"رحالة مصري" اهتم بتطوير السياحة.. أهملته الحكومة ورد على "إسرائيل" بـ"بلوك"

02:57 م | الجمعة 22 يناير 2016

ثورتان تدهور بعدهما وضع قطاع السياحة في مصر، فبعد أن كانت أرض النيل مقصدا لسياح العالم، منعهم الإرهاب واضطراب الوضع الأمني من الوصول إليها، ليأتي حادث سقوط الطائرة الروسية وما تبعه من أضرار كبيرة، بخاصة بعد زعم تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الحادث، وما تلاه من عدة مبادرات سواء كانت من الحكومة، أو من أشخاص.

"علي عبده".. شاب مصري يبلغ من العمر 31 عاما، وهو مهندس يعمل استشاري نظم ومعلومات في إحدى الشركات، خرج بمبادرة تجسدت بعد تطوير ما رآه في العديد من الدول التي زارها، ليقرر إطلاق حملة "حول مصر على الموتوسيكل"، ودعا الشباب الذين يمتلكون دراجات نارية، أن يجوبوا مصر ويصوروا ما شاهدوه، ويعرضوه من خلال وسائل حديثة، لتطوير السياحة وليس تنشيطها فقط، وهو الأمر الذي قوبل بردود فعل واسعة من الصحف الأجنبية، ليصل الأمر إلى الصحف الإسرائيلية أيضًا، ويحاولون التواصل مع الشاب المصري.

{long_qoute_1}

وتناول الإعلام الإسرائيلي، خلال تقرير أعده الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية روعيه كياس، نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أزمة السياحة في مصر، حيث أشار التقرير إلى أنه في نهاية أكتوبر الماضي، تحطمت طائرة ركاب روسية في سيناء، وأسفر ذلك عن مصرع 224 روسيا بينهم أفراد الطاقم، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، أعلن مسؤوليته عن سقوط الطائرة، لتنهار بعدها السياحة في مصر، ناقلة تصريحات هشام زعزوع وزير السياحة، الذي علق على الحادث قائلًا: "أكبر خسائر للسياحة المصرية منذ 20 عاما".

{left_qoute_1}

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن المصريين لا يعترفون حتى الآن بأن تحطم الطائرة الروسية "عمل إرهابي"، وعلى ما يبدو لمنع نزوح آخر للسياح من البلاد، لافتة إلى أن هناك العديد من المبادرات لتشجيع السياحة في البلاد.

وتابعت "يديعوت أحرونوت": "المصريون أيضًا خرجوا بمبادرات لتشجيع السياحة"، مشيرة إلى المصري علي عبده، الذي دشن مبادرة "حول مصر على الموتوسيكل"، ودعا الشباب ليجوبوا مصر بالدراجة البخارية في أسبوع واحد فقط، وتصوير المناطق المختلفة في مصر برحلة لـ7000 كيلو متر.

{long_qoute_2}

"هل تعلم أن اهتمام الإعلام الإسرائيلي باللي بعمله أكبر بكتير من الإعلام المصري.. وكان من نصيبه البلوك".. بهذه العبارة خرج الشاب المصري عبر حسابه على "فيس بوك"، وذلك ردًا على "كياس" الذي بحث عن عبده وأرسل له رسالة، إلا أن الشاب المصري رفض الرد وفضل "البلوك" لأنه "غير مطبع.. ولا يتعامل مع الصهاينة".

وقال عبده، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "الصحفي الإسرائيلي يعلم جيدًا أنه لا يريد التحدث إلى الصحيفة الإسرائيلية، وعلى الرغم من ذلك فإن الصحفي أكمل تقريره ونشره"، متابعا: "أنا ضد التطبيع.. ولا أتعامل مع إسرائيليين وآخره معايا بلوك".

أما عن اهتمام الإعلام بالمبادرة، أضاف عبده أن هناك الكثير من الصحف العربية والأجنبية، غطت المبادرة باحترافية كبيرة، وكان هناك تغطية أكثر من هائلة، أما عن الإعلام المصري، فقال: "بطلت اطلع فيه، لأن كل القنوات المصرية بتتكلم في ليفل الناس مش فاهمينه، لكن هناك احترافية مع القنوات الأجنبية، الموضوع كبير، ولازم المجتمع يستوعبه"، مؤكدًا عدم اهتمام الإعلام المصري به.

