوال زوجة المجنى عليه واتهامها لأمين الشرطة بقتل زوجها، وتم عرضه على نيابة حوادث شمال الجيزة، وأصدر المستشار أحمد الحمزاوى رئيس نيابة الحوادث قراراً بطلب وتحريات المباحث حول صحة الواقعة، من عدمه، وعلى الفور أمر اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، بتشكيل فريق بحث وتحر ضم كلاً من العميد محمد عبدالتواب، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والعميد إيهاب شلبى مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد راسخ رئيس مباحث قسم إمبابة، والنقيب هيثم سكر رئيس نقطة المنيرة الغربية، والنقيبين ماجد غراب ومحمود صلاح معاونى مباحث قسم إمبابة، وانتشرت القوات فى المنطقة.

وبدأت القوات فى تنفيذ خطة البحث التى استهدفت مناقشة سكان العقار الذى يقيم فيه أمين الشرطة، وأخبرهم أحد السكان بأنه شاهد آثار دماء على سلالم العقار خارجة من أمام شقة أمين الشرطة فى وقت معاصر لاختفاء الضحية، وأيضاً استجوبت القوات أحد العاملين بالمقهى، المجاور للعقار الذى يقيم فيه أمين الشرطة، وأخبرهم بأن زوجته سيئة السمعة، وأنه كان يتردد على شقة أمين الشرطة من وقت لآخر لشراء بعض مستلزمات المنزل، واشتم رائحة كريهة كان مصدرها حمام الشقة.

وناقشت القوات عدداً من سائقى التوك توك والميكروباص بالمنطقة، وأخبرهم أحد سائقى التوك توك بأن أمين الشرطة «وائل»، نقل معه كراتين بداخلها «لحوم» كانت رائحتها كريهة، فى وقت معاصر لاختفاء الضحية أيضاً، وعلى الفور أخطر العميد محمد عبدالتواب رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، المستشار أحمد الحمزاوى رئيس نيابة الحوادث، بما توصل إليه فريق البحث، وتم استئذان النيابة العامة، وضبط أمين الشرطة المتهم بالقتل أثناء وجوده بديوان عام قسم الوراق، وأيضاً زوجته من داخل شقتها بإمبابة، واستجوبت القوات المتهمة واعترفت بتفاصيل الحادث، وقالت إن زوجها هو الذى قتل الضحية.. وأنه استغل هدوء المنطقة عقب الإفطار فى رمضان الماضى.. وأطلق عليه الرصاص من سلاحه.. وأخذه إلى الحمام وقطّع جسده بـ«منشار»، قام بشرائه من محل بجوار العقار.. وعقب ذلك قطع جسده وألقى به فى النيل.. هو ده كل اللى حصل.. أنا مليش علاقة بحاجة.. جوزى هو اللى قتل».

وجاءت أقوال أمين الشرطة وائل مصطفى أثناء مناقشته أمام اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، بأنه تخلص من المجنى عليه بسبب خلافات على إيجار الشقة، وأنه رفض أن يخفض لهم قيمة إيجار الشقة فقرر الانتقام منه وقتله وقطع جسده وألقى به فى النيل، وتحفظت القوات عليه هو وزوجته، وأمر اللواء أحمد حجازى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وتم إحالة المتهمين إلى نيابة الحوادث، وباشر التحقيقات أحمد الحمزاوى رئيس نيابة الحوادث، ومروان بدر وكيل النيابة، وقررت النيابة حبس أمين الشرطة وزوجته 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد وسرقة بالإكراه، وتحفظت النيابة على سلاح المتهم، ومن المقرر إحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة بعد أن سجلت النيابة اعترافات المتهمين بالصوت والصورة وأجرت معاينة تصويرية لمكان الواقعة.