{left_qoute_2}

وعن المبادرة، فقال: "منذ نحو عامين بدأت المبادرة، وهدفها ليس تنشيط السياحة فقط، بل دعمها وتطويرها، وهناك فرق كبير بين تنشيط وتطوير، هناك ملايين يتم إنفاقها من قبل من لا يفهمون لتنشيط السياحة، وهناك العديد من الطرق المعاصرة التي يمكن استخدامها في هذا المجال"، مضيفًا أن مبادرته تعتمد على زيارة العديد من الأماكن في مصر والتحدث عنها بطريقة أكثر تطورًا تساعد على حركة السياحة الداخلية والخارجية.

وتابع عبده: "على سبيل المثال أمتلك موتوسيكل قديم أسافر من الإسكندرية إلى القاهرة، ومن ثم إلى الواحات البحرية، أصور كل الأماكن التي يمكن زيارتها في الطريق للترويج للسياحة، فضلًا عن الخدمات الموجودة في الطريق، بحيث تحديد عدد محطات البنزين الموجودة في الطرق، والمطاعم التي يُنصح بزيارتها والأسعار، والأماكن أيضًا".

وأضاف عبده: "كل هذه الخدمات يتم تقديمها بواسطة موسوعة إلكترونية متطورة يعمل عليها الآن، وحتى الآن لا يوجد موقع لوزارة السياحة، أما موقع هيئة تنشيط السياحة فهو في منتهى العقم، لكن الموسوعة ستحتوي على معلومات كثيرة، وصور من جميع أنحاء مصر"، متابعا: "أنا رأيت ذلك في العديد من الدول، ففي مصر خير كثير لم نستفد منه، لابد أن يرى الناس كل هذا الخير".

{long_qoute_3}

وانتقد عبده، إجراءات دخول السائحين الأجانب مصر، في إطار مسابقات الموتوسيكلات من دولة إلى أخرى، والمعروفة على مستوى العالم بأنها تساعد في تنشيط حركة السياحة، إلا أن الإجراءات في مصر تجعلهم يبتعدون عن المرور فيها، حيث يفضلون ركوب السفن للابتعاد عن الدخول والخروج من الأراضي المصرية، وذلك رغم أن مصر تمتلك العديد من الطرق السهلة التي يمكن لهم أن يقصدوها خلال رحلاتهم إلى دول إفريقيا.

واستطرد: "الإسرائيليين بيدخلوا بالموتوسيكلات أسهل من السعوديين على الحدود، فالإسرائيلي يدخل طابا بالباسبور بكل سهولة، ولكن أي جنسية أخرى هناك العديد من الإجراءات، وأنا لست ضد سياحة الإسرائيليين، لكن ضد التعمق فيها، لأن هناك حاجز نفسي وتاريخي وديني".

{left_qoute_3}

"مفيش أي دعم من الدولة، طنشونا، ومفيش أي دعم من الحكومة، الموضوع كله أنا بصرف عليه من فلوسي".. بهذه الكلمات رد عبده على درجة اهتمام الدولة بمبادرته التي تهدف إلى تطوير السياحة، قائلا: "فكرة زي كده محتاجة فلوس، لأني محتاج اجيب أجهزة واتفرغ لحاجة زي كده، وهيبقى ليها دور قوي في السياحة، محتاجين زيارات متبادلة بين الدول، في الدول اللي حوالينا نشاط رياضة الموتسيكلات شغالين كويس، وعشان يدخلوا مصر بيطلع عنيهم في الجمارك، لو قلنا لواحد هندفعلك في الفندق مش بيرضوا برضه، بتوع سياحة المغامرات مش بيهمهم موضوع الأمن، ده نشاط عالمي في جميع دول العالم".

وتابع: "محتاجين إمكانيات لتصوير حلقات وترجمتها لعدة لغات، محتاجين هيئة تنشيط السياحة تساعدنا، ولما حاولنا نتواصل مع وزير السياحة، مكلفش نفسه بالرد علينا، رغم أن المبادرة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط".